بوابة الكويت - أضحت كل حروب العصر  لا تُخاض بالسلاح فقط .. بل باسلحة أكثر مكرا وتفكيكا للجبهات الداخليه التي تمثل حائط صد للأوطان في حال ازماتها.. الحروب باتت تُدار بالكلمة والصورة والفنون ويتم خلق المعارك على أرض الوعي ليقصف فيها التاريخ الحقيقي بقنابل زيف الروايات وتُنتزع فيها الجغرافيا وتتبدد حدودها دون قطره دم بمجرد اختلاق شائعات يروجها المغرضون وينقلها الضالون والمستخدمون كأداة دون وعي منهم.

نحن  نقف على خضم معركة للقوى الناعمة تدار  بكل الطرق والأدوات المكتوبة والمسموعه والمرئيه سواء برامج او سوشيال ميديا او حتي فنون لتجعلك تتأكد ان هناك من يريد سرقه هوية المصريين.. من هو ولم؟.. وهل حقا تدار معركه ام هي مجرد اقلام ناقله ؟! 

ربما نجيب عن بعض الاسئلة في هذا التحقيق المطول .. فمنذ فتره ظهرت حركة تسمي الأفروسنتريك التي ظهرت في أفريقيا وانطلقت بـ "بوستات" في البدايه لتشرع في تحويل الكذب الي حقائق يصدقها العالم ارادت ان تستبدل التاريخ بالأسطورة، والعلم بالخروقات  وتعمد الي اقتلاع الجذور الأصلية لحضاره منذ اكثر من ٧٠٠٠ سنه 

فمصر هي الدولة الوحيدة التي لها علم باسمها (المصريات أو الإيجيبتولوجي) منذ أكثر من ٢٠٠ سنة وحتى يومنا هذا وفى كل جامعات العالم العظمى

لم يجدوا سوي مصر ليؤسسوا لها علما باسمها فمن بين كل دول العالم لا توجد دولة غيرها لها علم رسمى يُدرس ومن بين كل حضارات العالم لا توجد حضارة لها متابعين وعشاق وشغف  مثل (إيجيبتومانيا)ورغم رسوخ الحضارة المصرية إلا ان هناك فئات او ربما تشمل المؤامرة الى مايصل الي دول تعمل منذ زمن علي سرقه الحضاره المصريه وعندما لم تنجح محاولاتها عمدت الي تشويه الأصول اعتقادا منها أنها بذلك تسعي لخلق مشاكل اخري لدولة كبيرة وعميقة شعبا ودوله كمصر إلا ان وعي المصريين وقوي مصر تصدت لكل هذا ليشرع فيما بعد خفافيش الظلام واعداء الحضارات ولصوصها في اختلاق رواية جديدة عقب ظهور دراسه بريطانيه لجينوم مصري قديم اظهر مصريته الاصيله بنسبه ٨٠ في المائه و ٢٠ في المائه من الجينات تؤكد انه من شمال أفريقيا. وهذا وان دل يدل على اختلاط المصري القديم بالحضارات الاخرى مثلما هو مكتوب علي المعابد.

فجاه انطلقت " بوستات" علي السوشيال ميديا ما ان ظللنا كفريق تحقيق صحفي تتبع اصولها .. تحرف الدراسه وتؤكد ان المصريون القدماء كان اصلهم لدول شقيقه تاره اليمن وتاره تونس واخيراً العراق ولأن الحضاره المصريه القديمه لها متابعين وعشاق فباتوا ينشرون تلك الأكاذيب في بوستات كثيرة وحتي في صحفهم دون تحقق او قراءه حتي اصل الدراسة.

الدراسه التي زيفها المحرومون من التاريخ وربما الجغرافيا وفقا لاهوائهم لتكشف جريمتهم كلصوص للحضارات الدراسه التي نشرتها مجله نيتشر وشارك فيها ٢٠ عالما علي بقايا مومياء فرد واحد عمره ٤٩٠٠ سنه لم تذكر من قريب او بعيد اي دوله الدراسه التي اجريت لشخص دفن في وعاء خزفي حيث عثر علي بقايا هيكله العظمي بالقرب من المريرات والتي قالت ان ٨٠ في المائه هي جينات شمال أفريقيا ومصر في شمالها و٢٠ في المائه من الهلال الخصيب ومن المحتمل ان تكون والدة المصري القديم كانت منه وهم ايضاً ممن كانوا يسكنون في سيناء..  ونص الدراسه موجود علي موقع نيتشر لنقف هنا عند نوعين من البشر علي السوشيال ميديا وهو ما تكشفه انها حرب قوي ناعمة.

نوع يكتب وينشر بأسماء وهميه بوستات او يأتي معلقا انه عالم أثار ويؤكد هذه الروايات المزيفه وأنه هناك المزيد و نوع آخر تم استخدامه كآداة دون وعي منه فظل ينقل ويزيد حتي بوضع شارات لصحف او مواقع نقلت عن السوشيال ميديا ولدحض الرواية تحدثنا مع بعضهم علي ال " الماسنجر" 

- جايب الكلام ده منين معلش؟ 
- ⁠دي دراسه بريطانيه وبتقول كده بالدليل 
- ⁠ايوا انت قريت الدراسه قبل ماتنشر كموقع مسئول ؟ 
- ⁠ايوا مأكله ناشر
- ⁠كله مين؟! 
- ⁠الفيس بوك وبعض المواقع الاجنبيه
- ⁠ايوا انت قريت الدراسه؟
- ⁠بصراحه لا 
- ⁠لا؟!
- ⁠اه
- ⁠يعني نقلت كده وخلاص ؟
- ⁠كله ناقل 
- ⁠ينفع موقع كبير كده وليه متابعين عالسوشيال ميديا ينقل من السوشيال هل تحب تبقي اداه في إيد مغرضين؟
- ⁠لا بس ليه بتقولو كده 
- ⁠عشان الدراسه ترجمتها مش كده ولا قالت كده 

أرسلنا اصل الدراسه ليأتينا الجواب " هنزل تكذيب بس في أثريين اكدوا عالصفحه؟ 
- أثريين اللي هما مين؟
-فارسل اسكرينات من التعليقات 
- يعني زهره العلا والسما الصافيه دول علماء آثار ؟ فين مخك دي اكاونتات وهمية بتنفذ حاجه وانت بتنقل وخلاص هقولك خش كلمهم وابعتلي الرد واراهنك مش هيردوا وان في منهم ذكاء اصطناعي

-غاب فتره وعاد : "معاكو حق وهننزل تكذيب"

الحقيقه ان نسبه الوعي باتت تلعب دورا مهما في الحروب وان القوي الناعمه صحافه واعلام وفنون يلعبون فيها دور المقاتلين فنسبه الوعي ورفعها للشعوب بالتصدي لأية شائعات تحفظ الحقوق التاريخيه للأوطان وتحارب عن هويتها وقيمها.. فالحرب باتت لاتدار بالبندقية فقط.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل