بوابة الكويت - باشرت إدارة نادي آي سي ميلان الإيطالي مشروعاً جديداً يعيد رسم ملامح الفريق اللومباردي، وذلك في أعقاب موسم يُعدّ من الأسوأ في تاريخ "الروسونيري" منذ عقود. وفي صيفٍ يعجّ بالتغييرات، يشهد الفريق ما يشبه "ثورة تغييرية" يقودها العائد إلى الدكّة الفنية، ماسيميليانو أليغري.

أولى إشارات هذا المشروع تمثّلت بضمّ النجم الكرواتي المخضرم لوكا مودريتش، الذي من المنتظر أن يلتحق بالفريق في آب/أغسطس المقبل بعد مشاركته في كأس العالم للأندية. ووصف أليغري هذا التعاقد بأنه "حجر الأساس في مشروع إعادة التوازن إلى خط وسط ميلان"، مشيراً إلى أنّ مودريتش "قائد فني وإنساني".

مودريتش، البالغ من العمر 39 عاماً، وقّع عقداً لموسم واحد مع خيار التمديد، مقابل راتب سنويّ قدره 4.5 ملايين يورو. وأكّد اللاعب الكرواتي أنّ انضمامه إلى ميلان ليس توديعاً لمسيرته، بل رغبة في أداء دور محوريّ ضمن مشروع تنافسيّ حقيقي. مصادر قريبة منه أفادت بأنه كان يبحث عن فريق لا يكتفي بجمع النجوم، بل يسعى بجدية للفوز.

في المقابل، قرّر الفرنسي ثيو هيرنانديز خوض مغامرة جديدة في الشرق، من خلال انتقاله إلى نادي الهلال السعودي في صفقة تخطت حاجز الـ50 مليون يورو. أليغري علّق على مغادرته بالقول: "ثيو كان قد اتخذ قراره منذ مدة، ونحن نحترم خياره الشخصي والمهني".

وضمن استراتيجية جديدة تقوم على الدمج بين الشبان وأصحاب الخبرة، تحرّكت إدارة "الروسونيري" بهدوء لتحديث التشكيلة من دون المساس بالركائز. فقد تم بيع الهولندي تيجياني رايندرز إلى مانشستر سيتي مقابل 55 مليون يورو، بالإضافة إلى مكافآت، وجرى التعاقد مع سامويلي رييتشي من تورينو لتعزيز خط الوسط، وسط توقعات بأن يتعلّم ويتطوّر تحت إشراف مودريتش.

وفي مؤتمره الصحافي التقديمي، لم يُخف أليغري طموحاته، فقال إنّ ميلان يجب أن يعود "محترماً ومهاباً كما كان"، مؤكّداً أنّ اللاعبين الأساسيين مثل البرتغالي رافايل لياو والحارس الفرنسي مايك مينيان باقون ضمن المشروع الجديد.

لكن طموح ميلان لا يتوقف عند هذا الحدّ، إذ تعمل الإدارة بالتنسيق مع أليغري على تدعيم الفريق بمزيد من الصفقات. يبحث النادي عن ظهير أيسر لتعويض رحيل ثيو، وتدور المفاوضات مع أسماء مثل روبن غوسينس، إيمرسون بالميري، ونونو تافاريس. كذلك وُضع كل من ياركا بيغول وماريو جيلا ضمن خيارات تعزيز قلب الدفاع.

أما في خط الوسط، وبعد التعاقد مع مودريتش ورييتشي، يتابع النادي لاعبين مثل آلان فاريلا، مع اهتمام غير معلن بالنجم الفرنسي أدريان رابيو. وفي الهجوم، يسعى ميلان إلى ضم مهاجم منطقة قادر على تعويض غياب أوليفييه جيرو، وتُطرح أسماء مثل مويس كين، دوسان فلاهوفيتش، وغونزالو راموس على الطاولة.

على المستوى التكتيكي، يخطّط أليغري لتوظيف مودريتش في محور خط وسط ثلاثيّ يمنحه حرية الحركة وصناعة اللعب، إلى جانب رييتشي وربما اسم جديد يُستقدم خلال الأسابيع المقبلة. الهجوم سيُبنى حول لياو، مدعوماً بجناحين شابين، مع التزام واضح باستعادة الصلابة الدفاعية التي غابت عن الفريق في الموسمين الماضيين.

وقال أليغري في حديثه للجماهير: "أهم شيء هو العمل بكل جد يومياً. الطريقة الوحيدة لاستعادة الاحترام هي تحمّل المسؤولية وتحقيق النتائج. سنحتاج بالتأكيد إلى دعمكم".

وبينما يسعى الفريق لضمان العودة إلى دوري أبطال أوروبا، فإنّ الهدف الآخر يتمثل بالذهاب بعيداً في الدوري الأوروبي، مع تقديم أداء متوازن يجمع ما بين الجاذبية والانضباط. المشروع ما يزال في بدايته، لكن وصول مودريتش قد يكون الشرارة التي تُعيد إشعال نار الطموحات في "سان سيرو".