نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صراع الواجب المقدس بين واشنطن وطهران - بوابة الكويت, اليوم السبت 28 يونيو 2025 09:59 مساءً
بوابة الكويت -
النخبة الأمريكية مؤمنة بالدفاع عن إسرائيل اعتماداً على نص توراتى لا تفهم مقصده ولا الفئة المستهدفه
جهل مطبق تتمتع به بعض النخب الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية، كشفته الحرب الإيرانية الإسرائيلية إزاء أزمة الشرق الأوسط بسبب تبعات صراع القضية الفلسطينية الذي طال دولا عديدة بالمنطقة. كما كشفت الحرب وبعد دخول واشنطن إلى جانب تل أبيب وقصفها لمواقع ومفاعلات نووية إيرانية عن موروثات دينية مشوهة عالقة في أذهان النخبة الأمريكية، في حاجة ماسة إلى تصحيح أو إعادة قراءة بوضعها في سياقها الدينى والتاريخى السليم.
المذيع الأمريكي تاكر كارلسون أجرى مقابلة مع السيناتور الجمهوري تيد كروز، المعروف بتشدده في دعوته إلى تغيير النظام في طهران ليظهر الأخير خلال المقابلة أنه لا يدرى أبسط الأمور عن إيران، وظهر كأنه يتبنى مواقف شعوبية لا مواقف لمسئول أمريكي في الحزب الجمهورى الذى ينتمى إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
"كروز" المؤيد لتدخل عسكري أمريكي ضد إيران، يدعم الاحتلال الإسرائيلي لسبب بسيط من وجه نظره، وهو أن تعاليم الكنيسة هي من تدعوه لذلك، وقال بالنص: "لقد تعلمت من الكتاب المقدس، أولئك الذين يباركون إسرائيل سيباركون، وأولئك الذين يلعنون إسرائيل سيلعنون.. ومن وجهة نظري، أريد أن أكون مباركاً".
المذيع الأمريكي النابه كارلسون تسائل عما إذا كان النص المذكور في الإنجيل يُشير حقا إلى حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية الحالية، ليتلعثم السيناتور ويفشل حتى في معرفة في أي جزء في الإنجيل ورد ذلك.
بدا "كروز" مثل تلميذ بليد وكارلسون يقول له: "إذاً، أنت تستشهد بعبارة من الإنجيل دون أن تعرف سياقها أو حتى موضعها في الكتاب المقدس". وقبلها صحح المذيع الأمريكي معلومات السيناتور الشفهية مؤكدا أن الاقتباس مأخوذ من "سفر التكوين"، ليعود ويسخر من السيناتور قائلا: كيف يمكن للسيناتور أن يبني موقفه السياسي على نص ديني لا يعرف مصدره بدقة، ولا يستطيع الاستشهاد به بشكل صحيح؟".
أزمة المقابلة لم تنته عند هذا الحد، فقد تبين من المقابلة أن السيناتور الامريكي لا يعرف عدد سكان إيران، ليصفعه كارلسون قائلا باستنكار: "ألا تعرف عدد سكان الدولة التي تسعى لإسقاط حكومتها؟ كيف يمكن ذلك؟". وحاول السيناتور رد صفعة الإعلامي الأمريكي متسائلا: "وهل تعرف أنت؟"، فأجابه كارلسون على الفور: "نعم، 92 مليون نسمة".
كما لم يستطع السيناتور تقديم أي معلومة للرأى العام الأمريكي بشأن التركيبة السكانية لإيران مكتفيا بالقول بأن الأغلبية من الفرس ومن المسلمين الشيعة، ليسقط بالضربة القاضية في نهاية الأمر معترفا فقط بتبنيه رأي يستند على مفاهيم دينية مغلوطة وفق الصهيونية المسيحية قائلا: "أنا لست الخبير تاكر كارلسون في إيران".
والصهيونية المسيحية في الغرب طوال سنوات هي السبب فى تغلغل إسرائيل داخل دوائر صنع قرارها، واستطاعت أن تحشد الجماهير بطريقة شعبوية لتبنى وجهة نظر تل أبيب التي تقوم على مزاعم تحقيق نبوءات التوراة وفق العهد القديم الذي تؤمن به المسيحية البروتستانتية، فهي حركة دينية وسياسية مسيحية تؤمن بأن عودة اليهود إلى فلسطين المحتلة وتحقيق قيام دولة إسرائيل هما جزء من النبوءات الكتابية. وتؤمن الحركة كذلك أن المسيح سيأتي مرة أخرى بعد قيام دولة إسرائيل، ما ترتب على ذلك اعتبار أنصار هذه الحركة أن دعم الكيان المحتل اقتصاديا وسياسيا وعسكريا واجب ديني مقدس!
والعقيدة البروتستانتية الأصولية ويشكل "الإنجيليين" جزء كبير منها تحالفت بشكل مقدس مع اليهودية بصورة عامة، بعدما سيطر الاتجاه الأصولي عليها، وكذلك استسلامها لسيطرة مفهوم التهود على اتباعها، والذين آمنوا حتى قبل إعلان تأسيس دولة الاحتلال بحتمية عودة الشعب اليهودي إلى أرضه الموعودة في فلسطين، وإقامة كيان يهودي يمهد للعودة الثانية للمسيح وتأسيسه لمملكة الألف عام وفق معتقداتهم.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سبق وقالها صريحة ليؤكد على تغلغل الصهيونية المسيحية في أمريكا وتحريك مسئوليها بما يخدم على أجندة تل أبيب العقائدية قائلا: "نحن ندعم إسرائيل بسبب الوعد التاريخي المقدّس أن من يدعمهم الآن سينال بركة الرب".
وعندما وصل بنيامين نتنياهو المعروف بتطرفه وتبنيه سياسة يمينية إلى رئاسة وزراء دولة الاحتلال في عام 1996، رأت الصهيونية المسيحية أن ذلك جاء تحقيقاً لنبوءات الإنجيل والتوراة، وتمهيداً لمعركة هرمجدون الكبرى. ويعتقد أتباع الصهيونية المسيحية أن معركة هرمجدون المنتظرة سيقودها المسيح بعد نزوله إلى الأرض وبداية حكم الألفيّة.
0 تعليق