نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أهم دروس حرب الـ 12 يوماً: القوة الناعمة وحدها لا تكفي لبناء ردع فعال (فيديو) - بوابة الكويت, اليوم الخميس 3 يوليو 2025 09:34 مساءً
بوابة الكويت - كشفت حرب الاثني عشر يوماً بين إيران وإسرائيل أماكن القوة والضعف لدى الطرفين الأساسيين بالإضافة إلى قوى إقليمية أخرى، وأجابت عن تساؤلات حيال المدى الذي قد تصل إليه المواجهة العسكرية التي كان كثيرون يخشونها ويتوقعونها منذ أكثر من عقدين. فهي كشفت حجم التفوق العسكري الذي تملكه إسرائيل على إيران، إذ تمكنت من اليوم الأول من تحقيق سيطرة جوية تامة مكنتها من الاحتفاظ بزمام المبادرة طوال أيام الحرب، ومن قصف أي هدف تريد بدقة متناهية في أي مكان على الأراضي الإيرانية. كما كشفت الحرب عن أنه مهما بلغ حجم تقدم وتفوّق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، فهو لن يمنحها حماية تامة من الصواريخ الباليستية الإيرانية التي كانت السلاح الهجومي الوحيد الفعال بيد طهران. فنسبة اختراق بين 10 و15 في المئة لهذه الصواريخ تبقى كثيرة وقادرة على إلحاق أضرار فادحة برؤوسها الحربية الكبيرة.
أكثر ما كان يقلق المسؤولين والناس في المنطقة هو إمكانية توسع هذه الحرب خاصة بعد التدخل العسكري الأميركي الذي ألحق أضراراً بالغة بالمنشآت النووية الإيرانية. فقد هددت طهران برد كبير. وتم رصد تحرك لقطع بحرية إيرانية لنشر ألغام بحرية وإقفال مضيق هرمز. إنما الرد أتى باستهداف صاروخي لقاعدة العديد الجوية في قطر. وقد فوجئت الدوحة بهذا الاستهداف لأراضيها إذ إنه حدث رغم العلاقة القوية التي بنتها خلال السنوات الماضية مع النظام الإيراني والديبلوماسية النشطة التي مارستها بهدف التوسط لحل الخلاف بين واشنطن وطهران وإنهاء الحرب في غزة. وأهم درس من هذا هو أن امتلاك القوة الناعمة وممارستها بنشاط لا يغني عن امتلاك قدرات عسكرية لاستخدام القوة الخشنة عند الحاجة.
لقد استثمرت قطر عشرات مليارات الدولارات بالسنوات الأخيرة لبناء قدراتها العسكرية، فباتت تمتلك عشرات المقاتلات الحديثة من طراز اف-15 و"يورو فايتر" و"رافال" بالإضافة إلى شبكة دفاع صاروخي مكونة من منظومات "باتريوت" و"ثاد"، والتي استخدمت بفعالية في صد الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة بنجاح. وهي لم تكن الوحيدة، إذ إن دول مجلس التعاون الخليجي قامت ببناء قدرات عسكرية متقدمة تضم أحدث المقاتلات والأسلحة الذكية والصواريخ والسفن الحربية. ومثل قطر، تعتمد هذه الدول على قوتها الناعمة في مقاربة النزاع القائم بالمنطقة حول برنامج إيران النووي. فمسقط وأبو ظبي والرياض شاركت بالجهود الديبلوماسية والوساطات بين طهران وواشنطن. لكن هذا لم يمنع قادة إيران من التهديد باستهداف هذه الدول خلال الحرب الأخيرة.
ولم تسمح أي من دول مجلس التعاون الخليجي للولايات المتحدة باستخدام أي من قواعدها بالمنطقة لاستهداف إيران، وبالتالي لا مبرر قانونياً لطهران بقصف أراضي هذه الدول.
لا تزال الصورة غامضة بشأن وقف إطلاق النار الذي أعلنه بشكل مفاجئ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعما إذا سيكون نهائياً نتيجة اتفاق قد يتم التوصل إليه قريباً بين واشنطن وطهران. فإيران تضع شروطاً للعودة للمفاوضات وتوقفت عن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في وقت يسود الغموض مصير 400 كلغ من اليورانيوم عالي التخصيب وحجم الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي.
وثمة حديث عن إمكانية توجيه إسرائيل ضربات جديدة لإيران في حال عاودت التخصيب أو بناء قدراتها الصاروخية. وفي حال اندلاع جولة ثانية من الحرب بمشاركة أميركية، واستهدفت طهران أراضي دول الخليج المجاورة وأغلقت مضيق هرمز، فقد تجد رداً مختلفاً من هذه الدول التي تحاول تجنب الانجرار للحرب، إنما تسعى للحفاظ على مستوى جيد من الردع مستخدمة أدوات قوتها الناعمة، والخشنة أيضاً. ولهذه الدول قدرات هجومية لا يستهان بها وجيوشها مدربة على العمل العسكري المشترك مع القوات الأميركية، وبالتالي تستطيع توجيه ضربات موجعة لإيران إذا ما أرغمتها الأخيرة على ذلك. وبناء على ما أظهرته الحرب من ضعف في قدرات إيران الدفاعية، فإن آخر ما يجب أن تسعى إليه طهران هو زيادة عدد القوى المشاركة بقصف أراضيها بحرب تقف وحيدة فيها بلا حلفاء ووكلاء.
0 تعليق