كنوز الأردن القديمة وعجائبها الطبيعية: رحلة عبر التاريخ - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كنوز الأردن القديمة وعجائبها الطبيعية: رحلة عبر التاريخ - بوابة الكويت, اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 08:47 صباحاً

بوابة الكويت - يُعد الأردن، هذا البلد الصغير في قلب الشرق الأوسط، كنزاً دفيناً يجمع بين التاريخ العريق، الحضارات الغابرة، والجمال الطبيعي الآسر. ليس مجرد وجهة سياحية، بل هو رحلة عبر الزمن إلى عصور الأنبياء والملوك، وفرصة لاكتشاف تضاريس متنوعة تتراوح بين الصحاري الذهبية، الوديان الخضراء، والبحر الميت الفريد. تُروى قصة الأردن من خلال صخوره المنحوتة، آثاره الرومانية، قلاعه الصحراوية، ومناظره الطبيعية التي تُجسد عظمة الخالق. يشتهر الأردن بكرم ضيافة شعبه الأصيل، مما يجعل زيارته تجربة لا تُنسى تُلامس الروح وتُثري المعرفة.

البتراء الوردية: مدينة الأنباط المحفورة في الصخر

تُعد البتراء، المدينة الوردية المنحوتة في الصخر، هي جوهرة التاج في الأردن، وواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة. أُقيمت هذه المدينة الأسطورية على يد الأنباط، وهي حضارة عربية قديمة ازدهرت بفضل موقعها الاستراتيجي على طرق التجارة القديمة. يختبئ جمال البتراء خلف "السيق" (Siq)، وهو شق صخري ضيق وطويل يُفضي بك فجأة إلى واجهة "الخزنة" (Al-Khazneh) المهيبة، التي تُعد أيقونة المدينة بتفاصيلها المنحوتة بدقة في الصخر الرملي الوردي.

لكن البتراء ليست مجرد الخزنة؛ فهي مدينة كاملة تضم مسرحاً رومانياً، مئات المقابر المنحوتة في الجبال، بيوت، قنوات مياه ذكية تُظهر براعة الأنباط الهندسية، وحتى دير "الدير" (Ad Deir) الذي يتطلب تسلقاً طويلاً لمشاهدته. كل زاوية في البتراء تُقدم قصة، وكل حجر يُشهد على عظمة حضارة اختفت لكنها تركت إرثاً لا يزال يُبهر العالم. إن التجول في دروب البتراء هو رحلة فريدة تُعيدك إلى زمن غابر، وتُمكنك من لمس التاريخ بشكل مباشر.

وادي رم والبحر الميت: عجائب طبيعية فريدة

إلى جانب كنوزها الأثرية، يزخر الأردن بـعجائب طبيعية فريدة تُقدم تجارب لا تُضاهى. يُعرف وادي رم، أو "وادي القمر" كما يُلقب، بأنه صحراء ساحرة تُشبه سطح المريخ، بتكويناتها الصخرية الشاهقة ذات الألوان الحمراء والبرتقالية، والكثبان الرملية الذهبية. تُقدم هذه الصحراء تجربة مغامرة لا تُنسى، من ركوب سيارات الدفع الرباعي لاكتشاف الكهوف والنقوش الصخرية القديمة، إلى التخييم تحت سماء مرصعة بالنجوم تُلهم التأمل والهدوء. يُمكن للزوار أيضاً تجربة ركوب الجمال أو المناطيد الهوائية لمشاهدة جمال الوادي من منظور مختلف، مع كرم ضيافة البدو الأصيل.

أما البحر الميت، فهو ظاهرة طبيعية أخرى تُذهل العقول، كونه أدنى نقطة على سطح الأرض (حوالي 430 متراً تحت مستوى سطح البحر). تُعرف مياهه بملوحتها العالية جداً، مما يجعل الطفو على سطحه أمراً سهلاً ومُمتعاً. تُعد المنطقة أيضاً مركزاً للعلاج الطبيعي والاسترخاء بفضل طينه الغني بالمعادن وخصائصه العلاجية. إن تجربة الطفو في البحر الميت، وتغطية الجسم بالطين الأسود، تُقدم تجربة فريدة تجمع بين الترفيه والعلاج.

جرش وعمان: تاريخ روماني وعاصمة عصرية

لا تقتصر كنوز الأردن على البتراء ووادي رم والبحر الميت؛ فـمدينة جرش تُعد من أفضل المدن الرومانية المحفوظة خارج إيطاليا. تُعرف بآثارها الرومانية المهيبة، مثل قوس هادريان، ساحة الفوروم البيضاوية، شارع الأعمدة، ومسارحها الرومانية التي لا تزال تُستخدم حتى اليوم للعروض الموسيقية. تُقدم جرش للزوار فرصة للتجول في شوارع مدينة رومانية كاملة، والتخيل كيف كانت الحياة فيها قبل آلاف السنين.

أما عمان، عاصمة الأردن النابضة بالحياة، فتُقدم مزيجاً فريداً من الحداثة والتراث. يُمكن في عمان زيارة قلعة عمان الأثرية التي تضم آثاراً رومانية وأموية، والمدرج الروماني الشاهق، ومتاحف تُقدم لمحة عن تاريخ الأردن الغني. تُوفر عمان أيضاً تجربة عصرية مع مراكز التسوق الحديثة، المطاعم الفاخرة، والأسواق التقليدية التي تُباع فيها الحرف اليدوية والمنتجات المحلية. إن عمان هي نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف بقية أنحاء الأردن، وتُقدم لمحة عن تطور هذا البلد الذي يُحافظ على تراثه ويُواكب العصر.

في الختام، يُعد الأردن وجهة سياحية استثنائية تُقدم مزيجاً فريداً من كنوز الحضارات القديمة وعجائبها الطبيعية. من البتراء التي تُجسد عبقرية الأنباط، إلى وادي رم والبحر الميت اللذين يُقدمان تجارب طبيعية لا تُضاهى، مروراً بآثار جرش الرومانية وسحر عمان العصرية، يُقدم الأردن رحلة لا تُنسى تُثري الروح وتُوسع المدارك. إن كرم ضيافة شعبه، وجمال مناظره، وعمق تاريخه، كلها عوامل تُساهم في جعل الأردن وجهة يجب على كل مسافر استكشافها، ليعود بذكريات تُلون حياته بعبق الماضي وسحر الطبيعة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق