نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
غزة مفتاح السيناريوات الأميركية للسلام الإقليمي... وترامب يحمي نتنياهو من تداعيات هدنة محتملة - بوابة الكويت, اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025 06:03 صباحاً
بوابة الكويت - بعد أسبوع على الهدنة بين إيران وإسرائيل، ينصب اهتمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على ترجمة الواقع الجديد الناجم عن الحرب الإسرائيلية التي استمرت 12 يوماً معطوفة على الضربات الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية، إلى مشروع إقليمي واسع.
بعد كلام السفير الأميركي لدى أنقرة توم برّاك، الذي يتولى ملفي سوريا ولبنان، أن الضربات التي تعرضت لها إيران "فتحت طريقاً جديداً" في الشرق الأوسط، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن ما سماه "النصر" على إيران يوفر "فرصاً" للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الذين لا يزالون لدى "حماس" في غزة. وللمرة الأولى ربما منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يستقبل منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين تصريحاً لنتنياهو بارتياح.
بطبيعة الحال، موقف نتنياهو ليس منفصلاً عن تشديد ترامب نهاية الأسبوع الماضي، على أنه يريد اتفاقاً في غزة "في غضون أسبوعين". وعندما يتحدث الرئيس الأميركي عن غزة، يضعها أيضاً في مندرجات إقليمية أوسع تتصل بإيران.
وترامب يعي تماماً، أن الترتيبات التي تعدها إدارته لتوسيع اتفاقات أبراهام، وخصوصاً ضم السعودية إليها، لن تصادف حظاً بالنجاح، إذا لم توقف إسرائيل حربها على غزة. وأكد المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن "أحد الأهداف الرئيسية للرئيس (ترامب)، هي أن ينضم مزيد من الدول" إلى هذه الاتفاقات.
وترامب الذي انضم إلى حرب إسرائيل على إيران، ووعد بـ"إنقاذ" نتنياهو من المحاكمة بتهم الفساد وطالب باصدار عفو عنه، يتوقع أن يساهم ذلك في إضفاء بعض المرونة على موقفه من استمرار الحرب على غزة. وكما بات معلوماً، فإن نتنياهو يرى في الحرب حبل نجاة له من المحاكمة أو من التعرض للمساءلة عن الإخفاق في 7 أكتوبر.
الآن، وفرت الحرب على إيران فرصة لنتنياهو للظهور بأنه منقذ إسرائيل من "التهديد الوجودي الإيراني". والوزير أرييه درعي زعيم حزب "شاس" لليهود الشرقيين المتشددين، أعطى تفسيراً توراتياً للحروب الإسرائيلية واصفاً إياها بأنها "معجزات".
وساهمت حرب إيران، في تعزيز شعبية نتنياهو وشعبية حزب الليكود الذي يتزعمه. ومع التأييد الذي يحظى به من ترامب، فإن ذلك يمنحه نوعاً من الحصانة في مواجهة خصومه في الداخل، ممن يتهمونه بربط حرب غزة ببقائه سياسياً، فضلاً عن اتهامه بقيادة إسرائيل إلى حرب أهلية.
وما دام الحال كذلك، يستطيع نتنياهو أن يقدم الآن، أي وقف للنار في غزة على أنه سيحمل لإسرائيل مكاسب استراتيجية في السياسة، لم تكن متوافرة من قبل. ويتحدث برّاك كأن "السلام بين سوريا ولبنان وإسرائيل" ليس بعيداً، وبصفته انعكاساً للتحولات الكبرى التي أحدثتها الحروب الإسرائيلية، وللتراجع الإيراني.
وهذا وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يلاقي مواقف إدارة ترامب، بالتأكيد على أن إسرائيل "مهتمة بإقامة علاقات ديبلوماسية رسمية مع سوريا ولبنان"، مع تشديده على أن مصير هضبة الجولان لن يكون مطروحاً في أي اتفاق سلام.
ومع ذلك، كل شيء يعتمد الآن على غزة. والضغط العسكري الإسرائيلي في الأيام الأخيرة هدفه واضح لجهة دفع "حماس" إلى التخلي عن مطلبها الوقف الدائم للحرب، والاكتفاء بهدنة موقتة مع فتح باب التفاوض على هدنة أطول في هذه الأثناء.
ليست غزة وحدها في مرمى التصعيد الإسرائيلي، ذلك يشمل تزايداً في الانتهاكات الإسرائيلية لوقف النار في لبنان، مع التهويل بتوسيع رقعة الاعتداءات، للضغط على "حزب الله" والدولة اللبنانية، للتجاوب مع المطالب التي حملها برّاك في زيارته للبنان الشهر الماضي.
بين سيناريوات السلام والحرب، لا شيء يقينياً بعد عن الوجهة التي ستتخذها الأحداث في المقبل من الأيام.
0 تعليق