بوابة الكويت - مع استمرار الفرق العالمية في محاولة تحسين أدائها وتصحيح مسارها اعتماداً على دروس الماضي، يبدو أنّ بيب غوارديولا يواصل التمسّك بنفس النهج التكتيكي الذي ساهم في تراجع أداء مانشستر سيتي خلال الموسم الماضي.

إحدى أبرز العلامات التي تؤشر إلى ذلك هي الإصرار على استبعاد نيكو غونزاليس، الذي أثبت مراراً قدراته المميزة كواحد من أفضل المواهب الشابة في مركز الارتكاز. ومع أنّ إمكانياته مميزة وواضحة ولا يختلف عليها اثنان، ظل اللاعب خارج حسابات غوارديولا، مما يثير تساؤلات كثيرة.

في ظل هذه التطوّرات، تشير تقارير إلى قرب مغادرة نيكو غونزاليس مانشستر سيتي؛ وبغض النظر عن صحة هذه الأنباء، فإنّ مجرّد التفكير في السماح برحيل لاعب بهذه الجودة يعكس أزمة تكتيكية واضحة في خط الوسط، الذي لطالما كان العمود الفقري لنجاح الفريق.

خلال المواسم الأخيرة، عانى "السيتيزينز" بشكل واضح من قلة الخيارات المناسبة في مركز خط الوسط الارتكازي خلف رودري. ورغم التعاقد مع كالفين فيليبس، لم يتمكن الأخير من تقديم الأداء المتوقع، مما أجبر رودري على تحمّل ضغط المباريات كاملة. هذا العبء انتهى بإصابة رودري بقطع في الرباط الصليبي، الأمر الذي أبعده عن الموسم كاملاً.

وعند عودته، لم يكن رودري جاهزاً ليقدم الأداء المنتظر منه، وهو ما كان يستدعي استثمار قدرات لاعب شاب مثل نيكو غونزاليس. ورغم كونه لا يزال في الـ23 من عمره، ويتمتع بذكاء تكتيكي وقدرة على سد الثغرات، فإنّ غوارديولا تجاهله لصالح الاعتماد على لاعبين تجاوزوا أوج عطائهم الرياضي.

من بين هؤلاء، نجد بيرناردو سيلفا، الذي يعاني من تراجع ملحوظ في مستواه، وإيلكاي غوندوغان الذي لم يعد قادراً على تقديم المجهود البدني المطلوب، إضافة إلى كوفاشيتش الذي ينبغي أن يبقى خياراً احتياطياً لا ركيزة أساسية في المستقبل.

يبدو أنّ غوارديولا يكرّر نفس القرارات التي أدت إلى الإخفاقات السابقة؛ إصراره على تجاهل نيكو لصالح خيارات قصيرة الأمد قد يهدّد تماسك الفريق وضياع كل الجهود التي بُذلت لتعزيز الصفوف خلال فترة الانتقالات الأخيرة.

"عبقرية" غوارديولا قد تكون مهدّدة بفقدان بريقها، وقد تتحوّل إلى تجربة مؤلمة إذا استمر باتباع النهج عينه.

ومع اقتراب الموسم الجديد، يبدو أنّ مخاطر تكرار أخطاء العام الماضي قد تصبح حقيقة، ومن الممكن أن تُثقل كاهل الفريق وجماهيره. وإذا لم يتحلَّ المدرب ببعد النظر ويعتمد على المنطق السليم في إدارة الخيارات المتاحة، فقد يكون هذا الموسم صعباً على مانشستر سيتي.