خاص - قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن المقاومة نجحت في توظيف تكتيك الكمائن ضمن نطاقات دفاعية تشمل الطرقات والممرات والمباني، ما فرض تحديات كبيرة على قوات الاحتلال، ودفع بالقرار العسكري الإسرائيلي إلى اللجوء إلى الجو بدلاً من البر.

لكن، وفقاً للأعراف العسكرية، "الجو لا يمسك أرضاً ولا يحسم معركة"، وهو ما أدى إلى إرباك القرار العسكري بشكل عام.

وأضاف أبو زيد في تصريح لـ"الأردن 24"، أن نشر خارطة انتشار قوات الاحتلال في هذا التوقيت يشير إلى تعمد إسرائيلي، وبالأخص من جانب نتنياهو، لفرملة المفاوضات وكبح الاندفاعة التفاوضية، إذ إن نجاح وقف إطلاق النار الآن، في ظل الفشل العسكري، ليس من مصلحة نتنياهو.

وتابع أبو زيد: "اللافت في خارطة الانتشار أن الاحتلال يسعى إلى السيطرة الكاملة على رفح، التي تشكل خُمس مساحة قطاع غزة، في وقت تتراوح فيه مسافة التقدم الإسرائيلي بين 1 و1.5 كم، باستثناء خمس مناطق رئيسية هي:

بيت لاهيا

بيت حانون

التفاح

القرارة

جحر الديك

وهي مناطق تشهد حالياً تواجداً مكثفاً للفِرَق القتالية الرئيسية، كما أنها ترتبط بممرات حركة أنشأها الاحتلال مؤخراً، ما يدل على نية الاحتلال الحفاظ على قابلية حركة مرنة من حدود الغلاف إلى عمق القطاع، وصولاً إلى الساحل، تمهيداً لتطبيق نموذج الضفة الغربية في الدخول والخروج إلى غزة متى وكيف يشاء.

وأشار أبو زيد إلى أن هذه الخارطة تؤكد نوايا الاحتلال بعدم الاستمرار في أي اتفاق لوقف إطلاق النار - في حال حصل، والمضي قدماً في نهجه الاستئصالي والتهجيري، من خلال نقل السكان إلى "غيتو" أطلق عليه اسم "منطقة إنسانية" في رفح.