نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مريم رجوي لـ"النهار": لا للحرب ولا للمهادنة مع النظام الايراني... وإعادة بناء قدراته العسكرية رهن بعاملين - بوابة الكويت, اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 07:20 مساءً
ومع ذلك، تقول رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي في حديث خاص إلى"النهار" إن إعادة بناء القدرات العسكرية للنظام الإيراني مرهونة بعاملين اثنين على الرغم من أنه تلقّى ضربات كبيرة، وفقد مجموعة كبيرة من قادة قواته وهدمت بنیته التحتية وتسليحاته العسكرية.
وتعتبر "منظمة مجاهدي خلق" الإيرانية، الفصيل الأكبر ضمن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أكبر فصائل المعارضة الإيرانية في الخارج. وبعد تاريخ سجالي، أعادت المنظمة صوغ نفسها وأصبحت الديموقراطية وحقوق الإنسان والعلمانية شعارها الجديد، واكتسبت شعبية واسعة في البرلمانات الغربية.
وفي حديثها إلى"النهار"، تحدثت زعيمة أكبر فصيل إيراني معارض عن تأثير الحرب الأخيرة على النظام والسيناريوات المفترضة لإيران ما بعد الحرب واحتمالات إعادة النظام بناء قدراته، فضلاً عن حجم التأييد الشعبي للمنظمة داخل إيران وملفات أخرى. وهنا نص الحديث:
+ كيف تقيّمون تأثير الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران على النظام الإيراني؟ هل هذه الحرب كانت بداية النهاية للنظام أم أنه ما زال قادراً على الصمود؟
- قبل 21 عاماً، أعلنتُ في البرلمان الأوروبي أنّ حلّ أزمة إيران لا يكمن في سياسة الاسترضاء مع هذا النظام ولا في شنّ حرب خارجية، بل الحلّ الوحيد هو الخيار الثالث، أي تغيير النظام على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة.
في 18 حزيران / يونيو وفي خضمّ هذه الحرب الأخیرة، كرّرتُ هذا الموقف داخل البرلمان الأوروبي من جدید. وخلال الحرب، أكّدتُ أن الشعب الإيراني يرحّب بنهاية الحرب، ویرید إقرار السلام والحرية. دعوا الشعب الإيراني يحسم بنفسه معركته المصيریة بإسقاط خامنئي ودكتاتورية ولاية الفقيه.
+ما هي السيناريوات المحتملة لإيران بعد الحرب؟ في حال سقوط النظام، ما هي رؤيتكم لشكل الدولة الإيرانية المقبلة؟ وفي حال بقاء النظام، هل أنتم منفتحون على التفاوض معه؟
- نطمح إلى إقامة جمهورية ديموقراطية غير نووية في إيران، تقوم على فصل الدين عن الدولة، والمساواة الكاملة بين المرأة والرجل، ومنح القوميات حقّ الحكم الذاتي.
وخريطة الطریق هذه لا تؤمّن فقط الديموقراطية وحقوق الإنسان في إیران، بل تأتي في خدمة السلام، والاستقرار، والإعمار، والتعاون، والتنمية الاقتصادية لإيران والمنطقة والعالم.
وهذا ليس حلماً، بل برنامج عملي وقابل للتحقيق، تسعى إليه "منظمة مجاهدي خلق" ، وشباب الانتفاضة، وشبكة واسعة من وحدات المقاومة والنشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين يعملون لیل نهار لتحقيقه.
+بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، هل تعتقدون أن النظام لا يزال قادراً على إعادة بناء قدراته العسكرية؟
- النظام تلقّى ضربات كبيرة، وفقد مجموعة كبيرة من قادة قواته وهدمت بنیته التحتية وتسليحاته العسكرية، وإعادة بناء هذه القدرات تعتمد على عاملَين اثنين: أولاً هل سيتبنى المجتمع الدولي سياسة حازمة تجاه هذا النظام، أم يعود مرة أخرى إلى سياسة المهادنة التي اتّبعها لسنوات طويلة؟. السياسة الوحيدة التي تسمح للنظام بإعادة بناء قدراته العسكرية هي سياسة المساومة والمهادنة التي تمنحه الوقت والفرصة لإعادة تشكيل آلته القمعية والعسكرية.
وثانياً، وهو الأهم، العامل الداخلي. فالانتفاضة والمقاومة ستسبقان جهود النظام في إعادة البناء، ولن تمنحاه الوقت الكافي، وهذا بالتحديد ما تخطط له وتعمل عليه المقاومة الإيرانية.
يواجه النظام حالياً سؤالاً كبيراً یطرحه أبناء الشعب الإيراني، لماذا تم إنفاق كل ثروات الشعب الإيراني على مشروع نووي لا علاقة له بمصالح الشعب، وتبخّر في ليلة واحدة.
الجواب على هذا السؤال سيؤدي إلى تعميق كراهية الشعب للنظام، ما سيؤدي بدوره إلى تفجّر الانتفاضة الشعبية.
أما الاقتصاد الإيراني، فهو في حالة كارثية نتيجة العقوبات الدولية، والفساد البنيوي، والإنفاق الهائل على البرنامج النووي، والقمع الداخلي، ودعم الميليشيات الأجنبیة.
وفي ظل هذه الأوضاع، فإن إعادة بناء البرامج العسكرية والنووية ستكون باهظة التكاليف، وإذا اختار النظام أن يفرض هذه الأعباء مجدداً على كاهل الشعب كما فعل سابقاً، فإن الانفجار الاجتماعي والانتفاضة المقبلة سيكونان أسرع وأقوی.
+ من أين يستمد "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية شعبيته؟ وما حجم التأييد له داخل إيران؟
- المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومکوّناته، وبخاصة "منظمة مجاهدي خلق" التي تُعد العمود الفقري لهذا المجلس، لهما جذور عميقة في المجتمع الإيراني.
فهذه المنظمة تناضل منذ ستين عاماً من أجل الحرية، والعدالة، وسيادة الشعب، في مواجهة دكتاتوريتَي الشاه وولایة الفقیه، وقدّمت أكثر من 120 ألف شهيد في هذا الطريق، ولم تغادر خندق المقاومة لحظة واحدة.
أما المرأة الإيرانية التي تعرضت في ظل هذا النظام لأبشع صور القمع والتهميش، فتحظى بمكانة محورية في المقاومة الإيرانية. أكثر من نصف أعضاء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من النساء، وتبوّأت النساء معظم المناصب القيادية في المنظمة. وقد رفعت هذه المقاومة من مكانة المرأة الإيرانية التي أرادها النظام أن تبقی سجينة البيت ومواطنة من الدرجة الثانية، إلى موقع القيادة والمسؤولية.
وعلى الرغم من القمع الشديد، تعتمد هذه المقاومة اليوم على شبكة واسعة من وحدات المقاومة داخل إيران، تنشط في فضح جرائم النظام، وتعبئة الجماهير، وقيادة الاحتجاجات، واستهداف مراكز القمع والإجرام.
وإلى ذلك، هناك شبكة اجتماعية واسعة تابعة لمجاهدي خلق تضم شرائح مختلفة من أبناء الشعب، وعوائل الشهداء، والسجناء السياسيين السابقين، وغيرهم...
تقوم هذه الشبكة بدور فاعل في الاحتجاجات الاجتماعية، کما استطاعت المنظمة الحصول على أكثر المعلومات سرية عن النظام. وثمرة هذه الشبكة الواسعة ما حققته المقاومة خلال العقدَين الماضيَين من معلومات دقيقة عن البرامج النووية والإرهابية للنظام. ومن أبرز عوامل تميزنا، هو أننا نمتلك رؤية سياسية واضحة لمستقبل إيران.
وقبل نحو عشرين عاماً قمت بتلخیص هذه المشاریع في ما يُعرف بالخطة ذات النقاط العشر التي قدّمتها إلى المجتمع الدولي أمام مجلس أوروبا. ونالت هذه الخطة منذ ذلك الحين دعم أكثر من 4000 مشرّع ونائب برلماني، وغالبية عشرات البرلمانات في مختلف دول العالم، بالإضافة إلى عدد كبير من الشخصيات الدولية البارزة.
ويُعبّر الإيرانيون المقيمون في الخارج عن دعمهم لهذا البرنامج وللمجلس الوطني للمقاومة وللتغییر الدیموقراطي من خلال تجمّعات سنوية حاشدة، بمشارکة مئات الشخصيات السياسية وکبار المسؤولین السابقین من مختلف دول العالم.
+هل هناك تنسيق بينكم وبين المعارضين الإيرانيين الذين لا ينتمون الى المجلس الوطني للمقاومة الايرانية؟
- كانت حركتنا منذ اليوم الأول مناديةً بوحدة القوى في جبهة الشعب. فالقوى التي تنشط ميدانياً داخل إيران تحظی بوحدة عمل عملیة، وكل من يسعى بصدق إلى إسقاط النظام داخل إيران، هو متحد ومؤتلف مع "مجاهدي خلق" والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي يُعتبر أطول ائتلاف سياسي في تاريخ إيران، وهو يوشك أن يدخل عامه الخامس والأربعين. ويضم هذا المجلس في صفوفه اتجاهات سياسية متعددة، وديانات ومعتقدات متنوعة، إضافة إلى قوميات مختلفة. وما يجمع كل هذه المكوّنات هو الهدف المشترك بإسقاط نظام الملالي، وإقامة جمهورية ديموقراطية على أساس خطة النقاط العشر التي أشرت إليها سابقاً.
وقد دعا هذا المجلس عام 2002 إلى تشكيل "جبهة التضامن الوطني"، لتشمل كل القوى التي تطالب بإسقاط النظام بکامل تیاراته وأجنحته، وتسعى إلى إقامة جمهورية ديموقراطية على أساس فصل الدين عن الدولة. وفي هذا الإطار، نحن رحّبنا ونرحّب دائماً بالتعاون مع القوى الجمهورية التي تناضل من أجل إسقاط هذا النظام.
+ما هي النقاط الأساسية التي يجب أن تتضمنها أي محادثات بين إيران والغرب في المرحلة المقبلة؟
- أي مفاوضات مستقبلية يجب أن تضمن تفكيك كل المنشآت النووية للنظام، وعمليات تفتيش شاملة ودائمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإجبار النظام على وقف دعمه للإرهاب والمليشيات الطائفية في العراق وسوريا ولبنان واليمن وسائر أنحاء الشرق الأوسط. هذه التدخلات هي من العوامل الأساسية لعدم الاستقرار في المنطقة.
وفي الخطوة الأولى، ينبغي تفعيل بند الزناد وإعادة فرض قرارات مجلس الأمن السابقة المتعلقة بالمشروع النووي للنظام.
ومن جهة أخرى، يجب أن يُشترط أي تعامل مع هذا النظام وقف الإعدامات والتعذيب. ويجب أن يُجبر النظام على إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، ووضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان.
وفيما أعلن أكثر من 4000 نائب برلماني من دول مختلف القارات، وأكثر من 100 رئيس جمهورية ورئيس وزراء سابق، على المجتمع الدولي أن يعترف رسمياً بمقاومة الشعب الإيراني من أجل إسقاط هذا النظام. وهذا المطلب لا يُمثّل فقط مطلب الشعب الإيراني، بل هو أيضاً ضرورة للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
+في حال وصولكم إلى الحكم، كيف ستكون علاقاتكم مع دول المنطقة؟ وما الفرق بين نهجكم وتجربتَي الشاه والملالي؟ وكيف ترون آفاق السلام والاستقرار في المنطقة؟
فيما يخص العلاقة مع الدول الأخرى، وخصوصاً دول الجوار، فقد حدّدت المادة العاشرة من خطة المقاومة الإيرانية ذات النقاط العشر الموقف السياسي بشكل مختصر وواضح على النحو التالي: إيران غير نووية، خالية من أسلحة الدمار الشامل، ومُلتزمة بالسلام، والتعايش، والتعاون الدولي والإقليمي.
لقد عانت شعوب إيران والمنطقة كثيراً من سياسات نظام الشاه الذي كان يتصرّف كشرطي للمنطقة، كما عانت من سياسات نظام الملالي، الذي يسعى إلى بسط هيمنته على المنطقة وإخضاع دول المنطقة تحت إرادته. سقوط نظام الملالي سيكون نهاية حاسمة لكل هذه السياسات التوسعية والعدوانية.
وستُحدث المقاومة الإيرانية بعد إسقاط نظام ولاية الفقيه تغييراً جذرياً في السياسة الخارجية لإيران، بحيث تقوم على مبدأ التعايش السلمي، والاحترام المتبادل مع جميع دول المنطقة، والعمل بما يخدم مصالح الشعب الإيراني واستقرار المنطقة.
ومن أكبر الخيانات التي ارتكبها الخميني ونظام الملالي استغلال هذا النظام لقضية فلسطين وشعاراتها العادلة، حيث وجهوا أكبر ضربة لهذه القضية ولفصائلها الوطنية، وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية.
وجود هذا النظام يشكّل عقبة أساسية أمام السلام والاستقرار في المنطقة، فتاريخ نظام ولاية الفقيه خلال أكثر من أربعة عقود هو تاريخ من تصدیر الحروب والتطرف والإرهاب.
0 تعليق