نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في مهبّ التهديد الخارجي... ما الذي حمى النظام الإيراني؟ - بوابة الكويت, اليوم الجمعة 4 يوليو 2025 12:23 مساءً
بوابة الكويت - مريم أبو خضر
منذ نجاح الثورة الإسلامية في إيران، عام 1979 على يد آية الله الخميني، ونظام الحكم هو نظام إسلامي بقوانينه، وتشريعاته، وصبغة حكمه.
حيث تمثل ذلك بولاية الفقيه، وتطبيق الشريعة الإسلامية المستمدة من الكتب السماوية والأحاديث الدينية.
فكان هذا النظام الجديد، هو العدو الأساسي للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، لإخفاقه مشروعهم بانتصار الثورة، وما سيقوم به فيما بعد من ترسيخ لقوة إقليمية جديدة، مرتبطة بقاعدة اقتصادية وعسكرية قوية، وحلفاء سياسيين في المنطقة.
وهو ما جعلها في مهبّ مواجهة الغرب وأذرعه، سواء بالحروب أو بالديبلوماسية. وهذا ما ظهر أخيراً خلال الحرب الإسرائيلية على إيران بهدف منعها من حقها الطبيعي بتخصيب اليورانيوم في مقابل رفض الهيمنة الأميركية.
فكيف تجلّى دور الداخل الإيراني في دعم النظام السياسي؟ وكيف شكّل المواطنين سداً منيعاً بوجه التلويحات الخارجية؟
ولاء الشعب لإيديولوجيته.
إن هذه الثورة لم تأتِ نتيجة لتنفيذ أجندة غربية أو خارجية، إنما قامت بشكل حقيقي وفعلي من داخل إيران، فكانت مشبعة بإرادة الشعب على التغيير، والانتقال من حكم الشاه والسيطرة الأميركية، إلى عصر جديد ومرحلة جديدة.
وعلى الرغم من التنوع الطائفي في إيران، فقد كانت الثورة مشحونة بتأييد كافة هذه الطوائف. أي أنها خلقت من رحم الإرادة الجماعية الرافضة للهيمنة الإسرائيلية والأميركية، ما يشكل حصن منيع أمام انهيار النظام الإيراني انطلاقاً من الفكرة وتمسك الشعب بالدفاع عنها.
وفيما بعد، ومع تمركز الحكم، لم يتم قمع هذه الطوائف من التمثيل السياسي، حيث وإن اختلفت بشكل نسبي عدد المقاعد الممنوحة لكل طائفة في البرلمان، فإنها لم تمنع من هذا الحق. بل مارسته بشكل ديمقراطي وواضح.
المعارضة الوطنية المحبطة للغر.
إلّا أنّ الشعب الإيراني والذي كان كغيره من الشعوب التي تعترض على بعض الأمور في تنفيذ الحكم، فكان هناك معارضة من بعض الفئات والجهات على أمور من مثل فرض الحجاب والدولة المدنية وما إلى ذلك. لكن نسبة هؤلاء هي نسبة قليلة أولاً مقارنة بالعدد الكبير من المؤيدين، ثانياً هي معارضات فردية، غير منظمة في إطار من العمل الوحدوي الجماعي بهدف إسقاط النظام، وإنما غالباً بهدف إدخال التعديلات عليه.
وهذا ما ظهر جلياً خلال هذه الحرب، التي ظهر فيها الكثير من التأييد الداخلي للسلطة، والوقوف إلى جانبها في حربها، والتي شكلت بجزء كبير منها صفعة لأوهام الحكومة الإسرائيلية، بإمكانية إسقاط النظام.
وكانت رداً منيعاً بوجه تصريحات رئيس حكومة العدو، الذي لوّح بأن حربه ليست ضد الشعب، إنما النظام، حتى قوبل ذلك بغضب واضح على وسائل التواصل الاجتماعي قبل قطع الإنترنت عن البلد، إضافة إلى المظاهرات الشعبية الإيرانية التي أظهرت تأييداً واضحاً ووفاء للسلطة والحكم والنظام القائم.
حصانة النظام السياسي الداخلي
إن هذا النظام الداخلي، الذي لم يعتمد الأسلوب الديكتاتوري في الحكم، مع قمع حقوق المواطنين المدنية بشكل كامل أو استخدام أسلوب التوريث للحكم.
وظهور ذلك جلياً، بإمكانية مشاركة المواطنين باختيار من سيمثلهم بالحكم، بشكل ديمقراطي، ولا يحكمون بوجود ولي فقيه واحد طيلة فترة حياته، أي دون وجود رئيس للجمهورية، أو بكونه وحده رئيساً دون غيره.
فإن تحقيق هذا النظام بشكل نسبي لحماية حقوق الأفراد وحرياتهم، وتأمين حد لائق من الحياة الكريمة، كان داعماً إضافياً لهذا النظام. فكثرة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، والمعاناة الدائمة المفرطة، تشكل عثرة في طريق استمرارية النظام. خصوصاً أن إيران بعد نظام الشاه، تمكنت من الخروج من الأزمات الاقتصادية والفقر الذي كان يعاني منه الشعب، واستحواذ السلطة على المال مقابل حرمان الشعب منه.
إضافة إلى شرعية الحكم الذي يتمثل برضى المواطنين عن ممثليهم وتصرفاتهم، وهذا ما يؤدي بالمواطنين نتيجة الديمقراطية إلى المعرفة بإمكانية التغيير في حال عدم استجابة السلطة لتطلعاته، وبالتالي عدم الاستجابة للغرب.
فكلّ تلك العوامل مجتمعة، أدّت لتكتّل الشعب حول نظام الحكم السياسي في بلده، انطلاقاً من الولاء الشعبي وارتفاع حسّ المواطنة لديهم، ما يرسخ عامل الانتماء إلى الأرض والوطن، وعدم الانجرار وراء الدعايات الخارجية التي تؤدي إلى شرخ في البلاد.
وهذا كلّه ينعكس على أداء الحكومة في أثناء الحرب، التي تكون بمأمن عن مشكلات داخلية، نتيجة الدعم الداخلي، فلا تؤدي لتشتيت جهوده.
لكن هل سيؤدي هذا الإلتفاف فيما بعد إلى نظر السلطة الإيرانية إلى بعض مطالب المعارضة بهدف تحقيقها وفق ما ينسجم مع تطلعاتها؟
المقاربة الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة رأي مجموعة "النهار" الاعلامية
0 تعليق