نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل عالم الأعمال: من المبيعات إلى البرمجيات - بوابة الكويت, اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025 08:39 صباحاً
بوابة الكويت - لم تعد أدوات البيع التقليدية قادرة على مواكبة تعقيدات السوق الحديث، حيث تتغير توجهات العملاء بسرعة، وتتصاعد الحاجة إلى استراتيجيات أكثر ذكاءً وتكيفاً. في هذا السياق، يبرز الذكاء الاصطناعي كعامل مفصلي يعيد رسم ملامح عمليات المبيعات، ليس من خلال تحسين الأداء فقط، بل من خلال تغيير جوهري في طريقة العمل نفسها.
يقول مأمون العموري، الخبير التقني والمتخصّص في الذكاء الاصطناعي، والذي يُعنى بدعم نمو الشركات الناشئة وتمكين الرياديين من خلال تطوير حلول تقنية مبتكرة وأنظمة بيع ذكية، لـ"النهار" إن التعامل التقليدي مع الذكاء الاصطناعي كأداة جامدة يحد من قدرته، "والأفضل اعتباره زميلاً ذكياً داخل الفريق، يتمتع بقدرة عالية على التعلم والتحليل والاستدلال، لكنه – كأي موظف – يحتاج إلى تدريب وتوجيه ضمن أنظمة عمل واضحة".
ويضيف: "نجاح الذكاء الاصطناعي لا يتحقق فقط باستخدامه، بل بدمجه ضمن بنية تنظيمية تُدرك إمكاناته وتوجهه بشكل مستمر. فهو طالب متميز، قادر على التعلم الذاتي، لكن فعاليته ترتبط مباشرة بجودة البيانات، ووضوح الأهداف، ودقة المعايير التي يُبنى عليها أداؤه اليومي".
من هذا المنظور، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتجاوز كونه أداة تنفيذية ليصبح وكيلاً قادراً على أداء مهام محددة بدقة، بل وأحياناً بكفاءة تتفوق على نظيره البشري، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالمهام الروتينية أو القائمة على البيانات.
التميز في المهام التكتيكية
يشير العموري إلى أن الذكاء الاصطناعي أثبت جدارة كبيرة في المهام التكتيكية ضمن عمليات البيع. وفي بيئات عمله الخاصة، يتم استخدامه في صياغة الرسائل التسويقية، توليد النصوص، تصميم الحملات، أتمتة العمليات، وبناء القنوات البيعية.
ويضيف أن تجارب مقارنة أجراها بين إنتاج فرق العمل البشرية ومخرجات الذكاء الاصطناعي أظهرت تفوقاً للأخير في أكثر من 90% من الحالات. هذا لا يعني إلغاء العنصر البشري، بل الاستفادة من تكامل الأدوار وتوزيع المهام حسب طبيعتها.
ورغم الأداء المتقدم في التنفيذ، يؤكد العموري أن الذكاء الاصطناعي لا يزال محدوداً في اتخاذ القرارات الاستراتيجية المعقدة. فقرارات البيع الكبرى، التي تتطلب توازناً دقيقاً بين مصلحة العمل ورضا العميل، تحتاج إلى وعي سياقي وتقدير إنساني لا تملكه الخوارزميات بعد.
الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة فاعلة، لكنه – كما يشدد العموري – ليس بديلاً في المواقف التي تتطلب قراءة غير مباشرة للظروف، أو اتخاذ قرارات ذات طابع أخلاقي أو عاطفي.
مستقبل الوظائف: استبدال تدريجي بأدوات ذكية
يتبنى العموري وجهة نظر حاسمة: الذكاء الاصطناعي سيحل تدريجياً محل معظم الوظائف التقليدية. ويؤكد أن فريقه يُقيّم الأداء الشهري بناءً على مدى قدرة وكلاء الذكاء الاصطناعي على أداء المهام البشرية بفعالية.
ومع ذلك، يرى أن مندوبي المبيعات سيكونون من آخر المهن التي تُستبدل، بسبب اعتمادها الكبير على بناء الثقة، التفاوض، وفهم النفس البشرية – وهي جوانب يصعب على الذكاء الاصطناعي محاكاتها حتى الآن.
برمجيات ذكية ونماذج عمل متغيرة
يتطرق العموري إلى التحولات في عالم البرمجيات، مشيراً إلى أن البرامج لم تعد مجرد أدوات بواجهات استخدام، بل أصبحت "وكلاء أذكياء" يتفاعلون مع المستخدم، ويتعلمون منه، ويوفرون تجربة مخصصة.
كما يشهد نموذج التسعير تحولاً من الاشتراكات الشهرية إلى الدفع مقابل النتائج. هذا التغيير لا يعكس فقط مرونة أكبر، بل يفتح المجال أمام الشركات الناشئة في المنطقة لتطوير حلول دقيقة وموجهة، قادرة على منافسة الشركات العالمية.
الذكاء الاصطناعي يعيد توزيع الأدوار
يخلص العموري إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس تهديداً للعنصر البشري، بل فرصة لإعادة توزيع الأدوار بذكاء. فبينما يبرع في التنفيذ والتحليل، يبقى الإنسان مسؤولًا عن الرؤية، القيم، والقرارات المفصلية.
وفي عالم يُعاد تشكيله بسرعة، لا يكفي امتلاك أدوات ذكية، بل يجب فهم كيفية استخدامها، وأين توضع حدودها، وأين يبدأ دور الإنسان.
0 تعليق