أين خسر بوتين في الحرب على إيران؟ - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أين خسر بوتين في الحرب على إيران؟ - بوابة الكويت, اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025 07:33 صباحاً

بوابة الكويت -  منذ دخوله الكرملين قبل 25 عاماً، سكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاجس إعادة بلاده إلى مكانتها خلال الحقبة السوفياتية. الحرب الروسية على أوكرانيا جزء من المسعى لاستعادة تلك المكانة. الحرب الإسرائيلية على إيران ضربة إضافية لهذا المسعى.

 

إذا كانت روسيا تريد تفكيك النظام الدولي الحالي واستبداله بالتعددية القطبية فسيتحتم عليها، في أحد الجوانب، إظهار مقدار من النفوذ قريب من ذاك الذي تتمتع به الولايات المتحدة. مثّلت الحرب الإسرائيلية على إيران فرصة لروسيا كي تعزز أو تظهر قوتها الديبلوماسية. ففي نهاية المطاف، تتمتع موسكو بعلاقة إيجابية مع تل أبيب وطهران معاً. لكن قدرتها، وربما نيتها، على فرض إرادتها ضعيفة. هذا بالحد الأدنى فيما هي غارقة في أوكرانيا. فروسيا المترددة أساساً حيال إنفاق الكثير على صراعات بعيدة، ازدادت حذراً من استثمارات عسكرية كهذه بعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي.

 

من هنا، كان خصمها الأميركي اللدود هو من أنهى الحرب، ولو موقتاً، بعد استعراض نادر لقوته العسكرية. بالرغم مما قاله بوتين مؤخراً عن أن إسرائيل "دولة شبه ناطقة بالروسية"، يبقى أنها سياسياً، "ناطقة باللغة الإنجليزيّة".

 

وأظهرت أمثلة حديثة أن كثراً من المتنازعين يواصلون الاتكال على الولايات المتحدة للتوسط أو لتكريس وقفٍ لإطلاق النار بينهم، كما حصل مع الهند وباكستان ورواندا والكونغو. بالتوازي، ألقى الهجوم الإسرائيلي الأخير ظلالاً إضافية من الشك على فوائد التحالف الدفاعي مع روسيا.

 

الفرق بين أميركا وروسيا

صحيح أن أميركا عانت من سمعة التخلي عن حلفائها وشركائها أو تجاهل مخاوفهم، لكن الوضعين الأميركي والروسي مختلفان جداً. فواشنطن "تعاني" من "تخمة" في عدد الحلفاء حول العالم، إذ تتمتع بأكثر من 50 معاهدة دفاعية ثنائية. وعلى أي حال، إن تدخلاً عسكرياً واحداً داعماً للحلفاء، كما حصل مع ضرب منشآت إيران النووية، يمكن أن يعوض جزءاً من الضبابية بشأن التزامات أميركا الدفاعية.

 

الرئيسان بوتين وبزشكيان يبرمان اتفاقية شراكة استراتيجية (2025-أب)

الرئيسان بوتين وبزشكيان يبرمان اتفاقية شراكة استراتيجية (2025-أب)

 

من جهتها، بالكاد تملك روسيا ست معاهدات دفاعية من هذا النوع. لا جدال في أن الشراكة التي أبرمتها مع إيران مطلع السنة لم تتضمن بنداً دفاعياً مشتركاً، لكن رد روسيا شبه الغائب على الهجوم الإسرائيلي لا يوسع كثيراً عدد الطامحين إلى توقيع معاهدات للدفاع المشترك معها.

 

مداهمة واعتقالات

راحت أرمينيا التي تجمعها معاهدة دفاعية مع روسيا تبتعد تدريجياً عنها بعد حربي 2020 و2023 مع أذربيجان حول إقليم ناغورنو كراباخ. مع ذلك، ظلت أرمينيا تجد في إيران حليفاً يسمح لها بالحفاظ على بعض أوراق التفاوض. لكن بفعل ضعف إيران، تقربت يريفان أكثر من أنقرة حيث استضاف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس الحكومة الأرميني نيكول باشينيان في 20 حزيران/يونيو الماضي، أي بعد أسبوع على الحرب. خلال الزيارة، تعهد أردوغان دعم مفاوضات السلام بين أرمينيا وأذربيجان.

 

إذاً، تسارعت خسارة روسيا لنفوذها في القوقاز بفعل الحرب الأخيرة. وتوترت علاقاتها أكثر مع أذربيجان، على إثر مداهمة الشرطة الأذرية مقر شبكة "سبوتنيك" الروسية في باكو واعتقال مديرين فيها يوم الاثنين. جاء ذلك عقب مقتل أذريَّين على يد الأمن الروسي في منطقة يكاتيرنبرغ. بدأ التوتر مع إسقاط دفاعات روسية طائرة أذرية الشتاء الماضي، لكن من غير المستبعد أن تنبع جرأة باكو على مهاجمة مصالح موسكو من رؤيتها لضعف روسي متزايد.

 

كما قال نائب مدير معهد الدراسات والتوقعات الاستراتيجية في جامعة "الصداقة بين الشعوب في روسيا" يفجيني سيميبراتوف، "في السنوات السابقة، كنا نقترب أكثر من أذربيجان – أرمينيا كانت تبتعد عنا، بعدها حصل العكس، وهكذا دواليك في دائرة (مغلقة)". وتابع: "اللحظة الحالية هي الحلقة الأولى في الحقبة ما بعد السوفياتية حيث تركتنا كلتاهما".

 

ليست كل الصورة سيئة

من المرجح أن يكون الجمود الروسي الأخير حيال استهداف إيران أفضل الاحتمالات الممكنة أمام موسكو. فهذا الموقف، وإن لم يخلُ من الأضرار، يظل أفضل من سيناريوهات أخرى.

 

على سبيل المثال، وبعكس ما حصل في سوريا، لم يسقط الحكم في طهران. أمكن مساراً كهذا أن يثير مشكلة أكبر للكرملين. بشكل مفارق، إن نظاماً ضعيفاً في إيران سيخدم روسيا أكثر، لأنها لا ترغب بتحول إيران إلى دولة نووية شرق أوسطية، ولأن الخيارات البديلة أمام الإيرانيين قليلة. وبالتأكيد، إن ابتعادهم عن الروس لن يساعدهم على زيادتها؛ أقله ليس قبل تقربهم من أميركا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق