بوابة الكويت - شذا حجازي

هل سبق لك أن تساءلت عن عدد المواضيع التي تدور في هذه الحياة؟ عن كمّ الأفكار التي تملأ يومنا؟ إنها كثيرة إلى حدّ يصعب حصره. لكنّ الأهم من العدد هو الطريقة التي نتعامل بها مع هذه الأفكار. بعض الأفكار تُظلَم فقط لأنها جاءت في وقت غير مناسب، أو لأنها طُرحت بطريقة لم نعتدها. فنحن بطبيعتنا كبشر، نميل إلى رفض ما نجهله أو ما يخالف ما نؤمن به. فكرة هذا الحديث هي دعوة للانفتاح على النقاش، والاستعداد لفهم كل ما هو جديد. فكل يوم يحمل فكرة، وكل فكرة تحمل فرصة. وكما يُقال: "يوم جديد، فرصة جديدة". هذه الفرصة قد تكون ببساطة أن نستمع للآخر، أن نحاول فهم ما يريد إيصاله، دون أن نعترضه أو نُسارع في الحكم عليه. كثيراً ما تكون العوائق من داخلنا نحن، لأننا نغلق أبواب الفهم قبل أن نُحاول حتى التفسير. لا نسأل أنفسنا: ما المقصود من هذه الفكرة؟ إلى أين يمكن أن تقودنا؟ وما الذي تخفيه من إمكانيات؟ قد تغيّر فكرة واحدة مجرى حياتك. كم مرة قلت: "لو أن الجميع التزم بهذا الموضوع، لاختلفت الأمور نحو الأفضل"؟

هناك دائماً من يبحث عن أشخاص يشاركونه الرؤية نفسها، لا ليُقنعهم فقط، بل ليصنعوا فارقاً معاً. لكن الأهم هو أن تكون مقتنعاً أنت أولًا، لا أن تنضمّ لمجرد الانضمام، بل لأنك فكّرت وحدّدت ما يناسبك. خذ على سبيل المثال قضية البيئة، فهي من أهم القضايا التي تمسّ حياتنا بشكل مباشر. الاهتمام بها ينبع من قيم الإنسان ومبادئه. إذا اخترت أن تُحافظ عليها، فقد ساهمت في حماية الكوكب، وإن تجاهلتها، فقد عرقلت القضية. الأمر في غاية البساطة: قرار نأخذه كل يوم، وموقف نختاره بوعي. في النهاية، حتى لو لم تُعجبك بعض الأفكار، حاول أن تُعيد النظر، قد ترى فيها شيئاً جديداً، نافعاً، وربما يكون فيها الخير لك ولمن حولك. التغيير يبدأ بسؤال، بفضول، وبقلب منفتح على كل فكرة تستحق أن تُفهم.