ثالوث تدميري لكلّ علاقة: العتَب واللومُ والحَرَد - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ثالوث تدميري لكلّ علاقة: العتَب واللومُ والحَرَد - بوابة الكويت, اليوم الجمعة 4 يوليو 2025 05:51 صباحاً

بوابة الكويت - في حياتِنا الشخصيّة وفي مسارِنا المهني نُخذل في مرّات كثيرة. لا يعود السبب بالضرورة إلى خطأ يرتكبه الآخر بحقّنا بقدر ما يعود إلى ارتفاع توقّعاتنا من الآخر عن حدِّها المنطِقي. وعلى الرغم من ذلك، فنحنُ نعيشُ حالةَ خذلان.
يأخذُنا هذا الواقع في البدايات إلى نوعٍ من العتب. نستكينُ هناك إلى فكرةٍ هي: "العتب على قدْ المحبّة". إذا نجَحَ هذا الصابون – العتب في تصحيح العلاقة، فنحن نعطي علاقتنا فرصة جديدة للنمو والتفاعل نحو الأمتن. لكنّ للعتب خطرين: الأول أن يرفضَ الآخرُ معاتبتي له بالكلّية، والثاني أن أذهب في عتبي عليه بعيداً فيتحوّل إلى شيءٍ من اللوم المُؤنِّب له.

 

العتب بحدِّ ذاته هو أوّلُ حدودِ اللوم، هو اللوم مُخفَّفاً. في الحالتَيْن، هناك إمكانيّة بأن يتحوّل عتبي عليه إلى لومٍ، أو أن ينتقل هو من الإصغاء لي بلطف في البداية إلى لَوْمي بشكل قاسٍ.

 

خطورةُ اللوم تكمن في أنّه يتضمّن انتقاداً، وهذا الانتقاد يعني في الغالب تحميل الآخر مسؤوليّة حدث ما، يليه كلام صادر عنّي حول شخصٍ أو مجموعة أشخاص أعتبر تصرّفاتهم غير مسؤولة اجتماعيًا أو أخلاقيًا، فالعتب هو نقيضُ الثناء. هذا الانتقاد من قبلي قد يقابله انتقاد لي من الشخص الآخر، ويتبعه تحميلي مسؤوليّة البدء بخصام أو مشكلة تنذر بعواقب وخيمة. ليس ذلك فحسب، بل أنّ الانتقاد الموجّه لي في تلك الحالةِ قد يُخرج منّي انتقاداً أشدّ إيلاما للآخر، ويتبعُه منّي حرد يظهر على شكلِ مقاطعته. في تلك الساعة لا أعود أرغبُ في لقاء الآخر، ولا في التحدّث إليه، ولا في التواصل معه، بغضِّ النظر عن الوسيلة أو الشكل.

 

ألا يحدُث هذا في حياتنا الشخصيّة في مرات كثيرة؟ ألا نقع في العتب واللوم وصولاً إلى الحرد مع حبيب أو زوج أو أخ أو أخت أو مدير أو موظّف يعمل معنا؟ ألا ترى معي أنّنا في مرّات كثيرة يغذّي حردنا الغضب لدينا، وبالتالي الحقد، ونقع ساعتئذ في المحظور؟ 

 

العتب واللوم والحرد هو الـ Shortcut لتدمير العلاقة بين شخصين مهما كانت قويّة. والحلّ؟ 

 

الحلّ هو ألّا تدع مرحلة الخلاف تتخطّى مرحلة العتب على الآخر مصحوباً بشيء من التعبير اللطيف والجدّي عنه. فما يجب أن يلي العتب إذاً هو المبادرة باتّجاه الآخر لمشاركته العتب عليه مع الحرص الشديد ألا يأتي عتبك على شكل لوم قاسٍ أو تأنيب فتتفاقم الأمور. التعبيرُ الغاضب قاتل في هذه الحالة. هذا طبعاً إذا أردتَ فعلاً إنقاذَ العلاقة.

 

وهل هذا بالأمر السهل؟ طبعاً لا. فهو يتطلّب شيئاً من التواضع لتقوم بالمبادرة، وبعضاً من الحكمة والتوازن لمشاركة الآخر عتبك من دون الوقوع في اللوم القاسي أو الحرد، وشيئاً من الاحترام لرأي الآخر وهو يجيب على عتبك، ولا بأس ببعض محبّة إذا كان المعتوب عليه قريباً أو غالياً أو حبيباً.
عسانا لا نُكمل "الطريق السريع" انطلاقاً من العتب باتّجاه الّلوم، ومنه إلى الحرد، بل أن يكونَ في علاقاتنا ما نسمّيه على الطرقات بالــ U-Turn، بحيث نغيّر مسار الأمور بعد مشاركة العتب إلى وُجهة جديدة تشبه حلّ المشكلة أو على الأقلّ حسن إدارتها. 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق