نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«عاشوراء».. قصة حلوى نسجتها الأساطير وحطمت حواجز المذاهب - بوابة الكويت, اليوم الخميس 3 يوليو 2025 03:37 مساءً
بوابة الكويت - تقول أسطورة أرمينية توارثها الأتراك لقرون إنه في اليوم الذي استقرّت فيه سفينة النبي نوح على جبل الجودي، وبدأت الحياة تعود إلى الأرض الغارقة، واجه الناجون أزمة نقص المؤن، فجمع النبي نوحُ – عليه السلام - ما تبقى في السفينة من حبوب وفواكه مجففة وبقوليات، وطهى كل شيء في إناء واحد، فكانت النتيجة وعاءً سميكًا حلو المذاق، أصبح أول احتفال بالنجاة، أطلق عليه "حلوى نوح" أو "عصيدة نوح".
لكن الرحلة لم تتوقف عند أرمينيا، ففي القرن الرابع الهجري، نقل الفاطميون – الذين حكموا مصر آنذاك – هذه الحلوى إلى القاهرة، وجعلوها جزءًا من طقوس الاحتفال الرسمي بيوم عاشوراء، وكانت تُوزع على موائد ضخمة على العامة، مصنوعة من القمح المسلوق بالعسل واللبن، كرمز لوحدة المجتمع تحت سلطة الدولة.
عاشوراء.. الطبق "الحائر" بين المذاهب
أدخل العثمانيون تعديلات جذرية على الحلوى، أضافوا إليها الحمص والفاصولياء والفواكه الطازجة مثل الرمان والبرتقال، ونشروا تقليد توزيعها من بيت إلى بيت كـ"طبق محبة" يكسر حواجز الطبقات.
وفي تركيا، أصبح للطبق رمزية دينية واجتماعية أعمق، حيث كان "البكتاشيون" (طائفة صوفية) يعدّونه في شهر محرم ويوزعونه على الجيران بغض النظر عن معتقداتهم. تقول "سونا كاجابتاي"، أستاذة التاريخ في إسطنبول: "ذكرياتي مع أمي وهي تحمل دلوًا نحاسيًا مملوءًا بالعاشوراء، وأنا أطرق أبواب الجيران لأوزعها عليهم، كانت رسالة سلام... حتى إن السنة والعلويين في ملطية كانوا يتشاركونها".
"الوصفة المصرية" لـ"عاشوراء"
بينما تضم الوصفة التركية 10 مكونات رمزية (كالحمص والفاصولياء والرمان)، تظل الوصفة المصرية هي الأبسط شعبيًا: يُنقع القمح المقشر في الماء طوال الليل، ثم يُسلق القمح حتى يلين، ثم يُخلط مع الحليب والسكر على نار هادئة.
يُذوّب النشاء في الحليب البارد ويُضاف إلى الخليط مع القشدة حتى يصبح كثيفًا، ويُصب في أطباق، ويُزين بالزبيب، جوز الهند، الفستق، وبذور الرمان، ويفضلها كثير من المصريين باردة مع طبقة سميكة من القشدة،
يوم عاشوراء في السنة النبوية: لماذا صامه النبي؟
الثابت دينيًا – وفق السنة – هو ارتباط يوم عاشوراء بقصة نجاة موسى من فرعون. فحين قدم النبي محمد ﷺ إلى المدينة، وجد اليهود يصومون اليوم العاشر من محرم شكرًا لله، فقال: "نحن أحق بموسى منهم"، فصامه وأمر بصيامه"، فيما ولم يرد في السنة أي طقوس مرتبطة بالطعام فيه.
تناول "عاشوراء" ليس بدعة
يؤكد الدكتور "علي جمعة" مفتي الجمهورية السابق أن تناول العاشوراء ليس بدعة إذا لم يُعتقد فضلًا خاصًا لها، كما أن المصريين حولوه لتراث يعبر عن الفرح بنجاة موسى بطريقة لطيفة".
لماذا تخطت “عاشوراء” خلاف المذاهب
يكمن سر بقاء حلوى عاشوراء على مدار 1000 في أنها لا تحتوي على منتجات حيوانية، فتتناسب مع حرمة الدماء في الأشهر الحرم، وفي صعيد مصر يُقال "اللي يوزع عاشورا.. ربنا يوسع عليه"، وتُهدى للفقراء كرمز للرزق، كما تقبل إضافات محلية (كـ"البلح" في السودان أو "القهوة" في اليمن) دون تفكك هويتها.
0 تعليق