هل تمنح الولايات المتحدة إسرائيل سلاحها الأقوى؟ - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل تمنح الولايات المتحدة إسرائيل سلاحها الأقوى؟ - بوابة الكويت, اليوم الجمعة 4 يوليو 2025 07:06 صباحاً

بوابة الكويت - عادت قاذفة الـB2 الاستراتيجية إلى الواجهة من جديد. وبعد الضربات المدمّرة التي وجّهتها للمواقع الإيرانية النووية، تقدّم عضوان في الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديموقراطي باقتراح تفويض الرئيس الأميركي منح إسرائيل عدداً من هذه القاذفات وقنابلها الخارقة للتحصينات والتي تزن 30 ألف رطل، إذا تبيّن أن إيران لا تزال تطوّر سلاحاً نووياً.

تمتلك واشنطن 19 قاذفة B2، ومن المعلوم أن هذه القاذفات تندرج على لائحة السلاح الذي لا تصدّره الولايات المتحدة لأي دولة أخرى، وإسرائيل ضمناً، لكن تل أبيب هي الاستثناء الذي يخرق القاعدة، ومع اتخاذ الدوائر الأميركية قرار منع إيران من امتلاك سلاح نووي وإضعاف دورها الإقليمي، فإن منح إسرائيل هذا السلاح صار احتمالاً مرجحاً.

ثمّة أسلحة أميركية محظور تصديرها إلى أي دولة أخرى، ومعايير تصدير السلاح في الولايات المتحدة دقيقة، يتحدّث عنها السفير اللبناني السابق في واشنطن أنطوان شديد، الذي يقول إن واشنطن تتأكّد من "هوية المستخدم الأخير" لهذه الأسلحة لضمان عدم بيعها لأي طرف آخر، و"كيفية استخدام" هذه الأسلحة التي عادة ما يتم إخطار الولايات المتحدة بعملياتها قبل تنفيذها.

 

قنابل ثقيلة للقادفة.

قنابل ثقيلة للقادفة.

 

علاقة إسرائيل الاستراتيجية مع الولايات المتحدة والحزبين الديموقراطي والجمهوري تمنحها موقعاً استثنائياً على خريطة تصدير السلاح الأميركي، ومن هذا المنطلق، فإن الصفقة غير مستبعدة. ويشير شديد لـ"النهار" إلى موقع إسرائيل الاستثنائي في الكونغرس الـ"Soft Place"، وعوامل ضاغطة لصالحها، كانتخابات الكونغرس واللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة.

التجارب السابقة تؤكد هذا الواقع، وقد منحت الولايات المتحدة أسلحة استراتيجية ونوعية لإسرائيل، وهذا ما يؤكّده شديد الذي يقول إن واشنطن زوّدت تل أبيب بأسلحة متطورة دفاعية وهجومية، على رأسها مقاتلات F35، بالإضافة إلى الدفاعات الجوية والصواريخ، لكن قاذفات الـB2 "مختلفة" لأنها الأكثر تطوراً في العالم وتحمل قنابل ثقيلة جداً، وبالتالي الأنظار على موقف الكونغرس.

تتمتع إسرائيل بفائض قوّة في الشرق الأوسط بسبب سلاحها النوعي من جهة والدعم الأميركي المطلق من جهة أخرى، وبتقدير شديد، فإن منح إسرائيل هذه القاذفات سيضاعف من "التفوّق الاستراتيجي"، خصوصاً بوجه إيران.

لكنّ ثمّة سؤالاً يُطرح عن هامش الاستقلالية الذي ستتمتع به إسرائيل في حال حصولها على هذه القاذفات، إذ ثمّة وجهة نظر تقول إن الولايات المتحدة قد لا توافق على منح إسرائيل هذه المقاتلات حتى لا تنفرد بالقرارات الهجومية العسكرية، وتحافظ الولايات المتحدة على موقعها كمرجع وحاجة إسرائيلية، وثمّة وجهة نظر أخرى تقول إن تل أبيب ستحتاج دائماً إلى موافقة أميركية لاستخدام هذه الأسلحة.

في هذا السياق، يتحدّث شديد عن العلاقة الاستراتيجية بين واشنطن وتل أبيب، ويشير إلى أن كلاً من الطرفين "لا يمكن" أن يتخلّى عن الآخر، ولا يمكن أن يقارب الموضوع وكأنه "أكثر استقلالية" لإسرائيل، وبرأيه، إذا أعطت الولايات المتحدة إسرائيل هذه القاذفات والقنابل، فإن إسرائيل بدورها "ستعلم" الولايات المتحدة قبل الاستخدام.

في المحصّلة، فإن الاقتراح الأميركي يمنح إسرائيل قوّة عسكرية مطلقة في الإقليم، لكن ما هو أخطر، أنه يمنحها القدرة على شن حروب واسعة دون انتظار مشاركة الولايات المتحدة في العمليات، لكونها باتت تمتلك السلاح الأقوى على المستوى الأميركي، ما يفتح الباب على مستقبل إسرائيل في المنطقة في ظل التفوّق العسكري والاقتصادي. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق