أنفاس تتلاشى بين سحب النيران الفتاكة - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أنفاس تتلاشى بين سحب النيران الفتاكة - بوابة الكويت, اليوم الخميس 10 يوليو 2025 10:38 صباحاً

بوابة الكويت - ماريا السكاف

 

 

كيف لهم أن يتحملوا مسؤولية حياة غيرهم، وهم أنفسهم غارقون في معاركهم الخاصة، عاجزون عن إدارة تفاصيل أيامهم. هم يدمرون حياتهم وحياة الآخرين، سواء عن وعي أو لا وعي، متجاهلين العواقب التي قد تدمر الآخرين. 
ها هو الهواء الذي يشكل أساس حياة الإنسان ينضم إلى الحفل بسُمومه وغازاته الفتاكة!

 

RT_lebanon_trash_ml_160224_3x2_1600_1444

 

 

حالات الاختناق تتكاثر، البيئة تصرخ من الألم، ومواطنون يبحثون عن أنفاس نظيفة... فما القصة؟
تتكرر مشاهد الحرائق وتستمر أزمة النفايات عاماً بعد عام، وكأن الزمن عالق في دوامة خانقة لا خروج منها، فيما تبقى التحركات الجدية والحلول الفعلية غائبة حتى اللحظة. مع بداية صيف 2025، بات اللبنانيون يفتحون نوافذ الصباح على سحب دخان كثيف، أسود اللون، ينبعث من نيران الحرائق المشتعلة في أكثر من منطقة. فالهواء الذي يفترض أن يكون نقيًا تحوّل إلى خليط سام من الميثان وثاني أكسيد الكربون، يتسلل إلى كل زاوية في البلاد. فهذه الأزمات لم تعد مجرد مشاكل طبيعية فحسب، بل تحولت إلى كوارث صحية وإنسانية تهدد كل بيت وكل مواطن لبناني. 
غالبًا ما يكون الطقس الحار سببًا للحرائق، إلا أن لبنان يشهد أخيرًا حرائق نفايات مفتعلة، لا مجرد حوادث عرضية، ما يعد جرم بحق المتسببين والإنسان.
تتجه الأنظار اليوم نحو العواصف السياسية التي تضرب البلاد، فيما تُحجب الرؤية عن المآسي الأخرى التي تنزف بصمت بعيدًا عن الأضواء. مجرمون يجب أن يُحاسَبوا ويُقادوا إلى وجه العدالة، وأزمة النفايات التي تخنق البلاد تنتظر منذ سنين طويلة حلولاً جذرية، لإنقاذ المواطنين الذين تتدهور صحتهم يوماً بعد يوم بسبب هذا الإهمال.
لا ينكر أن السلطة السياسية الحالية ناشئة، وأن استحقاقات الواقع تمنعها من استئصال كل المشاكل دفعةً واحدة، لكن صحة الإنسان تظلّ أولوية لا يمكن تجاوزها. لا ينبغي غضّ الطرف عن هذا الواقع المتفاقم، حتى وإن استسلمنا لصمتٍ طويل. لقد بلغنا مرحلةً عصيبة، حيث اختلط فيها الطبيعي باللامعقول، وأصبح غير الطبيعي يُقبَل واقعاً مُرّاً نتعايش معه. نحن نسير في طرقات تعجّ بروائح النفايات الكريهة، ونستنشق هواءً ملوثاً يتشبع بغبار الحرائق العشوائية للنفايات التي تُرمى وتحرق في مشهدٍ من الفوضى، دون رقابة ولا ضوابط. 
كفى صمتًا!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق