نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العلاقات الجزائرية - الفرنسية... هدوءٌ عكّره صنصال؟ - بوابة الكويت, اليوم الخميس 3 يوليو 2025 08:32 صباحاً
بوابة الكويت - هدوءٌ حذر. هكذا وصف محللون العلاقات بين الجزائر وفرنسا خلال الأسابيع الأخيرة، إذ دخلت في شبه هُدنة تامة بعد سلسلة من الفعل ورد الفعل ميّزت المشهد بين البلدين منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، غير أن تثبيت حكم القضاء الجزائري في حق الكاتب بوعلام صنصال بالسجن لمدة 5 سنوات نافذة، دفع البعض إلى التكهن بأيامٍ حالكة أخرى من عمر الأزمة الديبلوماسية الجزائرية – الفرنسية.
ويرى المحلل السياسي عبد الحكيم بوغرارة أن "من غير الممكن وصف راهن العلاقات الجزائرية - الفرنسية بالهدوء بقدر ما هي نِتاج الانشغالات الإقليمية والدولية"، وخاصة ما حدث في الشرق الأوسط بين إيران وإسرائيل وما يحدث في قطاع غزة، بالإضافة إلى الكثير من الملفات التي تجعل الاهتمام الدولي "يتفاوت في التعاطي معها".
ويؤكد بوغرارة لـ"النهار"، أن "الهدوء الحالي بين سلطات الجزائر وفرنسا يعود إلى سياقات دولية حوّلت اهتمام البلدين"، لافتاً إلى أن "المعروف في الدراسات الديبلوماسية أن الملفات الكبرى ذات الاهتمام العالمي وانعكاساتها الأمنية دائماً ما تطغى على مختلف الملفات الإقليمية أو التي تخص العلاقات بين دولتين".
ويستطرد: "لكنّ هذا لم يمنع حصول تقارب اقتصادي، خاصّة بعد الاستقبال الذي حظي به أحد أكبر رجال الأعمال والاقتصاديين الفرنسيين من قِبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون".
وزار رودولف سعادة، الرئيس المدير العام للمجموعة الفرنسية CMA CGM المتخصّصة في النقل البحري والشحن بالحاويات، الجزائر بداية حزيران/يونيو 2025؛ ومعروف عن سعادة نفوذه في دوائر القرار الفرنسية نظراً إلى قربه من الرئيس إيمانويل ماكرون.
ويشير بوغرارة إلى أن "الخلافات السياسية والديبلوماسية لا تزال قائمة وعلى مستويات عليا"، معتقداً أن الأزمة بين الجزائر وباريس دخلت ضمن ما يسمّى في العلاقات الدولية المراحل والفترات، حيث تبدأ الأزمة لتصل إلى الذروة ثم تنخفض مع فترات من المدّ والجذب، وهو ما يحدث في تسيير الأزمات.
وعلى صعيد إدانة الكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال بالسجن، التي حرّكت بعضاً من المياه الراكدة، يقول بوغرارة إن ذلك قد تكون له تأثيرات عميقة في العلاقات الجزائرية - الفرنسية، وخاصة مع التعنّت الذي يُبديه الطرفان في القضيّة.
ويعتقد أن الهدوء الذي ميّز سماء الدولتين مهدّد بالإخلال، متوقعاً أن يشنّ الفرنسيون حرباً سياسية وإعلامية تُعيد التوتر إلى مربّعه الأول، خصوصاً أن الجزائر تُظهر استماتة في التمسك بمواقفها في كل الملفات المطروحة بين البلدين، ومنها ملف الكاتب صنصال.
من جهته، يؤكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الجزائر رابح لعروسي، لـ"النهار"، أن ثمة "اتفاقاً بين الجزائر وفرنسا على احترام مبدأ الحوار من منطلق التكافؤ، مع تركيز جديد على قضايا وملفات الساحل والهجرة والذاكرة، وكذا ملف التعاون الاقتصادي بين البلدين".
وفي المقابل، يقول لعروسي، إن "الكثير من التقارير تشير إلى وجود رسائل تهدئة من السلطات الجزائرية، وخاصة مع قرب احتفالات البلاد بذكرى استقلالها"، لافتاً إلى حقيقة وجود تطلع لشراكة اقتصادية متجددة بين الدولتين، واصفاً الهدوء الحاصل بـ"التطبيع الهش"، "وقد يتوقف على خطوات عملية ملموسة، خاصة بعد تصاعد الردود الديبلوماسية في فترات سابقة ووصولها إلى ذروة الخلافات".
ويختم لعروسي بالتأكيد "أن مرحلة التهدئة بدأت ولكنها لا تزال في بدايتها، وعليه فإن من الضروري جداً أن تتحوّل النيّات إلى خطوات عمليّة لضمان استدامة انفراج الأزمة بين البلدين".
0 تعليق