نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب ونتنياهو في قمّة ما بعد حرب إيران... أي اختراقات تحمل من غزة إلى سوريا؟ - بوابة الكويت, اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025 07:33 صباحاً
بوابة الكويت - تأتي القمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 7 تموز/ يوليو الجاري، في خضم تطورات دراماتيكية في الشرق الأوسط، من إيران إلى غزة، مروراً بسوريا.
تدفع إدارة ترامب نحو ترتيبات شاملة، متنبهة إلى الترابط القائم بين الأزمات. تعمل على مسار وقف النار في غزة، وتدفع في الوقت نفسه إلى اتفاق بين سوريا وإسرائيل ينهي حال العداء بين الجانبين، وتضغط في لبنان لحسم ملف سلاح "حزب الله".
وفي خلفية هذه المسارات، تعرض واشنطن على إيران المجيء إلى طاولة المفاوضات لإبرام اتفاق نووي الآن، أو البقاء عرضة للضغوط القصوى واحتمال شن ضربات أميركية وإسرائيلية في المستقبل، للحؤول دون تمكينها من ترميم برنامجها النووي.
والقمة بين ترامب ونتنياهو، مفتوحة على مفاجآت بالنسبة لوقف النار في غزة، وكذلك على صعيد التقدم نحو اتفاق سوري - إسرائيلي لم تتبلور بعد طبيعته، هل يتخذ طابعاً أمنياً فقط، أم يتجاوز ذلك نحو البحث في تطبيع كامل للعلاقات؟
الأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب برفع العقوبات عن سوريا، وحديث وزير الخارجية ماركو روبيو عن رفع قريب لسوريا عن لائحة "الدول الراعية للإرهاب"، يدلان على قطع شوط مهم نحو ترتيبات تقع بين الأمني والسياسي، أقله في المرحلة الحالية، في انتظار تهيئة ظروف التطبيع مع دول عربية أخرى. وهذا تطور مرتبط بإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة أو بوقف نار مستدام.
لماذا التركيز الأميركي على سوريا الآن علماً أن الملف الإيراني لم يقفل بالكامل؟ بسقوط نظام الأسد خسرت طهران سوريا التي كانت نقطة ارتكاز النفوذ الإيراني في المنطقة. وإذا ما بقيت السلطات السورية الجديدة في حال ضعف، فإن واشنطن تخشى أن يقود ذلك إلى حالة من عدم الاستقرار أو حتى الانهيار والتفكك، وفق ما حذر روبيو في أيار/ مايو الماضي. وتخشى أميركا أن سوريا المفككة ستجعل من السهل على إيران بناء مواقع نفوذ فيها.
مهمة أميركا الآن، دعم الحكم الجديد وتحصينه برفع العقوبات الأميركية وتدفق الاستثمارات الغربية والعربية، بينما الاتفاق المحتمل مع إسرائيل يكرس انتقال سوريا بالكامل من محور إلى محور. وفي هذا السبيل، أسقطت واشنطن الكثير من المطالب التي كانت وضعتها كشروط مسبقة للتعامل مع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، مثل طرد المقاتلين الأجانب أو الأخذ في الاعتبار واقع الأقليات العرقية، كالأكراد والأقليات الدينية مثل العلويين والدروز والمسيحيين. وتضغط واشنطن على "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) لتنفيذ اتفاق آذار/ مارس، الذي نص على "الاندماج" بالجيش السوري الناشئ بحلول نهاية العام.
وبما أن موازين القوى مختلة إلى حد بعيد لمصلحة إسرائيل بعد 22 شهراً من الحروب، التي مكنتها من السيطرة المطلقة على أجواء الشرق الأوسط، فإن أي اتفاق سلام مع سوريا سيأتي ليعكس هذا التفوق. ومن هذا القبيل، يشدد المسؤولون الإسرائيليون على أن أي اتفاق مع سوريا، لن يتناول هضبة الجولان المحتلة.
إذن، قمة ترامب نتنياهو مفتوحة على اختراق في أزمة من أزمات المنطقة. وتسري تكهنات كثيرة لا تستبعد مثلاً أن يزور الشرع واشنطن بالتزامن مع زيارة نتنياهو. أو ربما يعلن ترامب عن موعد لسريان هدنة في غزة، والانتقال إلى عملية التطبيع بين السعودية وإسرائيل.
كل ذلك يعني الدخول في مرحلة جني المكاسب الاستراتيجية لحروب إسرائيل، ونتيجة لانحسار النفوذ الإقليمي لإيران. وبكلام آخر هي الترجمة العملية للشرق الأوسط "المتغير" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
لن تقتصر قمة ترامب ونتنياهو على الاحتفال بـ"النصر الكبير" وفق تعبير رئيس الوزراء الإسرائيلي، إنما هي المنطلق لصياغة جديدة لحدود المنطقة، وحصد المكافآت السياسية، والوصول إلى تحقيق أهداف الحرب، بالديبلوماسية.
0 تعليق