نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حين يعترف باول: الدولار لن يبقى ملِكاً إلى الأبد - بوابة الكويت, اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 11:58 صباحاً
بوابة الكويت - في منتدى البنوك المركزية في سينترا، وبينما الأنظار على مصير أسعار الفائدة، قال جيروم باول: “الدولار لن يبقى العملة الاحتياطية العالمية إلى الأبد”. تصريح بدا عابراً، لكنه جاء في لحظة حرجة ،داخل أميركا وخارجها.
لماذا قالها الآن؟
تصريح باول جاء بعد تزايد الشكوك في استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، في ظل تهديدات سياسية مباشرة من الرئيس دونالد ترامب، واحتمال أن يعمد الأخير، في حال فوزه، إلى استبدال قيادة الفيدرالي بشخصيات أكثر طواعية.
الأسواق بدأت بالفعل التسعير لهذا التهديد، مع تراجع مؤشر الدولار وتزايد الطلب على اليورو والفرنك والذهب. وسط هذا الضغط، بدا باول كأنه يُذكّر الداخل والخارج: الدولار ليس محصناً. واستمرار دوره العالمي رهن ثقة العالم بسياساتنا… واستقلاليتنا.
الفيدرايل الأميركي (وكالات)
هل الدولار مهدَّد فعلاً؟
حتى الآن، لا توجد عملة قادرة على الحلول محل الدولار.
لكن الصورة تتغير:
•البنوك المركزية تقلّل تدريجاً حصتها الدولارية وتزيد من الذهب واليوان.
•أنظمة بديلة للتسوية باتت تنتشر بين دول كبرى لتجنّب النظام الأميركي القائم على SWIFT.
•حتى داخل الأسواق، الدولار يفقد زخمه كمحور لا بديل منه.
الذهب أيضاً
عام 2024 سجّل أعلى وتيرة شراء البنوك المركزية للذهب منذ عقود، في مؤشر على رغبة في تنويع الاحتياطيات بعيداً من الدولار، بعيداً من السياسة، وقريباً من الثقة.
الخطر إذاً ليس في “نهاية وشيكة”، بل في تآكل تدريجي للدور المركزي للدولار، خصوصاً إذا رافق ذلك فقدان للشفافية أو خضوع السياسات النقدية لضغوط سياسية.
أين يقع البيتكوين في هذه المعادلة؟
قد يبدو غريباً إدخال البيتكوين في هذا النقاش، لكن تجاهله لم يعد ممكناً. البيتكوين لا يهدد الدولار من ناحية الاستقرار أو السيولة، لكنه يُبرز مفهوماً معاكساً كعملة لا مركزية خارج سيطرة الحكومات، ذات سقف عرض ثابت، وتُعامل كأصل تحوّطي في أوقات الشكوك حول العملات الورقية.
و اللافت أيضاً اليوم هو دخول المؤسسات المالية الكبرى، من بلاك روك إلى فيديلتي إلى سوق البيتكوين.
صناديق ETF، منصات تداول مرخّصة، وحتى إدراجات مباشرة في المحافظ الاستثمارية. وهذا يتناقض مع فكرة اللامركزية الأصلية، لكنه يكشف عن واقع مهم: اللاعبون الكبار يريدون حصة، حتى من الأصول التي صُمّمت للهروب منهم.
في حال تغيّر المشهد المالي العالمي فعلاً، لا أحد يريد أن يُفاجَأ من دون موطئ قدم. لذلك تصريح باول لم يكن مجرد رأي، كان إشارة تحذير من الداخل ، أن استمرار مكانة الدولار يتطلب ثقة لا تُبنى بالقوة، بل بالانضباط، والاستقلال، والقدرة على التكيّف.
وفي بنوك واسوا تبحث عن بدائل، من اليورو إلى الذهب، واليوان والبيتكوين، قد لا يسقط الدولار غداً، لكن شيء ما يتغيير والأسواق تلاحظ
ليس سباق خلافة.. بل ما قد يكون تفكّك لعرش الدولار.
*فرح مراد، محللة للأسواق في مجموعة IG
0 تعليق