بوابة الكويت - منذ أن قرّر نادي ريال مدريد تعيين الإسباني تشابي ألونسو مديراً فنياً خلفاً للإيطالي كارلو أنشيلوتي، ارتفعت آمال النادي وجماهيره بسبب الشخصية الفريدة والبصمة التي تركها مع نادي باير ليفركوزن.

تولى ألونسو المهمة خلال فترة صعبة وقبيل انطلاق كأس العالم للأندية 2025 بوقت ضيق، إلا أنه نجح في التأقلم سريعاً وبرز ذلك في أداء الفريق. استطاع نقل حماسه إلى اللاعبين الذين بدأوا يظهرون تطوّراً كبيراً من مباراة إلى أخرى، ما أثار تفاؤلاً كبيراً بين مشجعي النادي الملكي حيث بدا واضحاً منذ البداية أنّ ألونسو جاء برؤية طويلة الأمد وخطة مدروسة بعناية لإعادة تنظيم الفريق.

خلال فترة قصيرة، اعتمد ألونسو على معرفته وخبراته لتحليل نقاط ضعف الفريق ومعالجتها، مع التركيز الخاص على تعزيز خط الدفاع الذي كان يُعَدّ نقطة ضعف واضحة في الموسم السابق. ومن خلال تكتيكات بسيطة وفعّالة، أدخل عنصراً إضافياً في الخط الخلفي بالتوظيف المناسب لتشواميني لتعزيز الجانب الدفاعي، مع إمكانية إجراء التغييرات اللازمة على الخطة داخل الملعب في حال الحاجة. كما استطاع بسرعة العثور على خليفة لوكا مودريتش ممثلاً بالشاب أردا غولر، الذي نال ثقة المدرب وأثبت جدارته بأداء استثنائي، إضافة إلى ذلك، أظهر اللاعب الجديد غونزالو غارسيا جداراته ليبني ألونسو نموذجاً هجومياً جديداً قادراً على قيادة هجوم الفريق في المستقبل.

تدريجاً، تغير ريال مدريد بقيادة ألونسو من فريق يعاني من فوضى تكتيكية واضطرابات دفاعية إلى فريق يتميز بتماسك دفاعي وتنظيم متقن، وبات الملكي قادراً على تنفيذ الضغط العكسي، والتحوّل السريع نحو الهجوم عبر تمريرات قليلة دقيقة.

التحسّن الملحوظ انعكس على نتائج "الملكي"، بداية من تخطي التعادل مع الهلال السعودي في اللقاء الافتتاحي، إلى تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية، سجل خلالها الفريق 8 أهداف واستقبل هدفين فقط. هذا الأداء وضع الفريق في ربع نهائي كأس العالم للأندية، وجعله أحد أبرز المرشحين لنيل اللقب بعدما كان بعيداً من الترشيحات. هذا النجاح السريع يعكس تأثير ألونسو الفني وقدرته على إدارة التفاصيل النفسية والفنية بمهارة.

كأس العالم للأندية هي مجرّد بداية لفصل جديد لتشابي ألونسو مع ريال مدريد ليصنع حقبة ذهبية أخرى للنادي الملكي، شبيهة بتلك التي عاشها كلاعب خط وسط، ولكنه الآن "المايسترو" الذي يقود من الخطوط الجانبية ويبدو أنه يمتلك المفاتيح السحرية لإعادة الفريق إلى القمة.