بوابة الكويت - في حدث يُعدّ سابقة طبية على مستوى لبنان والمنطقة، أُجريت بنجاح أول جراحة روبوتية متطوّرة للكبد في لبنان داخل مستشفى "المشرق" بالتعاون مع مركز Ircad Liban، وهو المركز الوحيد في الشرق الأوسط المتخصص بالتعليم الجراحي الروبوتي المعتمد دوليًا.

وجرى الإعلان عن هذا الإنجاز خلال مؤتمر صحافي حاشد، حضرته نخبة من الشخصيات الرسمية والطبية والعلمية، منهم وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصرالدين ممثلاً بالدكتور جوزف الحلو و رئيس IRCAD Liban البروفسور أنطوان معلوف، ونقيب الأطباء في بيروت الدكتور إلياس شلالا ونقيب أصحاب المستشفيات الدكتور بيار يارد. إلى جانب عمداء كليات الطب، مدراء جامعات، ممثلين عن النقابات الصحية، وطلاب جامعيين، بالإضافة إلى نخبة من الأطباء والجراحين المتخصصين.

وفي مؤتمر صحافي بحضور نقيب الصحافة عوني الكعكي، أكد البروفسور أنطوان معلوف في كلمته، أن هذا الحدث يُجسّد "رؤية Ircad Liban لتقديم تعليم جراحي عالي المستوى يُواكب أحدث الابتكارات العالمية، بقيادة أطباء معتمدين دوليًا"، مضيفًا: "إن أكاديمية Ircad Liban ليست مجرد مركز تدريب، بل هي منصّة استراتيجية تُعيد الى لبنان دوره التاريخي كمركز طبّي إقليمي – مستشفى الشرق – وتمنح الأطباء في الداخل والخارج فرصة الوصول إلى خبرات عالمية من دون مغادرة المنطقة".

وقد تضمّن المؤتمر عرضًا توثيقيًا لحالات جراحية أُجريت باستخدام التكنولوجيا الروبوتية الحديثة، وشرحًا معمقًا من الفريق الطبي حول فوائد هذه التقنية المتقدّمة، التي توفّر للمرضى دقة فائقة، تدخّلاً جراحيًا أقل، وأسرع فترة تعافٍ ممكنة. كما سيلي الافتتاح محاضرات مدى يومين وجراحات مباشرة باستخدام الروبوت وستتم مشاهدتها في القاعة الكبيرة للمستشفى مع مشاركة واسعة من أطباء وتلاميذ في الطب من مختلف أنحاء لبنان.

وتميّز الحدث بمشاركة الطبيب اللبناني العالمي الدكتور أحمد أبو عباس، مدير جراحة الكبد والقنوات الصفراوية في كاليفورنيا، الذي أشرف على ورشات تدريبية وجلسات محاكاة ضمن برنامج علمي امتد على يومين، بمشاركة أطباء وطلاب لبنانيين.

ويُعتبر Ircad Liban الفرع الإقليمي للمركز الفرنسي الشهير، وقد تأسس بهدف تطوير التعليم الجراحي في لبنان والشرق الأوسط من خلال برامج تدريب احترافية ذات اعتراف دولي، في ظل واقع يفتقر فيه العديد من المراكز الأخرى للترخيص أو المعايير الأكاديمية المعتمدة.

ويأتي هذا الإنجاز ليؤكّد مجددًا قدرة لبنان على احتضان التكنولوجيا الطبية المتقدمة، وتعزيز مكانته كمركز ريادي في الرعاية الصحية والتعليم الجراحي في المنطقة، رغم التحديات المستمرة.