نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شعراء من مصر وسوريا والسودان يضيئون أمسية بيت الشعر بالشارقة - بوابة الكويت, اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025 09:13 صباحاً
بوابة الكويت - أقام بيت الشعر بالشارقة مساء يوم الثلاثاء بتاريخ 01 يوليو 2025 أمسية شعرية شارك فيها شعراء من مصر وسوريا والسودان، وهم: محمد المتيّم من مصر، سليمان الزعبي من سوريا، و شيريهان الطيّب من السودان، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت، إضافة إلى عدد كبير من النقاد والشعراء ومحبي الشعر، الذين احتشدوا بشكل لافت في المسرح وتفاعلوا مع القصائد.
وقدم الأمسية الدكتور أحمد عقيلي، الذي رفع أسمى آيات الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة على كل جهوده في دعم اللغة العربية والمشهد الشعري، فقال: ” نلتقي اليوم على أثير المحبة والإبداع في بيت التميز والمتميزين في شارقة الفكر والثقافة، الشارقة التي لا تغفو عن الحرف ولا تغلق نوافذ حبها أمام نور الشعر والشعراء، الشارقة التي في ظل نورها يورق النشيد، ومن نبعها الدافق ترتوي أفئدة القصيدة، وبعزم سلطانها تشعّ منارات الأدب والثقافة في كل مكان، وبكفه الحانية ترتقي صروح البيان، فتحية محبة وإجلال لراعي الثقافة والشعر والفكر والأدب، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يحفظه الله تعالى، ويمد في صحته وعمره.”
افتتح القراءات الشاعر محمد المتيم، الذي قرأ نصوصا حلق بها في فضاءات التأمل الروحي والذاتي، واستهل قراءاته بنص روحي بعنوان “الرحلة”، تجلت فيه السيرة النبوية العطرة، بأسلوب رمزي شفيف آسر، ومما قرأ منها:
هنيئًا لكم، من بيتِ شيبَةَ قد بدا
هلالٌ، فصامتْ عن رَداها القبائلُ
خصيباً مشى، والأرضُ جدبى، كأنما
بخطوَتِهِ -اليُمنى- تشُبُّ الأيائلُ
تُسَلِّمُ أحجارٌ عليه، ويرتمي،
سحابٌ ظليلٌ فوقَهُ مُتطاوِلُ
يُفَتِّشُ والدنيا ظلامٌ، وربما
تهيمُ الخُطى والقلبُ فيه المشاعلُ
أما في قصيدته “سياطٌ وخلاخيل”، فقد تجلت فيه العاطفة وسمت من العيون إلى الأفق، من الشوارع وضجيج العمال، إلى تفاصيل الذات والآخر، فقال:
في شارعٍ من يسارِ الأرضِ كنتَ معي
صُبحًا نُغَنّي لعُمّالِ التراحيلِ
حدّثتُكَ الأمس عن بنتٍ تُطَرِّزُ لي
بالدمعِ ليلي، وما ابتَلَّت مناديلي
حدَّثتني عن بلادٍ جاسَ في دمِها
خوفٌ، فخبّأتُ في قلبي مراسيلي
بعد ذلك، قرأ الشاعر سليمان الزعبي من سوريا، نصوصا استهلها بتحية إلى الشارقة التي أقام فيها شعره، وأهداها قبل سفره قبلة القصيدة وتحية الشعر فقال:
هذي المدينةُ في الحروفِ مُرافِقَةْ
كقصيدةٍ في الروحِ تسكنُ عاشقَةْ
هَفَتِ المشاعرُ أنْ تكونَ بِقُرْيِها
ولَكَمْ يَعِزُّ بأنْ تكونَ مُفارقَةْ
سأظلُّ أذكُرُها وتذكرُ أحرُفي
وتظلُّ تنبضُ في وريدي الشارقةْ
ثم تواصل مع “سيرة الضياء” وهو يطير بشعوره إلى مدينة النور، مخاطباً الروح بما يليق من حروفٍ شفيفة تجلت فيها معاني السيرة النبوية، ومنها:
فــاضـتْ بــنـورِ جـبـينِهِ الأنْــواءُ
وتـزاحـمـتْ فــي حـبِّـهِ الأسـمـاءُ
من أين أبدأُ من ولادتِهِ انجلتْ ؟
بُـصـرى تـعـمُّ قـصورَها الأضـواءُ
أم مــن يـديه الـماءُ فـاض كـأنما
سُـحـبُ الـسـماءِ وراحـتاهُ سـواءُ
أم من سنا الإسراءِ حسبُك منزلًا
هــذا مـكـانُك… أنـجمٌ وسـماءُ ؟
وجهٌ وطيبُ الحسنِ يسقي خدَّه
ويـفـيضُ مــن مـاءِ الـحياءِ بـهاءُ
واختتمت الأمسية الشاعرة السودانية شيريهان الطيب، التي قرأت نصوصاً مسافرة في مدن اللغة الأنيقة، والمعاني المنمضبطة، والخيال المنطلق في تشظيات الحرف وظلال المعاني التي تشرب من النهر حد الارتواء، ومن نص “يخط أسماءه في النهر” قالت:
ماخانَهُ اللوحُ، لكنْ سالَ قافيةً
لما تشرّبتِ الأوراقُ دهشتَهُ
يطاردُ الضوءَ حتى احتلَّ أضلعه
فلم يلامسْ على المرآةِ صورتَهُ
وكلما انفلتَ النسيانُ من يدهِ
أهدى إلى مُدنِ النسيانِ حِصّتَهُ
وعاد للثمرِ الأَشهى ورائحةٍ من
عطرها سكناً واختارَ جنّتَهُ
وواصلت العبور بشعرها وتجلياته في “طرق على باب الغربة” الذي حملته بتفاصيل الحياة من ذكريات ونسيان وحيرة وانطفاء وتوجس وورد وندى، ومما جاء فيه:
غريبٌ دَمي ياظلُّ إن كنتَ سائلاً
أهذا الذي في الماءِ؟ …إنّكَ مُخطِئُ
تخليتُ عن وجهي زماناً لأنني
لبستُ وجوهَ الشِعرِ، والنصُّ مخبأُ
وقوفاً على الأبوابِ عُمري قضيتهُ
ولا طرقَ مسموعٌ وما كنتُ أجرؤُ
وبلّلتُ أحلامِي بدمعِي وشهقتي
ولكنّ أحلامَ المساكينِ تصدأ
وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي الشعراء المشاركين ومقدم الأمسية.
0 تعليق