من الاستهلاك إلى التأثير: قطاع الألعاب العربي قصّة استثمار عالمية - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من الاستهلاك إلى التأثير: قطاع الألعاب العربي قصّة استثمار عالمية - بوابة الكويت, اليوم الجمعة 4 يوليو 2025 06:25 صباحاً

بوابة الكويت - قبل سنوات قليلة، كانت ألعاب الفيديو في العالم العربي ترفيهاً ثانوياً، أو مجرّد استهلاك واسع النطاق لدى جيل شاب يتّصل بشبكة الإنترنت أكثر من أيّ وقت مضى. لكن المشهد يتغيّر كلياً، وبسرعة. اليوم، لم تعد المنطقة العربية مجرّد سوق للألعاب، بل أصبحت محوراً جديداً في قطاع تتخطّى قيمته العالمية الـ 200 مليار دولار. 

مع تدفّق الاستثمارات السيادية، واهتمام الشركات العالمية، وبروز مناسبات ضخمة على غرار "غايمرز إيت" (Gamers8) و"غايم إكسبو" (GameExpo)، تتبلور ملامح قطاعات محلية تحمل طموحات عالمية.

في قلب هذه التحولات، يبرز الخليج العربي. تعزّز الإمارات موقعها كمركز إقليمي لقطاع الألعاب، إذ بلغ حجم سوقها نحو 1.02 مليار دولار في 2024، وسط توقّعات بأن تتجاوز الـ 2.14 مليار دولار بحلول 2030، بمعدّل نمو سنويّ يتخطى الـ 13%. وتشكّل ألعاب المحمول أكثر من نصف هذه السوق، مع التركيز على المحتوى التفاعلي والواقعين الافتراضي والمعزّز. كذلك، تطوّر الحكومة بنية تحتية رقمية متقدّمة، ويُنتظَر أن تساهم ألعاب الواقعين الافتراضي والمعزّز بنحو 4.1 مليارات دولار في الاقتصاد بحلول نهاية العقد.

من جهتها، تبرز السعودية بثقلها المالي ورؤيتها الجريئة. في 2022، أسّس "صندوق الاستثمارات العامة" شركة "سافي للألعاب الإلكترونية" (Savvy Games Group) وخصّص لها استثمارات تصل إلى 38 مليار دولار حتى 2030، بهدف بناء منظومة متكاملة لقطاع الألعاب. وُجِّه جزء من هذا المال لشراء حصص في شركات عالمية مثل "أكتيفيجن بليزارد" (Activision Blizzard) و"نينتندو" (Nintendo)، فيما خُصّص جزء آخر للاستحواذ على استوديوات تطوير كاملة، في رسم لخريطة نفوذ رقمية جديدة.

خارج الخليج، تسجل مصر حضوراً متنامياً بصفتها واحدة من أسرع أسواق الألعاب نمواً في المنطقة. في 2024، حقق قطاع الألعاب فيها إيرادات تقارب الـ 715 مليون دولار، ومتوقع أن يتضاعف هذا الرقم إلى أكثر من 1.6 مليار دولار بحلول 2030، بمعدّل نمو سنوي يتجاوز الـ 14%. وتُعَد مصر السوق المحلية الكبرى في المنطقة في عدد اللاعبين من ضمن ما يُعرف بـ"دول المينا-3" (الإمارات والسعودية ومصر)، إذ تضم نحو 40 مليون لاعب، أي ما يعادل نحو 59% من إجمالي اللاعبين في مجموعة الدول هذه.

لم يغب هذا النمو عن أعين عمالقة القطاع. شركات مثل "تينسنت" (Tencent) و"يوبيسوفت" (Ubisoft) و"رايوت غيمز" (Riot Games) بدأت تفتح مكاتب إقليمية، أو تتعاون مع مطورين محليين لإنشاء محتوى يعكس الثقافة العربية ويواكب الذوق المحلي. في هذا المناخ، بدأت أسماء محلية تبرز، مثل "سيمفور" (Semaphore) في السعودية و"غايم كوكس" (Game Cooks) في لبنان. ورغم أن هذه الاستوديوات لم تصل بعد إلى مصاف الشركات الكبرى، فهي تضع اللبنات الأولى لصناعة إقليمية واعدة.

وتُكمِل المناسبات الكبرى المشهد. في دبي، استطاع "غايم إكسبو" أن يجمع في نسخته الأخيرة أكثر من 50 ألف زائر وقرابة 200 جهة عارضة. أما مهرجان "غايمرز إيت" في الرياض، الذي بلغت قيمة جوائزه في الـ 2023 نحو 45 مليون دولار، فاستقطب أكثر من 1500 لاعب محترف من أكثر من 60 دولة، وجذب نحو 2.5 مليون زائر. وبذلك، بات كل من الحدثين منصة للاستثمار وترويج الألعاب، ولتعزيز البنية التحتية لصناعة ناشئة.

في المحصلة، ليس ما يجري عربياً في هذا الصدد طفرة موقتة، بل تحوّلاً هيكلياً في علاقة المنطقة بقطاع الألعاب. من الاستثمارات العملاقة إلى الشراكات الذكية، ومن الفرق المحلية إلى المنصات العالمية، العرب اليوم لا يلعبون فقط، بل يعيدون تشكيل اللعبة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق