نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأهم رد الفعل الأميركي والإسرائيلي على الرد اللبناني - بوابة الكويت, اليوم الاثنين 7 يوليو 2025 02:03 مساءً
بوابة الكويت - ملأ " حزب الله" الفضاء السياسي خلال الأيام العشرة الأخيرة الفاصلة السابقة لزيارة الموفد الأميركي السفير توم براك، بمواقف تصعيدية رافضة تسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية التي أظهرت في المقابل صمتاً مدوياً خرقته تأكيدات حيال حتمية حصرية السلاح، وارتباكاً عبر عنه تسريب جواب السلطة السياسية على ورقة براك لا يرقى إلى أدنى متطلبات اللبنانيين قبل الخارج.
وما لم تقدم السلطة عناصر مختلفة في اللقاء مع براك على خلفية امتلاكها أوراقاً قد لا ينوي الحزب الإعلان أو الكشف عنها منعاً لإضعاف موقفه أو استضعافه، فإنها ستكون في مأزق في مقابل استقواء واضح من الحزب عليها وفرض اجندته على سائر اللبنانيين بأولوية مصالحه الخاصة فحسب.
وهذا ثمن باهظ تدفعه السلطة من صدقيتها ومن احتمالات الثقة بها وخصوصاً أن هذه الثقة ضعيفة في الأصل، فضلاً عن اهتزازها بعد تأجيل البت في نزع سلاح المخيمات الفلسطينية واداء الحزب كأنه هو من يقرر ويدير الأمور وليس أركان السلطة.
فالمقاربة التي قدمتها السلطة كانت ضعيفة عبر لجنة ثلاثية من مستشارين لا يفترض أن يحلوا محل مجلس الوزراء أو لجنة وزارية تعد الرد على الافكار الأميركية وخصوصاً أن في الكواليس السياسية أحاديث عن "كارثة" بنود وقف النار الذي أبعدت عنه الدولة اللبنانية في 27 تشرين الثاني/نوفمبر لا تزال تتفاعل في الأوساط السياسية، وأن الاتفاق تم على قاعدة "مجبر أخاك لا بطل".
عون وبراك (نبيل اسماعيل)
في مقابل تصعيد الحزب، وعشية وصوله، نشر برّاك عبر حسابه على منصة " إكس" الآتي: "يستيقظ أمل لبنان! الفرصة سانحة الآن" . وتابع: "إنها لحظة تاريخية لتجاوز الطائفية المتوترة في الماضي، وتحقيق وعد لبنان الحقيقي بأمل (بلد واحد، شعب واحد، جيش واحد) ". وقال: "كما دأب رئيس الولايات المتحدة على مشاركة العالم: لبنان مكان عظيم، بشعب عظيم. فلنجعل لبنان عظيماً من جديد ".
غير أنه في واقع الأمر لم يكتف بذلك الدفع الايجابي، بل أعاد بث تغريدة لمقال كتبه السفير اد غبريال رئيس "مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان" نشرته صحيفة "الشرق الاوسط" قبل أيام تحت عنوان "فرصة لبنان ام فرصة ضائعة"، يستعرض فيه ما بات يعرفه الجميع من ضرورة نزع سلاح الحزب تحت وطأة امرين "أن الرئيس ترمب معروف بعدم صبره. وإذا شعر بتردد أو تأخير من بيروت، فربما يعيد توجيه اهتمام الولايات المتحدة نحو ساحات أسرع حركة وتطوراً، وهي سوريا وإسرائيل، والخليج، حيث تتقدم المصالح الاستراتيجية الأميركية بشكل أوضح". والاخر أن "المنطقة تتغير بسرعة. هذه فرصة نادرة للبنان للحفاظ على الدعم الدولي في إعادة بنائه بعد أن مزقته الحرب، إذا أرادت بيروت أن تكون جزءاً من هذا المستقبل، فعليها أن تدرك أهمية اقتراح برّاك. الوقت يمر، لكن الخيار للبنان: اغتنام هذه الفرصة، أو التخلف عن الركب" .
وواقع الأمر أن الموقف الأميركي تكرر بمقاربات متعددة خلصت إلى أن لبنان أمام اتخاذ القرار بنزع سلاح الحزب، أو ترك اسرائيل تتخذ القرار بالنيابة عنه اذا كان عاجزاً عن ذلك أو تركه في حال الاستنقاع بالحد الادنى .
والنموذج قدمته اسرائيل ليل الاحد - الاثنين بمجموعة غارات لم تقتصر على مناطق في الجنوب فحسب بل شملت العمق لدى الحزب في منطقة بعلبك، كرسالة واضحة عما قد ينتظر لبنان مع إحراج متجدد للحزب الذي أعلن أمينه العام الشيخ نعيم قاسم الاستعداد للمواجهة وتحد له في الوقت نفسه اذا كان يستطيع ذلك فعلاً بعيداً من الخطب الكلامية، علماً أن القصف الذي قامت به اسرائيل للحوثيين في اليمن ايضاً في الوقت نفسه لا يقلل من اهمية الرسالة حول عدم تهاون اسرائيل ازاء اي اعتداء ضدها وبعنف يفوق صاروخاً اطلقه الحوثيون .
كثيرون لم يتوقعوا في ظل التوتر والتجاذب المستمرين بين الولايات المتحدة وايران، على خلفية مفاوضات قريبة محتملة بين الجانبين وفقاً للسردية الأميركية ولا مفاوضات ممكنة في المدى المنظور وفقا للسردية الايرانية، وفي ظل تشدد ايراني بالإمساك بما تبقى من الاوراق الاقليمية أو أذرعها وفي مقدمها "حزب الله"، أن تسفر الجهود الأميركية مع الدولة اللبنانية عن نزع سلاح الحزب. فهذا توقيت يصعب على ايران ابتلاعه بالدرجة الاولى باعتباره يحسم هزيمتها، فيما أنها تعتبر أنها ليست في هذا الموقع وتؤكد امتلاكها أوراقاً تتحكم بها في المنطقة .
فالمقاربة الأميركية المتحركة من ضمن رؤية اقليمية تشمل طموحات وآمالاً على كل منهما بالنسبة إلى المرحلة المقبلة، مبنية على الاستفادة من ضعف الحزب ومن ضعف ايران بعد الحرب، من أجل الدفع بلبنان إلى نزع سلاح الحرب. فيما أن المقاربة الايرانية تقوم راهناً وأكثر من أي وقت مضى على مناهضة ذلك . وهؤلاء لا يزالون يعتقدون ان لبنان سيصل إلى طريق مسدود تحت وطأة المواقف التصعيدية للحزب التي تهدد بالمواجهة، والتي يخشى أن المقصود منها هو المواجهة الداخلية في ظل عجز الحزب عن توجيه سلاحه مجدداً في اتجاه اسرائيل .
ولكن الرهان يبقى على رد الفعل الأميركي وتالياً الإسرائيلي على الرد اللبناني على ورقة الافكار الأميركية، وهل تفتح باباً ايجابياً للتفاوض أم يعتبر أنها تشتري وقتاً للحزب وتثبت عجز السلطة في لبنان فحسب، مع كل التداعيات التي يمكن ان يؤدي ذلك اليه؟
rosannabm @hotmail.com
0 تعليق