نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإنسانية تستيقظ على الحقيقة… والعالم يصدح: فلسطين حرة - بوابة الكويت, اليوم الأحد 29 يونيو 2025 02:03 مساءً
كتب فايز محمّد أبو شمّالة - في 3 حزيران الجاري 2025 أصدر مركز بيو، وهو مؤسّسة بحثيّة مستقلة ومرموقة مقرها واشنطن، تقريرًا بعنوان: Most people across 24 surveyed countries have negative views of Israel and Netanyahu يسلّط الضوء على توجهات الرأي العام العالمي تجاه "الاحتلال الإسرائيلي” ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو.
يقسّم التقرير دراسته إلى مسارين متوازيين:
المسار الأول ويقيس النظرة العامة إلى "الاحتلال الإسرائيلي” من حيث هو كيان سياسي، سواء كانت النظرة سلبية أم إيجابية. المسار الثاني ويركّز على مواقف الناس من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باعتباره شخصية سياسية.
ويركّز هذا المقال على تحليل المسار الأول فقط، نظرًا لأن موقف الشعوب من نتنياهو قد يتغير مع تبدل الحكومات أو الشخصيات القيادية، بينما الموقف من "الاحتلال الإسرائيلي” يعكس موقفًا هيكليًا أعمق وأطول مدى، يرتبط بطبيعة السياسات والممارسات الممنهجة التي تنتهجها "إسرائيل” ضد الشعب الفلسطينيّ.
وثيقة تحليلية تؤرخ لتحوّل عميق تنبع أهمية هذا التقرير من كونه وثيقة تحليلية دقيقة، ترصد التحولات الجذرية في وعي الشعوب تجاه الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة، والتي اعتبرتها منظمات حقوق الإنسان جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
أُجريت الدراسة في آذار/مارس 2025، وشارك فيها أكثر من 28 ألف بالغ من 24 دولة تغطي أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية واللاتينية، باستخدام أدوات بحث متقدمة تضمن التمثيل الواقعي والدقيق للفئات السكانية، ما أكسب النتائج مستوى عاليًا من الموثوقية. نتائج تعكس تحوّلًا جذريًا في تركيا، بلغت نسبة الرفض الشعبي للاحتلال 93%، وهي الأعلى عالميًا، ما يعكس غضبًا شعبيًا هائلًا تجاه ممارسات الاحتلال. وفي أوروبا الغربية، أظهرت هولندا نسبة رفضٍ شعبيّ للاحتلال بلغت 78%، والسويد 75%، وإسبانيا 75% وفرنسا 70%، وهي مستويات رفض مرتفعة، تعكس تحولًا واضحًا في المزاج العامّ الأوروبي تجاه "الاحتلال الإسرائيلي” وسلوكه العسكري العنيف في غزة.
وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ عبّرت النسب عن مواقف مشابهة إذ بلغت النسبة في اليابان 79%، وفي أستراليا 74% وكوريا الجنوبية 68%، بينما أظهرت دول في أميركا اللاتينية رفضًا واسعًا للعدوان على الفلسطينيين إذ بلغت النسبة في المكسيك 68% والبرازيل 61%.
أما في الولايات المتحدة، الحليف الأبرز لـ”الاحتلال الإسرائيلي”، فقد سجلت نتائج الدراسة تراجعًا لافتًا في التأييد الشعبي، فقد ارتفعت نسبة الرافضين من 42% عام 2022 إلى 53% في عام 2025، ما يعكس اتساع موجة التضامن الشعبي مع الفلسطينيين، خاصة في أوساط الجامعات والشارع الشبابي الأميركي.
وفي المملكة المتحدة، التي شهدت موجة احتجاجات واسعة، بلغت نسبة الرفض الشعبي لـ”الاحتلال الإسرائيلي” 67%، وسط تصاعد واضح في الوعي السياسي داخل قطاعات الشباب والأكاديميين. تفاوت محدود في المواقف ورغم الاتجاه العالمي الواضح نحو رفض الاحتلال، برزت بعض الاستثناءات والمواقف غير الحاسمة. في الأرجنتين، عبّر نحو 50% عن رأي سلبي مقابل 30% إيجابي، بينما أظهرت كينيا مواقف أكثر توازنًا بنسبة 50% تأييد مقابل 42% رفض. أما نيجيريا، فسجلت نسبة تأييد بلغت 59% مقابل 32% رفض.
وفي الهند، عبّر 34% عن موقف إيجابي من الاحتلال، مقابل 29% سلبا، مع نسبة معتبرة من المترددين. تُفسّرُ هذه التفاوتات غالبًا بعوامل سياسية داخلية، منها صعود التيارات اليمينية أو الشعبوية، وارتباطات أيديولوجية بين حكومات محلية و”إسرائيل”، فضلًا عن تأثير الدين والثقافة في صياغة مواقف الأفراد تجاه الصراع. وعي الأجيال الشابة يشير التقرير بوضوح إلى أن الفئات العمرية الشابة (18–34 عامًا) هي الأكثر وعيًا ورفضًا لسياسات الاحتلال.
ففي الولايات المتحدة، بلغت نسبة المواقف السلبية بين الشباب 61%, مقابل 38% بين من تجاوزوا سن الـ50. وفي بريطانيا، أبدى 64% من الشباب موقفًا سلبيًا من الاحتلال، بينما تقل هذه النسبة مع التقدم في العمر.
وبرزت هذه الفجوة الجيلية أيضًا في كندا وأستراليا وكوريا الجنوبية، وهو ما يدل على أن الجيل الرقمي، الذي تربى على وسائل الإعلام المفتوحة وشاهد الفظائع بالصوت والصورة، لم يعد متأثرًا بالدعاية التقليدية، بل يتبنى مواقف مبنية على ضمير إنساني مباشر، يرفض الظلم ويدعم الضحايا دون الالتفات إلى الرواية الرسمية.
في لندن وباريس وبرلين، كما في نيويورك وسيدني وكيب تاون، اجتمع الناس على صوت واحد يرفض المجازر ويطالب بالعدالة. ولم تكن هذه المظاهرات عاطفية أو ظرفية، بل مثلت يقظة أخلاقية عميقة هزّت الضمير العالمي، وأثّرت في بنية الرأي العام داخل الدول الديمقراطية. ونتيجة لذلك، لم تعد القضية الفلسطينية شأناً خارجياً، بل أصبحت قضية داخلية في هذه البلدان، حيث سيبدأ الناخبون بمساءلة أحزابهم:
ما هو موقفكم من العدوان؟ هل تضمن برامجكم السياسية دعمًا للحقوق الفلسطينية؟ من هنا، يمكن القول إن هذا التحول في المزاج الشعبي سيُرغم الأحزاب الديمقراطية على إعادة صياغة مواقفها. فإرادة الناخبين، في نهاية المطاف، تصوغ البرامج الانتخابية، وتحدد الأولويات السياسية. ومع استمرار الحراك الشعبي، ستُدفع الأحزاب تديريجيًا لتبني مواقف أكثر عدالة تجاه الفلسطينيين. انهيار الشرعية الأخلاقية للاحتلال في ظل هذا الحراك الشعبي، والانهيار التدريجي في صورة الاحتلال، ومع كل بيت يُهدم وكل مدرسة تُقصف، تتساقط الحجارة من جدار الشرعية الأخلاقية الذي حاولت "إسرائيل” أن تتكئ عليه لعقود.
الأكاذيب لم تعد قادرة على تغطية الفظائع، والحقائق باتت مكشوفة أمام أعين العالم.
لا مكان بعد اليوم للحياد في وجه القتل، ولا مجال للصمت أمام الجريمة. فلْيستعدَّ الاحتلال لعزلة أخلاقية تزداد عمقًا، ولمساءلة تاريخية تقترب شيئًا فشيئًا. فما لم ينتزعه الفلسطينيون بالقوة، ينتزعونه اليوم بضمير العالم.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : الإنسانية تستيقظ على الحقيقة… والعالم يصدح: فلسطين حرة - بوابة الكويت, اليوم الأحد 29 يونيو 2025 02:03 مساءً
0 تعليق