بوابة الكويت - هل تعلم أن حالتك النفسية قد تكون سبباً في اختيارك ألواناً معيّنة في ملابسك؟ قد تظن أن اختيارك الألوان عشوائي أو نابع فقط من حبك للون ما، لكن الواقع أن لكل لون تأثيراً على حالتك النفسية، سلباً أو إيجاباً، تبعاً لدلالاته. وكما يقول منسق الأزياء جورج ريشان: "الألوان هي لغة صامتة تعبّر عنا دون الحاجة إلى كلمات".

كل لون نختاره يعبّر، بطريقة غير مباشرة، عن مزاجنا، طاقتنا، وطريقة رؤيتنا لأنفسنا. فليس من الغريب أن ننجذب إلى ألوان معينة في أيام معيّنة دون غيرها، أو أن نشعر براحة داخلية لمجرد ارتداء لون يناسبنا. اختيار الألوان ليس مجرد تنسيق خارجي، بل شكل من أشكال التعبير الداخلي، ويكشف الكثير عن حالتنا النفسية، ويعكس جزءاً من شخصيتنا أمام الآخرين.

وفي حديث خاص لـ "النهار"، يقول ريشان إن "اختيارنا للون يعكس مزاجنا، طاقتنا، وحتى صورتنا الذاتية. فمثلاً، من يرتدي الأحمر غالباً ما يكون شخصاً حيوياً، واثقاً، ويميل إلى الحضور اللافت. بينما يختار البعض الأزرق عند البحث عن السلام الداخلي أو الاستقرار".

هذه الألوان ترتبط بالمزاج... راحة نفسية أو حزن أو حب

بحسب ريشان، فإن ألواناً مثل الأصفر الزبدي، الأخضر المائل إلى النعناع، الأزرق السماوي، والزهري الفاتح ترتبط مباشرة بالشعور بالراحة والتفاؤل والانفتاح. وهي تُستخدم بكثرة في أزياء النهار والمناسبات الخفيفة لما تحمله من طاقة إيجابية تنعكس أيضاً على من حولنا.

في المقابل، يشير إلى أن ألواناً مثل الرمادي الباهت، الأزرق الغامق، أو الأسود عند استخدامه بإفراط قد تعبّر عن مشاعر الحزن أو الانعزال. ويضيف: "لا يعني ذلك أن هذه الألوان "سيئة"، لكنها ترتبط بحالات نفسية معينة، ويمكن أن تكون خياراً جمالياً قوياً إذا تم تنسيقها بشكل مدروس".

عارضة الأزياء البريطانية إيرين أوكونور (أ ف ب).

أما ألوان الحب والرومانسية، فهي الزهري بدرجاته، الأحمر، والخمري (العنّابي). فالأحمر يرمز إلى الشغف والقوة، بينما يعكس الزهري الحنان والرقة. وعند تنسيق هذه الألوان بذكاء، تمنح حضوراً عاطفياً لافتاً دون مبالغة.

كيف تكتشف الألوان التي تناسبك؟

يوضح ريشان أن الخطوة الأولى تبدأ بتحديد "الموسم اللوني" (Color Season) بناءً على لون البشرة، الشعر، والعينين، ما يساعد على معرفة الألوان التي تضيء الملامح وتبرز الجمال الطبيعي. ثم تأتي اللمسة الشخصية، من خلال اختيار الألوان التي تعكس المزاج، الذوق، والطبيعة الخاصة بكل شخص". ويشجع منسق الأزياء على تجربة الألوان أمام المرآة وتسجيل الانطباعات، لبناء علاقة صادقة مع اللون.

ويضيف أن السر في اختيار اللون المناسب يكمن في فهم توازن البشرة (دافئة، باردة، محايدة) مع تشبع الألوان وسطوعها. فالبشرة الدافئة تليق بها الألوان الغنية مثل الأخضر الزيتوني، البرتقالي، والذهبي، أما البشرة الباردة، فتناسبها الألوان الهادئة كالأزرق السماوي، الزهري البارد، والفضي. اللون المناسب يمنح البشرة إشراقة صحية، بينما قد يجعلها اللون الخاطئ باهتة أو مرهقة.

الصورة - إنستغرام:

ويصف منسق الأزياء اللون الأسود بأنه "لون أنيق وقوي ومحايد في الوقت نفسه. ويرمز إلى السيطرة، الغموض، والاحترافية. البعض يشعر بالأمان في الأسود لأنه لا يلفت الانتباه المفرط، ويساعد على إبراز الملامح بشكل واضح. كما أنه سهل التنسيق ويوحي بالثقة".

ولفت ريشان إلى أن "الموضة الموسمية تلعب دوراً كبيراً في تشكيل ذوقنا، وغالباً ما نميل لتجربة ألوان رائجة حتى إن لم تكن مثالية لنا. لكن الوعي بالهوية اللونية الشخصية يساعدنا على تعديل هذه الصيحات بما يتناسب مع بشرتنا وطبيعتنا".

وينصح منسق الأزياء اللبناني ارتداء لوناً يُظهر بشرتنا بمظهر صحي، ويعكس شخصيتنا بصدق، ونشعر بالراحة والثقة. الألوان المناسبة تعزز من حضورنا البصري، وتمنحنا طاقة إيجابية نحتاجها للتفاعل مع العالم. اللون ليس فقط مظهراً خارجياً، بل هو حالة داخلية تنعكس على طريقة مشيتنا، كلامنا، وحتى نظرتنا لأنفسنا.