ما مصير الكاتب بوعلام صنصال؟ - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ما مصير الكاتب بوعلام صنصال؟ - بوابة الكويت, اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025 06:45 صباحاً


بوابة الكويت - يُعرف الثلاثاء مصير الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، ‏المسجون في الجزائر منذ أكثر من سبعة أشهر في خضمّ خلاف ‏دبلوماسي خطير بين باريس والجزائر، حيث تصدر محكمة ‏الاستئناف حكمها بعدما طلب ممثل النيابة العامة عقوبة السجن لمدة ‏عشر سنوات.‏

وحُكم على صنصال في المحكمة الابتدائية في 27 آذار/مارس ‏بالسجن خمس سنوات بعد إدانته بتهمة المساس بسلامة وحدة الوطن، ‏بسبب تصريحات أدلى بها في تشرين الأول/أكتوبر لوسيلة إعلام ‏فرنسية يمينية هي "فرونتيير" وتبنى فيها طرحا مغربيا بأنّ قسما من ‏أراضي المملكة اقتطع في ظل الاستعمار الفرنسي وضمّ للجزائر.‏

وتمّت محاكمته بتهم "المساس بوحدة الوطن وإهانة هيئة نظامية ‏والقيام بممارسات من شأنها الإضرار بالاقتصاد الوطني وحيازة ‏فيديوهات ومنشورات تهدد الأمن والاستقرار الوطني" وهي جرائم ‏منصوص عليها في قانون العقوبات.‏

واستأنف الحكم كل من صنصال والنيابة العامة التي كانت طلبت له ‏يومها السجن 10 سنوات.‏

والكاتب البالغ من العمر 80 عاما والمصاب وفقا لمقربين منه ‏بسرطان البروستاتا، بات موضع نزاع دبلوماسي حادّ بين الجزائر ‏وفرنسا منذ اعتقاله في مطار الجزائر في 16 تشرين الثاني/نوفمبر ‏‏2024.‏

وكان وكيل نيابة الجمهورية قال أمام محكمة الاستئناف التي ستصدر ‏قرارها الثلاثاء "نطلب عشر سنوات سجنا ومليون دينار غرامة".‏

 

وكانت المحاكمة مقرّرة في 20 أيار/مايو لكنها أرجئت إلى 24 ‏حزيران/يونيو بناء على طلب المتّهم "للسماح له باختيار محامين ‏للدفاع عنه"، لكن خلال الجلسة التي استمرت نحو 20 دقيقة، تقدّم ‏صنصال دون محام.‏

وبدا الكاتب يومها بصحة جيدة وأجاب على أسئلة القاضية دون ‏صعوبة، بحسب "فرانس برس" الذي حضر الجلسة.‏

وعند سؤاله عن تصريحه لفرونتيير بشأن حدود الجزائر، قال ‏صنصال أمام القاضية "أنا لا أمارس السياسة. أنا أيضا أعبّر عن ‏رأيي حول التاريخ"، موضحا بأنها "كتابة أدبية والدستور الجزائري ‏يضمن حرية التعبير والفكر".‏

وأضاف أنّ "فرنسا هي التي أنشأت الحدود (للجزائر التي استُعمرت ‏منذ عام 1830)، ولكن لحسن الحظ بعد الاستقلال (في عام ‏‏1962)، أعلن الاتحاد الأفريقي أن تلك الحدود التي ورثناها من ‏الاستعمار هي غير قابلة للتغيير".‏

 

بوعلام صنصال (أ ف ب)‏

 

‏"لفتة إنسانية" ‏
وأجّجت قضية صنصال نزاعا حادا بين باريس والجزائر اندلع في ‏تمّوز/يوليو 2024 بسبب اعتراف فرنسا بخطة للحكم الذاتي "تحت ‏السيادة المغربية" للصحراء الغربية، وهي منطقة يتنازع عليها منذ ‏نصف قرن المغرب وجبهة البوليساريو التي تطالب بالاستقلال ‏مدعومة من الجزائر.‏

وتشكّل قضية صنصال محور نزاع دبلوماسي بين الجزائر وفرنسا. ‏وتعتقد الجزائر أنّ العدالة أخذت مجراها، بينما تدعو باريس إلى "لفتة ‏إنسانية" تجاه رجل مسنّ يعاني من السرطان.‏

ومنذ ذلك الحين، يمر البلدان بأزمة دبلوماسية غير مسبوقة تميّزت ‏بطرد دبلوماسيين من كلا الطرفين، وقيود على حاملي التأشيرات ‏الدبلوماسية، وتجميد كل التعاون.‏

وفي 6 أيار/مايو، اعتمدت الجمعية الوطنية الفرنسية قرارا يدعو إلى ‏‏"الإفراج فورا" عن الكاتب وربط أي "تعاون معزز" بين الجزائر ‏وفرنسا، وأوروبا عموما، بالامتثال "للالتزامات الدولية في مجال ‏حقوق الإنسان".‏

وإذا كانت قضية صنصال ترتدي أهمية كبرى في فرنسا حيث لقي ‏حملة مكثفة من الدعم السياسي والإعلامي، إلا أنه في الجزائر، حيث ‏لا يعتبر كاتبا معروفا، يلقى دعم عدد قليل من الشخصيات. فمواقف ‏الكاتب المؤيدة لإسرائيل والتي أُعيد نشرها على وسائل التواصل ‏الاجتماعي أكسبته عداء جزء من الرأي العام الجزائري الذي يتعاطف ‏مع القضية الفلسطينية.‏

 

وحتى الآن، ظلت دون استجابة الطلبات المتعددة للإفراج عن ‏صنصال أو صدور عفو عنه من الرئيس عبد المجيد تبون في "بادرة ‏إنسانية" طلبها خصوصا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شخصيا.‏

وانضم الكاتب الجزائري المشهور ياسمينة خضرة، واسمه الحقيقي ‏محمد مولسهول، إلى المثقفين والكتّاب عبر العالم للمطالبة بالإفراج عن ‏صنصال و"السماح له باستعادة حريته في أسرع وقت ممكن"، وذلك ‏خلال لقائه الرئيس الجزائري في نهاية أيار/مايو.‏

وقال خضرة يومها "قمت بواجبي ككاتب وإذا سنحت فرصة صغيرة ‏يجب استغلالها".‏

ويأمل أقارب مؤلف "2084: نهاية العالم" ومنهم ابنتاه في أن ‏يحصل على عفو رئاسي بمناسبة عيد استقلال الجزائر في 5 ‏تمّوز/يوليو.‏

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق