بوابة الكويت - في وقت سيطرت فيه المصالح على قرارات اللاعبين، يظهر بعض النماذج التي لا تزال تبحث عن الطموح الحقيقي، بعيداً من المال أو الأضواء، بل بهدف ترك بصمة خالدة في مسيرتها. ويبدو أنّ الحارس المصري الشاب حمزة علاء هو أحد أبرز هذه النماذج التي لفتت الأنظار أخيراً.

منذ ظهوره مع منتخبي الشباب والأولمبي، أظهر حمزة مستوى لافتاً في مركز حراسة المرمى، حتى في مشاركاته القليلة مع فريق الأهلي، إذ أثبت أنه يملك كل مقوّمات النجاح، وكانت مشاركته في أولمبياد باريس الأخيرة نقطة التحوّل الحقيقية، عندما قدّم أداءً مميزاً أكد خلاله أنه حارس كبير ينتظر الفرصة فقط ليُثبت نفسه على نطاق أوسع.

ورغم ذلك، لم يحصل حمزة على فرصته في الأهلي، في ظل الاعتماد الكامل على محمد الشناوي، ووجود مصطفى شوبير كبديل أول. ومع نهاية عقده، رفض تمديده، مُفضلاً خوض تحد جديد بحثاً عن فرصة حقيقية تُبرز موهبته.

وفق العديد من التقارير، تلقى حمزة عروضاً مغرية من أندية مصرية كبرى مثل بيراميدز والزمالك، لكنه اختار طريقاً مختلفاً، قد يراه البعض مجازفة، لكنه يعكس نضجه وشجاعته، وذلك بالانضمام إلى نادي بورتيمونينسي البرتغالي - الذي ينشط حالياً في دوري الدرجة الثانية - بعقد لمدة موسمين.

قد يُقلّل البعض من أهمية اللعب في الدرجة الثانية، لكن الواقع هو أنّ هذا الانتقال يعكس رؤية واضحة لحارس شاب يُدرك أنّ الاستمرارية في الملعب واكتساب الخبرة أهم بكثير من المكاسب المادية أو النجومية. ففي نادٍ مثل بورتيمونينسي، الذي يسعى للعودة إلى الدوري الممتاز، سيحصل حمزة على فرص أكبر للمشاركة، وسط تنافس قوي، يرفع من مستواه ويمنحه الخبرة الأوروبية التي يحتاجها في بداية مشواره الاحترافي.

لم يقبل الحارس الشاب أن يبقى مجرّد اسم في قائمة نادٍ كبير يحصد البطولات من دون أن يشارك فعلياً في صناعتها، بل قرّر أن يخرج من دائرة الراحة إلى ساحة التحدي. قرار حمزة علاء لا يعكس موهبته فحسب، بل أيضاً عقلية استثنائية للاعب لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره. ربما تكون هذه الخطوة بوابة لانطلاقة حقيقية نحو أوروبا، ليُثبت أنّ النجاح لا يرتبط دائماً بالمال، بل بالإصرار.