بوابة الكويت - كتب ياسين بونو فصلًا جديدًا في سجلات كرة العالمية خلال مواجهة فريقه الهلال ضد مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية، بعد أن تحول الحارس المغربي إلى حصن منيع.
تصدى بونو لعشر كرات خطيرة أبرزها تسديدة قوية  هالاند من مسافة ستة أمتار، وكرتين شبه مؤكدتين لكيفن دي بروين في الشوط الإضافي، لينقذ الهلال  السعودي من الإقصاء، خاصة بعد تعادل الفريقين (3-3) في الوقت الأصلي. 
وفي ركلات الترجيح، احتفظ بونو بهدوئه الأسطوري، ما مكن الهلال من الفوز (4-3) والتأهل إلى الدور التالي، ليحصل على إشادة  (فيفا)  ويحصل على لقب ب"رجل المباراة" ، قيما علق بيب جوارديولا، مدرب السيتي قائلا: "قدمنا كل ما نملك، لكن بونو كان خارقًا اليوم. لا أملك كلمات أكثر". 

ماذا قالت الصحف العالمية عن بونو؟ 

 
تجاوزت ردود الأفعال حدود السعودية، حيث وصفته صحيفة "ماركا" الإسبانية بأنه "الأسطورة التي لا تُقهَر"، بينما خصصت "بي إن سبورتس" تقريرًا بعنوان "بونو: حارس من كوكب آخر". 
وفي العالم العربي، أطلقت عليه "يوروسبورت عربية" لقب "حائط الصد الأسطوري"، وكتبت "الجزيرة الرياضية": "بونو لم يُصدّ الكرات فقط، بل صدّ أحلام السيتي"، وركزت المواقع المصرية على دوره كـ"حامي عرين الهلال"،  وأبرزت تقييمه (8/10) كأعلى لاعب في المباراة، وفي المغرب، احتلت صورته صدر الصفحات الأولى من الجرائد تحت عنوان "ابن الدار البيضاء يذل عملاق إنجلترا" . 

بونو.. من شوارع الدار البيضاء إلى قمم العالم 

وُلد بونو في مونتريال الكندية عام 1991، لكنه عاد مع والديه إلى الدار البيضاء وعمره 3 سنوات.
والده، مهندس من قرية بوانة في تطوان، كان يفضل الدراسة على كرة القدم، لكن موهبة ابنه غيرت رأيه. 
في عام 1999، انضم بونو لأكاديمية الوداد المغربي، واكتشف المدربون إمكاناته كحارس بسبب طوله الفارع (1.95 متر)، وصقل مهاراته في الشوارع، متأثرًا بأسطورة الحراسة إدوين فان دير سار. 
وفي 2011، خاض أولى مبارياته الرسمية أمام 80 ألف متفرج في نهائي دوري أبطال إفريقيا، لتبدأ رحلته الأوروبية التي شملت أندية مثل أتلتيكو مدريد وخيرونا . 

أرقام قياسية وجوائز تاريخية  

عند انتقاله لإشبيلية الإسباني عام 2019، صنع بونو تاريخًا غير مسبوق كأول حارس في تاريخ النادي يفوز بجائزة "زامورا" لأفضل حارس في الدوري الإسباني (2021-2022)، و أول حارس إفريقي وعربي يسجل هدفًا في الدوريات الأوروبية الكبرى، وذلك في مرمى بلد الوليد (مارس 2021).  
كما قاد بونو فريقه للفوز بدوري أوروبا مرتين (2020 و2023)، وحصل على جائزة أفضل لاعب في نهائي 2023 بعد تصديه لركلتين جزاء ضد روما.  
عالميًا، اختاره الاتحاد الدولي ضمن المرشحين النهائيين لجائزة "ذا بست" لحارس المرمى (2022 و2023)، وحل بالمركز الـ13 في الكرة الذهبية 2023، والثالث في جائزة ياشين. كما توّج أفضل حارس في إفريقيا عام 2023 . 

بونو مع المنتخب المغربي

رغم إمكانية تمثيل كندا، اختار بونو الدفاع عن ألوان المغرب بدافع الانتماء. في كأس العالم 2022، أصبح أول حارس إفريقي يحافظ على ثلاث نظائف في البطولة، وساهم في وصول "أسود الأطلس" إلى نصف النهائي، مما جعل الملك محمد السادس يمنحه وسام الاستحقاق الوطني. يقول بونو في إحدى تصريحاته: *"ارتداء شعار المغرب هو شرف لا يقاس" . 

قصة الانتقال إلى الهلال السعودي

في أغسطس 2023، انضم بونو للهلال السعودي بعقد قيمته 21 مليون يورو، ومنذ وصوله، حافظ على 15 نظافة في موسمه الأول، وساهم في تتويج الفريق ببطولة الدوري السعودي، أما تصريحاته بعد المباراة ضد السيتي فتلخص فلسفته: *"الفوز ثمرة عمل جماعي، لكني فخور بأن أكون جزءًا من هذا الإنجاز" .