نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لبنان بين الورقة الأميركية وميزان الحزب: هل تنضج "طبخة التسوية"؟ - بوابة الكويت, اليوم الخميس 3 يوليو 2025 04:07 صباحاً
بوابة الكويت - بين سطور الورقة الأميركية، وتحت ركام الحروب من غزة إلى طهران، يتبلور مشهد لبناني بالغ التعقيد، يعكس صراعاً مفتوحاً بين ضغوط الخارج، وحسابات الداخل.
تكشف المعلومات المتقاطعة أن حزب الله، وإن التزم الصمت العلني حيال الورقة الأميركية، إلا أنه اطلع بدقة على مضمونها، وبدأ صياغة مقترح مضاد، يأخذ بعين الاعتبار واقع الميدان، وتوازن القوى، والفرصة الكامنة في هذا الطرح لإنتاج تسوية شاملة، إذا ما توفرت الشروط. في المقابل، تبدو الدولة اللبنانية في سباق مع الوقت، حيث تتكثف المشاورات والاجتماعات، لبلورة جواب رسمي على الورقة، وسط قناعة أن الشكل والمضمون سيحدّدان مستقبل لبنان السياسي والأمني والاقتصادي لعقود.
الورقة التي حملها المبعوث الأميركي توم باراك تحمل مشروعا سياسيا متكاملا، ينطوي على إعادة رسم موقع لبنان في الخريطة الإقليميّة الجديدة. فهي تطالب بسحب سلاح حزب الله والفصائل كافة قبل نهاية العام، وتفكيك البنية الماليّة للحزب، من خلال قطع شبكات التمويل عن مؤسساته، بالتوازي مع إصلاحات جذرية في العلاقة مع سوريا، وترسيم الحدود، والتخلّي عن مزارع شبعا، تمهيداً لإنهاء حالة الصراع مع إسرائيل.
بحسب مصادر سياسية متابعة فإن الورقة في ظاهرها، تبدو مدخلاً لـ"السلام"، لكنها في العمق تُترجم الرؤية الأميركية الإسرائيلية لإنهاء زمن "المقاومة"، وهذا ما يراه الحزب أيضاً الذي يعتبر أن الورقة ليست معركة عسكرية، ولكنها لا تقل خطورة عنها، وهو يدرك جيداً أن ما يجري ليس وليد اللحظة، بل يتقاطع مع التحولات التي تشهدها المنطقة، من تسارع التطبيع، إلى الهشاشة التي أصابت "محور المقاومة" بعد الحرب الإسرائيلية على إيران، رغم فشل تل أبيب في تحقيق أهدافها الاستراتيجية الكبرى.
في مقاربته للورقة الأميركية ينطلق حزب الله من التزامه الكامل لقرار وقف إطلاق النار في جنوب الليطاني، مع تحميل إسرائيل مسؤولية استمرار الاحتلال والخروقات، وبحسب المصادر فإنه يعتبر ان مصلحة لبنان لن تكون بتبني الرؤية الاميركية بل بتقديم أُخرى مضادة تنطلق من انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلّة، ووقف الاغتيالات والاعتداءات، وإطلاق سراح الأسرى، وفتح مسار إعادة الإعمار، ويعتبر أن سلاحه شمال الليطاني هو أساسا ضمن إطار الحوار مع رئيس الجمهوريّة وهو ما يجب ان يستمر.
في ظلّ هذه المعادلة، يسعى لبنان الرسمي لتقديم مقترح يُبقي الباب مفتوحاً أمام التسوية، دون الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة أو استسلام سياسي. تتحدث المصادر عبر "النشرة" عن توجه لبناني للتأكيد على مبدأ "الخطوة مقابل الخطوة"، على أن تكون البداية من الجانب الاسرائيلي، والمطالبة بضمانات ملموسة لالتزام العدو بوقف الخروقات مع التزام دولي بإطلاق مسار اقتصادي يساهم في فك الخنق المالي عن لبنان.
تصف المصادر المشهد بالدقيق جداً، لكنها في الوقت ذاته، ترى أن أمام الجميع فرصة قد تتحول إلى منطلق لتسوية كبرى إذا توفرت الشروط الموضوعية، وأُخذت مصالح كل الأطراف في الاعتبار وكان للاميركي والإسرائيلي نوايا حسنة تجاه الحلول والإتفاق.
0 تعليق