نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الذكاء الاصطناعي في التعليم: تعزيز دور المعلم لا استبداله - بوابة الكويت, اليوم الخميس 3 يوليو 2025 09:33 صباحاً
بوابة الكويت - لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرّد مفهوم مستقبلي، بل أصبح واقعًا يفرض حضوره في الصفوف الدراسية. لكن، في خضم هذا التحول، يبرز سؤال محوري: ما مصير المعلم في ظل هذه التقنيات؟ وفقًا لما توضحه علا جمعة، الخبيرة في تعليم الذكاء الاصطناعي والتعلم، وزميلة "تشيفنينغ" Chevening ، فإن الذكاء الاصطناعي لا يُقصي المعلم، بل يعزّز من دوره، ويمنحه أدوات أكثر فاعلية لتحقيق تعلم أعمق وأكثر إنصافًا.
في حديثها الى "النهار"، شددت جمعة على أن الذكاء الاصطناعي يُمكّن المعلمين من التركيز على الجوانب الجوهرية في العملية التعليمية، ولا سيما منها بناء العلاقات المعرفية والعاطفية مع الطلاب، وهي علاقات تشكّل أساس البيئة التعليمية الصحية، ولا يمكن لأي نظام آلي تعويضها.
وشرحت أن الذكاء الاصطناعي يساهم في تقديم تعليم مخصص لكل طالب من خلال تحليل بيانات الأداء وتوفير تغذية راجعة فورية، وهو ما يساعد المعلم على فهم الفوارق الفردية وتصميم استراتيجيات تعليمية مدروسة تعزز من نواتج التعلم. وأضافت أن هذا التخصيص لا يعني تحسين التحصيل الأكاديمي فحسب، بل أيضًا تمكين المعلم من أداء دوره التربوي بأعلى قدر من الكفاءة.
وتحدثت عن أدوات وتطبيقات باتت اليوم جزءًا من الممارسات التعليمية الحديثة، مثل Khanmigo من Khan Academy، الذي يُستخدم لإعداد التقارير وتصميم الدروس بسرعة، وNotebookLM من Google، الذي يساعد في إعداد أدلة دراسية تفاعلية وتحليل بيانات الطلاب عبر تقنيات متقدمة. كما أشارت إلى MagicSchool AI، الذي يولّد تلقائيًا خطط دروس واختبارات قابلة للتعديل، وGradescope، المتخصص في التصحيح الآلي للاختبارات والواجبات، إلى جانب SchoolAI الذي يقدم تحليلات فورية عن تقدم الطلاب ويراقب مؤشرات السلامة.
وترى أن هذه الأدوات تتيح للمعلمين تقليل الوقت المستهلك في المهمات الروتينية، مثل تصحيح الواجبات أو إعداد التقارير، مما يمنحهم الفرصة للتركيز على التفاعل التربوي، ودعم الطلاب على المستويين الأكاديمي والإنساني.
أما في ما خص المهارات المطلوبة، فتؤكد أن على المعلمين اكتساب كفاءات جديدة تتماشى مع طبيعة هذا العصر. ويشمل ذلك فهم أساسيات الذكاء الاصطناعي، واستخدام المنصات الرقمية، بالإضافة إلى إتقان ما يُعرف بـ"هندسة الأوامر" أو Prompt Engineering، التي تمكّنهم من تحقيق نتائج دقيقة وفعالة من أدوات الذكاء الاصطناعي. وشددت على أهمية التطوير المهني المستمر، والقدرة على التكيّف مع التغيرات، إلى جانب الوعي بالاعتبارات الأخلاقية، خصوصًا ما يتعلق بحماية البيانات الشخصية للطلاب، والامتثال لتشريعات مثل GDPR.
ورغم هذا التقدم، ترى جمعة أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه تقديم ما يقدمه المعلم من توجيه أخلاقي، ودعم نفسي، وبناء للمهارات الاجتماعية. وقالت: "المعلم ليس ناقلًا للمعلومة فحسب، بل هو قدوة، ومربٍّ، وشريك في بناء الشخصية"، مشددة على أن الجانب الإنساني في التعليم لا يمكن تعويضه بخوارزميات.
واعتبرت أن الحل يكمن في التكامل وليس التنافس، بحيث تُستخدم التكنولوجيا لتوفير الجهد، بينما يُركّز المعلم على القيم والتفاعل. كما نبهت إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في تجاهل هذه التحولات، وليس في استخدامها، مشيرة إلى ما ذكرته دراسة Ofsted البريطانية بأن "أكبر خطر هو عدم فعل شيء".
وترى أن مستقبل التعليم لا يتوقف على الأدوات في ذاتها، بل على كيفية استخدامها، مشددة على أن التكنولوجيا مهما بلغت من تطور، تظل أداة بيد المعلم لا بديلًا منه. واعتبرت أن الاستثمار الحقيقي يجب أن يكون في تدريب المعلمين وتأهيلهم للتعامل بوعي ومسؤولية مع الذكاء الاصطناعي، لأنهم سيظلون حجر الأساس في بناء جيل قادر على التعلم، والتفكير النقدي، والتفاعل الإنساني البنّاء.
0 تعليق