وول ستريت جورنال: "العصفور المفترس" عطّل البنوك ومنصّة العملات الرقميّة في إيران - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وول ستريت جورنال: "العصفور المفترس" عطّل البنوك ومنصّة العملات الرقميّة في إيران - بوابة الكويت, اليوم الأحد 29 يونيو 2025 10:21 صباحاً

بوابة الكويت - نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريراً موسّعاً كشفت فيه تفاصيل ما وصفته بحرب رقمية موازية تقودها جماعة هاكرز متحالفة مع إسرائيل تُدعى "العصفور المفترس"، استهدفت البنية التحتية المالية الإيرانية، وأسفرت عن تعطيل واسع النطاق في الخدمات المصرفية والتعاملات بالعملات الرقمية، ما تسبّب بشلل جزئي لاقتصاد البلاد الذي يعاني أصلًا تحت وطأة العقوبات الأميركية.

حرب إلكترونية توازي الضربات العسكرية
في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل والولايات المتحدة تشنّان غارات على مواقع نووية إيرانية، ظهر ميدان جديد للمعركة يتمثل في النظام المالي الإيراني، بحسب مسؤولين إسرائيليين ومصادر مطلعة. وتُعد هذه الهجمات جزءاً من جهود أوسع لمنع طهران من تجاوز العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ عقود بسبب برنامجها النووي ودعمها لجماعات إسلامية مسلحة.

الهجوم على بنك "سپه" ونوبیتكس
جماعة "العصفور المفترس" التي تنشط تحت هوية مجهولة وتستخدم منصة X للإعلان عن عملياتها، أعلنت مسؤوليتها عن هجمات استهدفت بنك "سپه" الحكومي الإيراني الذي يُعد من البنوك المرتبطة بالقوات المسلحة الإيرانية ويُستخدم لدفع مستحقات للموردين الأجانب. وقد تسبب الهجوم في تعطيل خدماته الإلكترونية وأجهزة الصرف الآلي. وأقرت وسائل إعلام إيرانية رسمية بحجم الضرر.

كما استهدفت الجماعة منصة "نوبیتکس"Nobitex، أكبر بورصة للعملات المشفرة في إيران، والتي يعتمد عليها الإيرانيون لتحويل أموالهم إلى الخارج. وتمكن القراصنة من استخراج ما يُقدر بـ100 مليون دولار من أموال المستخدمين، ما أجبر المنصة على التوقف عن العمل.

 

 

— Gonjeshke Darande (@GonjeshkeDarand)

 

 

وقال قراصنة "العصفور المفترس" في تغريدة: "أيها الشعب النبيل في إيران، اسحبوا أموالكم قبل فوات الأوان"، مشيرين إلى أن الهجوم موجّه ضد ما وصفوه بـ"شرايين الحياة المالية" لـ"الحرس الثوري الإيراني".

 

حالة من الذعر والانقطاع الرقمي
ورداً على هذه الهجمات، أقدمت السلطات الإيرانية على تعطيل واسع للأنشطة الرقمية داخل البلاد، وحظرت مواقع أجنبية، ووجهت تحذيرات للمواطنين من استخدام الهواتف أو التطبيقات الأجنبية التي قد تكون وسيلة لجمع معلومات من قبل أجهزة استخبارات إسرائيلية. كما تم منع المسؤولين الحكوميين من استخدام الحواسيب المحمولة والساعات الذكية.

وقد شهدت البلاد حالة من الهلع الشعبي. وقال أحد صرافي العملات في طهران ويدعى محمد قربانیان، والذي فرضت عليه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات في وقت سابق، إنه يفضّل قطع الإنترنت بالكامل خوفاً من التجسس.

 

العلاقة مع السلطات الإسرائيلية
لم تؤكد جماعة "العصفور المفترس" إن كانت تعمل رسمياً لحساب إسرائيل، إلا أن محللين مثل ديدي لافيد، الرئيس التنفيذي لشركة الأمن السيبراني الإسرائيلية Cyvers، يرون أن مستوى الاحترافية واختيار الأهداف يشير إلى أنها جهة مدعومة من دولة، وعلى الأرجح إسرائيل.

مسؤولون في المكتب الوطني الإسرائيلي لمكافحة تمويل الإرهاب أكدوا أنهم لا يملكون دليلاً مباشراً على صلة الجماعة بالحكومة الإسرائيلية، لكنهم شددوا على أن استهداف البنية الاقتصادية التي يستخدمها "الحرس الثوري" يُعد جزءاً من الاستراتيجية الإسرائيلية الأوسع.

 

استهداف العملات المشفرة
منصة "نوبیتكس" التي تأسست في 2017، تعاملت مع ما يزيد عن 22 مليار دولار من المعاملات، وفقاً لتقارير بحثية وشهادات مسؤولين إسرائيليين. وقال المدير التنفيذي للمنصة، أمير راد، إن الهجوم كان ذا طابع سياسي ويهدف إلى "إثارة الألم النفسي وتدمير ممتلكات الإيرانيين".

وتستخدم المنصة استخداماً واسعاً لتحويل الريال الإيراني إلى عملة "تيذر" المستقرة، المرتبطة بالدولار، والتي تُعد وسيلة فعالة للالتفاف على العقوبات. وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن "الحرس الثوري" استخدم "نوبیتكس" لإجراء مدفوعات دولية، رغم نفي راد لذلك.

وفي أحدث الاختراقات، تمكن القراصنة من الحصول على مفاتيح المحافظ الرقمية الخاصة بالمنصة، ثم أرسلوا الأموال إلى محافظ أخرى لا يمكنهم الوصول إليها، كنوع من التدمير المتعمد للأموال. وحملت عناوين هذه المحافظ عبارات مسيئة للحرس الثوري.


الرد الإيراني وتوقعات باستمرار الحرب السيبرانية
في المقابل، شنّت مجموعات هاكرز موالية لإيران هجمات إلكترونية ضد مواقع حكومية إسرائيلية عبر هجمات حجب الخدمة، وحاولت تنفيذ عمليات تصيّد ضد مواطنين إسرائيليين. لكن الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في إسرائيل قالت إن هذه الهجمات لم تسفر عن أضرار كبيرة مؤخراً.

 

 

وفيما أُعلن عن وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، إلا أن الخبراء يتوقعون استمرار المواجهة الرقمية. وقال لافيد: "من المرجح أن تواصل إسرائيل شن هجمات سيبرانية دقيقة ضد مراكز القوة في النظام الإيراني".

بهذا تكون الحرب بين إسرائيل وإيران قد تجاوزت حدود الجغرافيا لتخوض فصولاً جديدة على شبكات الإنترنت، حيث تتحول العملات المشفرة والخدمات المصرفية إلى ساحة اشتباك مفتوحة تُدار ببرمجيات لا تقل فتكاً عن القنابل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق