نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العزف أكل عيشي ودعوات أمي سر نجاحي.. «روما محمد» من شوارع الإسكندرية إلى قلوب المارة - بوابة الكويت, اليوم الاثنين 14 يوليو 2025 12:56 مساءً
بوابة الكويت - وسط صخب الحياة اليومية وزحام شوارع الإسكندرية، بات شاب في العشرينات من عمره أيقونة فنية تمشي على الأرصفة. إنه روما محمد، المعروف بـ"عازف الشارع"، الذي يلفت الأنظار بآلة الترومبيت، متقدمًا فرقته الصغيرة المكونة من شخصين، ليصنع مشهدًا موسيقيًا استثنائيًا يخترق القلوب بالنغمات الصادقة. فرغم أن الظروف لم تسمح له بإكمال تعليمه، إلا أنه تتلمذ في مدرسة الحياة، وتعلم كيف يعزف طريقه إلى قلوب المارة، ناثرًا الفرح والدهشة في يومهم المزدحم.
رحلة فنية بدأت مبكرًا.. وإصرار لا يعرف الانكسار
يروي روما محمد لـ"الأسبوع" أن رحلته مع الموسيقى بدأت مبكرًا منذ طفولته، حين اضطر لترك الدراسة في الصف الخامس الابتدائي لمساعدة أسرته في تحمل أعباء الحياة.
يقول: "نزلت أشتغل في الشارع من وأنا صغير عشان أساعد أهلي.. العزف كان مهنة أبويا، وأنا حبيتها جدًا"، ومنذ ذلك الحين، باتت الموسيقى وسيلته للتعبير عن ذاته ومصدر رزقه في آن واحد، متحديًا الصعاب بعزيمة وإصرار.
فمنذ أن كان طفلًا لا يتجاوز الثامنة من عمره، بدأ روما يعزف في حفلات الزفاف، مكتسبًا خبرات الحياة من المسرح المفتوح للشارع المصري، وقد تعلم كيف يطوع الموسيقى لتصل إلى الناس ببساطتها وصدقها. واليوم، يعزف بحرفية تلامس القلوب، دون بهرجة أو أدوات دعائية تقليدية، بل بروح فنية خالصة، مشيراً أن "العزف مصدر رزقي الوحيد.. اللي تعجبه الموسيقى بيديني، واللي ما تعجبوش مش بزعل.. كلمة (الله ينور عليك) عندي بالدنيا كلها".
الفن كرسالة.. وأمل في فرصة حقيقية
يؤكد روما اعتماده الكامل على موهبته في كسب قوته اليومي، مؤمنًا بأن الفن لا يقل أهمية عن أي مهنة شريفة أخرى، بل يحمل رسالة وقدرة على التأثير.
وعن الانتقادات التي قد يتعرض لها أثناء العزف في الشارع، يرد بتواضع واحترام: "أنا بحترم الناس والمكان اللي بعزف فيه، ولو حد زعل مني بمشي من غير ما أرد.. يمكن هو عنده ظرف وأنا مقدّره".
يضيف العازف أنه يخرج كل يوم بروحه وألحانه ليمنح المارة لحظات من الجمال والهدوء وسط صخب الحياة، مؤمنًا بأن الموسيقى ليست مجرد هواية، بل "أكل عيش" ووسيلة للتعبير عن ذاته: "أنا مش نازل أتسلى.. دي حياتي ورزقي.. الموسيقى هي اللي بتأكلني وبتلبسني".
عن الفنانين الذين يفضل أداء أغانيهم، يشير عازف الإسكندرية إلى حبه لعزف أغنيات العندليب عبد الحليم حافظ والسلطان جورج وسوف. ويحرص على تلبية أذواق جمهوره المتنوع، فيعزف من القديم إلى الحديث، وحتى الأغاني الأجنبية بحسب طلب المارة.
ورغم هذا التنوع في الأداء، لا يزال ينتظر الفرصة الحقيقية التي تبرز موهبته على نطاق أوسع، معربًا عن أمله في المشاركة في حفلات كبرى والعمل مع فنانين محترفين، فيقول: "نفسي أشتغل مع فنانين كبار.. نفسي أطلع في حفلات كبيرة وأعزف قدام جمهور واسع.. لسه الفرصة المناسبة مجتش، لكن مستنيها ومجهز نفسي ليها".
رسالة أمل.. ودعوات الأم سر النجاح
في رسالته إلى الشباب، يوجه روما كلمات تحمل الكثير من الأمل والإصرار، داعيًا كل من يمتلك حلمًا ألا يتخلى عنه مهما كانت التحديات: "لو عندك حلم، خليك ماسك فيه، مهما كانت الظروف.. محدش هيصدق فيك زيك، ولا هيشوف موهبتك زيك.. خليك صبور وواثق في ربنا، وهو هيفتح لك باب رزقك".
وفي ختام حديثه، يؤكد روما أن ما وصل إليه اليوم من نجاح واستمرار في طريقه الفني، يعود الفضل فيه بعد الله إلى والدته الراحلة، التي كانت السند والداعم الأول له طوال حياته. يقول بتأثر: "كل حاجة وصلت ليها بدعوات أمي، الله يرحمها.. كانت دايمًا جنبي، وبعد وفاتها خدت عهد على نفسي أكمل الطريق اللي كانت بتتمنى تشوفني فيه".
0 تعليق