بوابة الكويت - أكد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، خلال تصريحاته أن مصر تواصل أداء دورها الريادي والمحوري في إفريقيا منذ عام 2014، مشددًا على أن العالم كله بات يلجأ إلى مصر باعتبارها حجر الأساس والسند الحقيقي للقارة الإفريقية، في ظل تحديات متنامية وتنافس دولي محموم على النفوذ داخل القارة.

دور تنموي ممتد... ودعم مصري غير مشروط

قال السفير جمال بيومي، خلال مداخلته على قناة "إكسترا نيوز"  إن مصر تقدم دعمًا قويًا وفعّالًا لجهود التنمية في إفريقيا، انطلاقًا من إيمانها العميق بأن أمن واستقرار وازدهار القارة الإفريقية هو جزء لا يتجزأ من أمنها القومي ومستقبلها الاستراتيجي.

كما أوضح ، أن القاهرة لا تسعى لمصالح ضيقة أو نفوذ سياسي فقط، بل تعمل على تنفيذ مشروعات تنموية حقيقية في مجالات البنية التحتية، والطاقة، والتعليم، والصحة، مشيرًا إلى أن مصر تعتمد في علاقاتها مع القارة على مبدأ "الشراكة لا التبعية، والدعم لا الهيمنة".

2014.. نقطة التحول وبداية المسار الجديد

أشار بيومي إلى أن عام 2014 مثّل نقطة انطلاق لمسار جديد في العلاقات المصرية الإفريقية، بعد فترة من الجمود النسبي. فقد حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ توليه المسؤولية، على استعادة الدور المصري في إفريقيا، من خلال تحركات دبلوماسية نشطة ومبادرات تنموية فاعلة.

جدير بالذكر أن مصر لم تكتفِ فقط بعودة الحضور السياسي، بل امتدت لقيادة ملفات مصيرية على مستوى القارة، مثل الأمن ومكافحة الإرهاب والتكامل الاقتصادي وتسوية النزاعات، مضيفًا أن هذا المسار المتكامل جعل القاهرة محط أنظار العالم وشريكًا رئيسيًا في إفريقيا.

مصر تحت المجهر.. الدور القيادي يثير الغيرة والحقد

ولم يغفل ، جمال بيومي الحديث عن الضغوط والانتقادات المتعمدة التي تتعرض لها مصر بسبب دورها القيادي المتصاعد في إفريقيا. وصرح بوضوح: "كلما تقدمت مصر في دورها المحوري، أصبحت أرضًا خصبة للانتقادات وزادت الأحقاد حولها... وهذا أمر طبيعي عندما تكون ناجحًا ومؤثرًا."

وأضاف أن القاهرة واجهت هذه الحملات المغرضة بالمزيد من العمل على الأرض، موضحًا أن النتائج الملموسة للمشروعات المصرية في إفريقيا هي أقوى رد على حملات التشكيك.

نماذج تنموية بارزة.. مشروع تنزانيا مثالًا

ضمن حديثه، أشاد بيومي بمشروع سد ومحطة "جوليوس نيريري" الكهرومائية في تنزانيا، الذي تنفذه مصر بتمويل وتنفيذ مصري خالص، باعتباره نموذجًا للتعاون التنموي الناجح بين مصر ودول القارة، مؤكدًا أن هذا المشروع دليل حي على القدرة المصرية في تصدير التنمية والتكنولوجيا.

كما أشار إلى أن القاهرة تسهم أيضًا في مشروعات تطوير شبكات الطرق والكهرباء وبناء الجامعات والمراكز الطبية، إلى جانب برامج تدريب وتأهيل الكوادر الإفريقية في مختلف القطاعات.

السياسة المصرية... توجه استراتيجي لا ينكسر

وأردف بيومي حديثة  أن السياسة الخارجية المصرية تجاه إفريقيا ليست عاطفية أو آنية، بل خيار استراتيجي طويل الأمد، تحكمه قناعة بأن إفريقيا هي العمق الجغرافي والاقتصادي والأمني لمصر.

وتابع بيومي حديثة مؤكدا أن القاهرة تحرص على الحضور المنتظم في كل القمم والمنتديات الإفريقية والدولية المعنية بالقارة، كما تعمل على دعم إفريقيا في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين.

مصر وإفريقيا.. وحدة مصير وشراكة مستدامة

تصريحات السفير جمال بيومي أعادت تسليط الضوء على الدور المصري المتجدد في إفريقيا، في وقت تواجه فيه القارة تحديات غير مسبوقة. فمصر لم تعد مجرد دولة فاعلة في محيطها، بل صارت ركيزة للاستقرار ومركزًا للتنمية الإقليمية.

وإذا كانت الغيرة والحملات الإعلامية المغرضة تطارد هذا الدور، فإن الواقع يشهد بأن مصر باتت بالفعل السند الحقيقي للقارة الإفريقية، واللاعب الأبرز في معادلة التوازن والتنمية داخلها.