عندما يصبح "داعش" حاجة لبنانية! - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عندما يصبح "داعش" حاجة لبنانية! - بوابة الكويت, اليوم الجمعة 4 يوليو 2025 04:34 صباحاً

بوابة الكويت - لم يعد "داعش" ما كان يسمي نفسه به ( الدولة الإسلامية في العراق والشام)، لكنه ما زال يحتفظ ببعض الدور الذي أنشئ من أجله: فزاعة وشماعة، مجرد بيدق على رقعة شطرنج يلعب عليها محترفون يديرون الحجارة من بعيد.

عندما يصبح

الدواش هل هم حقاً قادمون؟

Smaller Bigger

لا يستغني اللبنانيون عن "داعش" (وأخواته). كأن التظيم الإرهابي حاجة لبنانية قبل أن يكون مشروعاً مشبوهاً في نشأته ومنشئيه، ملتبساً في سيرورته والغاية من إنشائه ودعمه والاستثمار فيه. التنظيم جسمه "لبيس" ويصلح لأن يكون فزاعة وشماعة.
يستحضر "داعش" في الإعلام اللبناني وفي مواقع التواصل الاجتماعي كلما احتاج إليه بعضهم، يدخل إلى النقاشات اليومية والسجالات الطائفية والمذهبية ويصبح طرفاً في الحياة الأمنية والسياسية للبلد. يستحضره بعضهم من الصحارى النائية إلى الحدود ويثير الرعب مصوراً إياه قوة قادرة على اجتياح لبنان، أو على الأقل تخريبه. فجأة ينحرف النقاش السياسي في البلد إلى مكان آخر: من النقاش في سلاح "حزب الله" الذي هو الموضوع الخلافي الأبرز في البلد وقضايا الفساد (والإصلاح) والتضخم والفوضى والسياحة ونقص المياه وغياب الدولة عن معالجة أزمتها المتفاقمة وانقطاع الكهرباء المزمن وتراكم النفايات في الشوارع والتهديدات الإسرائيلية، يصبح "داعش" هو محور الحديث.
لقد ارتكب "داعش" في فترة ذروة الحرب السورية ومشاركة "حزب الله" فيها إلى جانب نظام بشار الأسد مجموعة من التفجيرات الإرهابية في لبنان، قبل أن ينكفئ ويتعرض لضربة تحالفت عليه فيها كل المتناقضات: أميركا وإيران وروسيا والعراق بجيشه وحشده الشعبي و"حزب الله" وتركيا والنظام السوري وفصائل سورية معارضة، وهو منذها إما نائم في بعض المدن والقرى السورية والعراقية وحتى اللبنانية على ما أظهرته المعلومات المتداولة بعد توقيف واليه في لبنان المدعو "قسورة" أخيراًُ، وإما مختبئ في الصحراء ينفذ بعض الكمائن بين حين وآخر. 
لم يعد "داعش" ما كان يسمي نفسه به (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، لكنه ما زال يحتفظ ببعض الدور الذي أنشئ من أجله: فزاعة وشماعة، مجرد بيدق على رقعة شطرنج يلعب عليها محترفون يديرون الحجارة من بعيد.
أثار "داعش" الرعب في بدايات الحرب السورية عندما ارتكب عناصره مجازر مروعة أينما حلوا، استخدمه "حزب الله" بشكل كبير لتخويف اللبنانيين من خطره ولتبرير دخوله إلى سوريا لمنع وصوله إلى لبنان، كذلك استخدمه "التيار الوطني الحر" حليف "حزب الله" آنذاك. شاعت في أوساط الفريقين نظرية أن "داعش" سيجتاح لبنان ويرتكب المجازر ومن الأفضل مطاردته حتى الصحراء السورية وصولاً الى حلب والحدود العراقية. لكن مجريات الحرب السورية كشفت أن الهدف كان حماية النظام السوري وطرق الإمداد وهو هدف بات معلناً وواضحاً.
اليوم يحضر "داعش" مرة جديدة فيثير توقيف أحد قيادييه موجة جديدة من المخاوف قبل أن تظهر التحقيقات حقيقة الأمر وحجم المخطط، وبالموازاة يصبح توقيف عصابة أشرار في برج البراجنة توقيفاُ لمجموعة ارهابية داعشية تخطط لعمليات إرهابية قبل أن يتبين أن القضية مجرد تسريبات مقصودة.
 أكثر من استحضار "داعش" يضج البلد بموجة منظمة من التسريبات والتركيبات التخويفية، وهذه المرة التخويف من الدولة السورية. جوقة تروج لمخاوف من اجتياح "جولاني" للبنان ودخول عناصر أمنية سورية لافتعال مشاكل وما شابه، ارتباطاً بتطورات المنطقة وما يخطط له للبنان . صحيح أن المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا في البقاع شهدت توترات سابقة نتيجة لتراكمات الحرب السورية، لكن البلدين يعملان على معالجة كل الإشكالات والعلاقات اللبنانية السورية تسير في الاتجاه الصحيح، وما لا يقبله المنطق أن يكون لدى الحكم السوري اتجاه لاجتياح مناطق لبنانية كما يروج بعض اللبنانيين الذين يبحثون دائماً عن شماعة، أو بعضهم الآخرين الذين يبحثون دائماً عن فزاعة.  
لا تمر حملات التخويف مرور الكرام، فهي تفعل فعلها، خصوصاً في بيئة "حزب الله" التي تعيش حالياً هاجس نزع سلاحها الذي تعتبره تجريداً لها من مصدر قوتها الأول ورمياً لها في المجهول الإسرائيلي. هنا يصبح السلاح ضرورة لا غنى عنها، إذا لم يكن لمواجهة إسرائيل فعلى الأقل لحماية البيئة من "الغزو" السوري؟! هل يكون ذلك مبرراً لبقاء السلاح؟.
 

  

ا

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

جريمة مروّعة... أب يقتل أطفاله الثلاثة بسبب خلافات مع الأم

ألقي القبض على المتهم الذي يعاني من اضطرابات نفسية

بالصور- موجة القيظ تنحسر في فرنسا وتخنق ألمانيا...

تبقى أربع مقاطعات في وسط فرنسا في حالة تأهّب قصوى من الدرجة الحمراء

بعد الحديث عن عملية تسلل إسرائيلية إلى كفركلا جنوبي لبنان... مصدر عسكري يكشف ما حصل (صورة)

تضاربت المعلومات في بلدة كفركلا الحدودية... ماذا حصل؟

غارة على خلدة... الجيش الإسرائيلي: استهدفنا عنصراً يعمل لمصلحة

انتشرت صور وفيديو للسيارة بعد استهدافها.

اقرأ في النهار Premium

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق