المخيم بين المفهوم النمطي والفعل الإبداعي - بوابة الكويت

منوعات 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المخيم بين المفهوم النمطي والفعل الإبداعي - بوابة الكويت, اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 07:51 صباحاً

بوابة الكويت - جو 24 :

تضعنا الهيئة الادارية لرابطة الكتاب الاردنيين امام ضرورات تثبيت معنى ومفهوم المخيم عند استعراضها لدوافع واهداف "مشروع الذاكرة الثقافية للمخيم" الذي تطلقه ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون .

جاء في اعلان عضو الهيئة الادارية للرابطة محمد سلام جميعان عن الـ "مشروع" انه يسعى بشكل خاص إلى "تغيير الصورة النمطية عن المخيم باعتباره مجرد مكان للجوء" لنجد انفسنا امام صورتين احداهما نمطية واخرى متجاوزة للنمط.

استخدام وصف "النمطية" يعني ان الصورة اصبحت مستهلك وعفى عليها الزمن، وبالتالي لم يعد من اللائق الاستمرار في التعامل مع المخيم باعتباره "مجرد مكان للجوء" الامر الذي ينطوي على دعوة للانقلاب على معنيي المخيم واللجوء وعدم الاكتراث بتلازمهما المفاهيمي والقانوني.

يستدعي الوصف المستخدم المتبوع بالدعوة الى التغيير البحث عن وظيفة اخرى للمخيم غير اللجوء مما يخرجه عن مبرر وجوده ـ كمكان مؤقت الى حين العودة ـ وقد يمنحه مستقبلا وظائف ومسميات اخرى وربما يدمجه في المدن توطئة لافقاده معناه كشاهد على النكبة واللجوء.

يحاول عضو الهيئة الادارية للرابطة تبرير دعوته للتغيير والتمرد على النمط باشارته الى احتضان المخيم "للطاقات والإبداع والفعل التنموي والثقافي في مختلف أشكاله" على افتراض وجود تناقض بين الصورة النمطية للمخيم والفعل الابداعي وفي ذلك مجافاة للواقع تتكشف في حال القاء نظرة خاطفة على حضور ابناء المخيمات في شبه الحياة الثقافية التي نعيشها.

ساقت الهيئة الادارية ممثلة بعضوها جميعان اهدافا اخرى لـ"مشروع الذاكرة الثقافية للمخيم" المتمرد على "الصورة النمطية" مثل "ربط المخيمات بالمدن والقرى ثقافياً وتنموياً، وتكريس الذاكرة الثقافية للقضية الفلسطينية بأبعادها المختلفة" لتضعنا امام مشهد سوريالي، بعض مفرداته انتماء ابناء المخيمات لثقافة اخرى مختلفة عن ثقافة المجتمع الاردني، وقد نجد انفسنا ـ في حال العزف على مثل هذا الوتر ـ امام توصيفات وتعريفات لثقافات اردنية مختلفة، تلتقي في عزلتها عن قضية الشعب الفلسطيني التي اعتاد المجتمع الاردني التعامل معها باعتبارها قضيته الاولى، وترى فيها الشعوب من مشارق الارض الى مغاربها رمزا للظلم والحق في العدالة.

بدت مبررات مشروع ايجاد تعريف غير نمطي للمخيم مثيرة للاستغراب في بعض الاحيان مع تاكيد الهيئة الادارية على انه "جزءًا أصيلاً من مشروع ذاكرة المكان الأوسع الذي تتبناه الرابطة، والذي يتناول الجوانب التاريخية والأنثروبولوجية والسياحية لعدد من المدن الأردنية " فالمعروف عن الانثربولوجيا انها علم دراسة الانسان، مما يعني اننا بصدد البحث عن تعريف غير نمطي لسكان المخيمات يتناسب مع تغيير الصورة "النمطية" للمخيم، ومن ثم الانزلاق الى المجهول، ولا يخلو الامر من امكانية التعامل مع المخيمات باعتبارها اماكن سياحية رغم افتقارها للمغريات التي تجذب السياح.

يزيد توقيت الدعوة لتغيير الصورة النمطية للمخيم كمكان لجوء من سوريالية الموقف، فقد جاءت فعالية رابطة الكتاب متزامنة مع اندفاعة عدوانية غير مسبوقة لشطب جوهر القضية الفلسطينية المتمثل باللاجئين، والذي ياخذ اشكالا عدة، بدء بحرمان وكالة الغوث من المساعدات الذي اوصلها الى حالة من العجز عن القيام بمهامها، ومرورا بحرب الابادة والتدمير التي يشنها الكيان الصهيوني على مخيمات قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، والمصير المجهول الذي تواجهه مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وجنوب لبنان.

تمنيت تجنب الدخول في سجال مع الزملاء في الهيئة الادارية للرابطة، ومناقشة الاهداف والمبررات في الاطر المفترضة، لكن الدعوة لتغيير صورة المخيم متداولة على وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يستدعي المطالبة بتوضيحات قد تساهم في تدارك الموقف ووضع حد للبس مفترض.

القضية مطروحة للنقاش والهيئة الادارية مطالبة بالتوضيح


قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : المخيم بين المفهوم النمطي والفعل الإبداعي - بوابة الكويت, اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 07:51 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق