مقام النبي شمعون الصفا: موقع للسياحة الدينية والاثرية وشاهد على عدوانية إسرائيل - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مقام النبي شمعون الصفا: موقع للسياحة الدينية والاثرية وشاهد على عدوانية إسرائيل - بوابة الكويت, اليوم السبت 12 يوليو 2025 03:06 صباحاً

بوابة الكويت - يوغل مقام النبي ​شمعون الصفا​ (المعروف أيضاً بمقام مار بطرس)، في بلدة شمع الجنوبية، في التاريخ، وشهد حروباً مع مرور الزمن.

في ​العدوان الإسرائيلي​ على ​لبنان​، في أيلول 2024، استدعت القوات الإسرائيلية، بعد احتلاله، خبراء آثار، للتوثيق وسرقة عدد من اثاره، قبل أن يقدم "حزب الله" على شن هجوم عليهم وقتل أحد الخبراء والمؤرخين، ما اعتبره قادة إسرائيليون خسارة كبيرة، في حين كانت الدولة اللبنانية قد قدّمت شكوى ضد تل أبيب، بسبب السرقة الموصوفة، أمام ​منظمة اليونيسكو​، المعنية بالمعالم الثقافية والتاريخية، ولأن جنود الجيش الإسرائيلي أقدموا على تفخيخه ونسفه، قبل انسحابهم من البلدة.

والمقام، يعتبر موقعاً للسياحة الدينية والاثرية والثقافية، وقام العديد من المؤرخين باعداد دراسات عنه، ليبقى محفوظاً في الذاكرة والوجدان الجنوبي. وتتفق المعلومات التاريخية على أن ​مقام النبي شمعون​ بن حمون بن عامة، الملقب بالصفا، قد سبق بناء جارته قلعة شمع في العام 1116، المستمد اسمها من اسم القرية المخفف من اسم صاحب المقام، النبي شمعون.

وتؤكد وثيقة حجر المئذنة، الذي ظهر بعد عملية الترميم بعد العام 2000، أن تاريخ بنائها هو في سنة 490 هجرية (1096/1097 ميلادية)، أي قبل دخول الصليبيين القرى المشرفة على مدينة صور. وكان البناء القديم يتألف من طبقتين، إلى أن أقيمت الأسوار فطمرت الطبقة السفلى نهائياً من الناحية الغربية. وظل تاريخ بناء المقام مجهولاً، بيد أن بعض الدراسات توصلت إلى أن الضريح كان محط زيارة العديد من علماء ومشايخ الإسلام قبل سنة 1100هجرية (1688 و1689 ميلادية)، وكتبوا عنه وحوله العديد من القصائد والدراسات.

صاحب المقام حواري عظيم، والده حمون يعود في نسبه إلى النبي سليمان بن داود، وأمه أخت النبي عمران والد السيدة مريم العذراء بحسب ما ينقل في بعض المراجع (الدكتور السيد حسين الموسوي الصافي، اُمَّهات الأئمة المعصومين عليهم السلام، المجلد الثاني، صفحة 222) وهو وصي روح الله وخليفته ومستودع سرّه، وأول الناس به إيماناً وأكثرهم بين يديه تصديقاً. وفي الكتب الإسلامية تواترت الأحاديث في كونه وصياً للمسيح، منها حديث النبي (ص) "إن الله جعل لكل نبي وصياً، جعل شيث وصي آدم؛ ويوشع وصي موسى؛ وشمعون وصي عيسى". (ينابيع المودة: ج2 ص 280).

ويقول المؤرخ الجنوبي والناشط الإعلامي الكاتب الزميل كامل جابر: "في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي في العام 2000، سارع الأهالي إلى ترميم المقام المذكور، وفق القواعد الاثرية وباشراف المديرية العامة للآثار، وذلك لكون البناء قديماً جداً، إذ يرجّح تاريخه إلى نحو 600 سنة".

يتألف المزار من رواق خارجي محمول على ثلاثة عقود تحملها أعمدة حجرية ضخمة، ويتخلل الرواق مدخلان: الاول على يمين الزائر، وهو الرئيسي، يؤدي إلى غرفة مربعة ذات عقود متداخلة، تحمل مثبتين، وقد اقيما فوق ضريح النبي مباشرة الذي يعلوه قفص خشبي، ويقع الضريح في أسفل البئر، ويتوسط الجدار الجنوبي محراب متواضع.

وازاء الغرفة من الجهة الشرقية غرفتان متلاصقتان بنيتا في ما بعد، وذلك لتداخل العقود بينهما وللاختلاف الواضح في نوع الحجارة وطريقة البناء: الأولى فتحت على الضريح مباشرة، فيما الثانية والتي تعرف بـ"أم النبي" فهي للجهة الجنوبية. وتقوم في الجهة الشرقية للمزار مئذنة حجرية ترتفع حوالي 17 متراً، وعند مدخلها ثبتت لوحة حجرية عسرة القراءة، تم العثور عليها عند كشط ورقة البناء الخارجية.

تنتشر في باحة المزار الأضرحة من كل جانب، وقد اختلط قديمها بحديثها. وعند الزاوية الشرقية للحفرة درج حجري ينزل إلى صهريج حجري مخصص للماء، حيث بني عقد كبير يستوعب كميات ضخمة من مياه الأمطار، وتشير سعته إلى قدرته لاستيعاب الاف الزوار الذين كانوا يتقاطرون اليه، لا سيما في الخامس عشر من شعبان وفي أيام عاشوراء، وهذا الصهريج جاء مشابهاً إلى حد بعيد بالصهريج الذي اكتشف عند النبي عمران في القليلة، عندما قصفته الطائرات الاسرائيلية، أثناء عدوان نيسان 1996.

وقد أعادت المديرية العامة للآثار ترميمه مجدداً في العام 2007، بتمويل من "البرنامج القطري لبناء دور العبادة"، بناءً على مسح هندسي شامل للمبنى الديني نفذه طالبان إيطاليان من جامعة فلورنسا تعبيراً عن تضامنهما مع لبنان. كما أعيد بناء المئذنة، التي كان القصف المباشر قد أغرقها عدة أمتار في الأرض، وهي من الحجر الكلسي الأبيض الذي يتماشى شكلاً وهندسةً مع أبنية المقام التاريخية. وكذلك رممت القبب وسقف المقام ودعمت، وأعيد إبراز النقوش التي تشير إلى أن المبنى جدد في فترة الحكم الفاطمي على جدرانه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق