بوابة الكويت - هاي كورة – ( سيرخيو لوبيز – الاس ) – مقال صحفي

قبل ثمانية أشهر فقط، عاش أوريلين تشواميني واحدة من أقسى لحظات مسيرته في سانتياغو برنابيو، حيث واجه صافرات استهجان تاريخية من جماهير ريال مدريد في مباراة أمام ميلان، اضطر بعدها كارلو أنشيلوتي إلى استبداله بين الشوطين، وبدا حينها وكأن النجم الفرنسي قد وصل إلى الحضيض، وأن العودة ستكون صعبة، إن لم تكن مستحيلة.

لكن بعد 250 يومًا، تغيّرت كل المعادلات. اليوم، تشواميني أصبح لاعبًا أساسيًا لا جدال حوله، وأحد الأعمدة الرئيسية في خطة تشابي ألونسو، الذي يرى فيه عنصرًا تكتيكيًا لا يمكن الاستغناء عنه، سواء كلاعب ارتكاز أو كثالث في خط الدفاع.

اللاعب الذي أخطأ مرتين أمام ميلان في نوفمبر 2024 – مرة بخسارة التغطية وأخرى بتمرير خاطئ – وتعرّض لهجوم جماهيري حاد، عرف طريقه إلى النضج والتطور بصبر وثبات، وكانت نقطة التحوّل الحاسمة في 16 يناير أمام سيلتا فيغو في كأس الملك، حين استُقبل بصافرات استهجان لدى إعلان التشكيلة، لكنه قدّم أداءً مذهلًا على أرضية الملعب وردّ بثقة عبر حساباته على مواقع التواصل: “ما لا يقتلك، يجعلك أقوى”.

والآن بات تشواميني مفتاحًا في منظومة ألونسو، خاصة في خطة الثلاثي الدفاعي، التي تعتمد عليه إلى جانب هويسين، كمحور ارتكاز يتحول أحيانًا إلى قلب دفاع ثالث. مهام معقدة يتقنها بثبات، جعلته يبرز حتى في أصعب اللحظات، مثل الهزيمة الثقيلة أمام باريس سان جيرمان في مونديال الأندية، حيث كان الأكثر تمريرًا (36 تمريرة صحيحة بنسبة دقة قاربت 98%) وثاني أكثر لاعب استعادة للكرة (5 مرات).

داخل ريال مدريد، يقر الجميع الآن بأنه لا يوجد بديل طبيعي لتشواميني. فغولر ما زال يتعلّم دور المحور، وفالفيردي جُرّب في هذا المركز بشكل مؤقت، بينما لا يزال مستقبل كامافينغا غير واضح ،وبذلك، أصبح أوريلين عنصرًا لا يمكن تعويضه… من لاعب تحت الصافرات، إلى نجم لا يُستغنى عنه.”