بوابة الكويت - لطالما كان الشرق الأوسط مهد الحضارات وملتقى الثقافات، موطناً لقصص الأنبياء وملوك التاريخ، وموطناً لمناظر طبيعية آسرة تتراوح بين الصحاري الذهبية، الجبال الشاهقة، والشواطئ الفيروزية. ورغم الصورة النمطية التي قد تُقدمها بعض وسائل الإعلام، إلا أن هناك العديد من الدول في هذه المنطقة التي تُعد وجهات سياحية آمنة تماماً، وتُقدم للزوار تجارب لا تُنسى من الضيافة الأصيلة، الثراء التاريخي، والتنوع الثقافي الفريد. هذه الدول استثمرت بشكل كبير في تعزيز أمن وسلامة السياح، وطورت بنى تحتية عصرية تُكمل جمالها الطبيعي وتراثها العريق، مما يجعلها خياراً ممتازاً للمسافرين الباحثين عن المغامرة، الاستكشاف، والانغماس الثقافي في بيئة آمنة ومرحبة. هذا المقال سيسلط الضوء على أبرز الوجهات السياحية الآمنة في الشرق الأوسط، وما تُقدمه من تجارب لا تُنسى.

الإمارات العربية المتحدة: فخامة عصرية وتنوع لا يُضاهى

تُعد الإمارات العربية المتحدة نموذجاً يُحتذى به في الأمن والسلامة السياحية، وهي وجهة عالمية بامتياز تُقدم مزيجاً فريداً من الفخامة العصرية، المعالم السياحية الأيقونية، والتجارب المتنوعة. تُعرف دبي بكونها مدينة عالمية تُبهر زوارها بناطحات السحاب الشاهقة، مثل برج خليفة، ومراكز التسوق الفاخرة، والأنشطة الترفيهية التي لا حصر لها، من المغامرات الصحراوية إلى المنتزهات المائية. بينما تُقدم أبوظبي تجربة ثقافية أعمق من خلال مسجد الشيخ زايد الكبير، متحف اللوفر أبوظبي، وواجهة كورنيشها الساحرة.

تُطبق الإمارات قوانين صارمة تُعزز من الأمن، وتُقدم بنية تحتية سياحية متطورة، بما في ذلك المطارات الحديثة، والفنادق الفاخرة، ووسائل النقل المتطورة. يُمكن للزوار الاستمتاع بالفعاليات العالمية، الشواطئ النظيفة، وتجربة الطعام من مختلف المطابخ العالمية في بيئة تُشعرهم بالأمان التام والراحة. إن تركيز الدولة على التنوع السياحي، من المدن الصاخبة إلى الجبال الشاهقة في الفجيرة ورأس الخيمة، يجعلها وجهة متكاملة تُناسب جميع الأذواق مع ضمان أقصى درجات الأمان.

الأردن: تاريخ عريق ومغامرات صحراوية

يُعرف الأردن بكرم ضيافته الأصيل وتاريخه العريق، وهو من أكثر الدول استقراراً وأماناً في المنطقة، ويُقدم للزوار رحلة عبر الزمن إلى عصور غابرة. تُعد البتراء، المدينة الوردية المنحوتة في الصخر وأحد عجائب الدنيا السبع الجديدة، الوجهة الأبرز في الأردن، وتُقدم تجربة تاريخية لا تُنسى. إلى جانب البتراء، يُمكن للزوار الاستمتاع بجمال وادي رم الصحراوي الخلاب، والذي يُعرف أيضاً باسم "وادي القمر"، ويُقدم تجربة المغامرة والتخييم تحت النجوم في بيئة آمنة.

كما يُعد البحر الميت، أدنى نقطة على وجه الأرض، وجهة للاسترخاء والعلاج، ويُمكن للزوار الاستمتاع بالطفو على مياهه الغنية بالمعادن. تُقدم عمان، العاصمة، مزيجاً من الحداثة والتراث، وتُعرف بمواقعها الأثرية والأسواق التقليدية. تُركز الحكومة الأردنية بشكل كبير على أمن السياح وتُوفر لهم بيئة آمنة للاستمتاع بتاريخها العريق ومناظرها الطبيعية الفريدة.

سلطنة عُمان: هدوء، جمال طبيعي، وأصالة عربية

تُشتهر سلطنة عُمان بكونها وجهة سياحية هادئة، تُقدم مزيجاً فريداً من الجمال الطبيعي البكر، التراث الثقافي الغني، والأصالة العربية التي لم تُمسسها يد التحديث المفرط. تُعرف عُمان بمضائقها البحرية الرائعة في مسندم، التي تُلقب بـ"النرويج العربية"، حيث يمكن الاستمتاع بجولات "الداو" التقليدية ومشاهدة الدلافين. كما تُقدم شواطئها الهادئة ومياهها الفيروزية فرصاً ممتازة للغوص والسباحة.

تُقدم مسقط، العاصمة، مزيجاً من الفن المعماري الحديث والتقليدي، ويُمكن للزوار زيارة جامع السلطان قابوس الأكبر، ودار الأوبرا السلطانية، وسوق مطرح التقليدي. كما تُوفر الجبال الوعرة في الجبل الأخضر والجبل شمس (أعلى قمة في عُمان) فرصاً للمشي لمسافات طويلة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة. تُولي عُمان اهتماماً كبيراً لسلامة السياح وتُقدم لهم تجربة هادئة وآمنة، مما يجعلها وجهة مثالية للباحثين عن الاسترخاء والانغماس الثقافي الأصيل.

في الختام، يُقدم الشرق الأوسط مجموعة رائعة من الوجهات السياحية الآمنة التي تُبهر بجمالها، تاريخها، وثقافتها. من الفخامة العصرية في الإمارات، إلى التاريخ العريق والمغامرات الصحراوية في الأردن، والجمال الطبيعي الهادئ والأصالة العربية في عُمان، تُثبت هذه الدول أن المنطقة تُعد خياراً ممتازاً للمسافرين. إنها دعوة لاكتشاف جانب آخر من الشرق الأوسط، جانب يُرحب بالزوار بأذرع مفتوحة، ويُقدم لهم تجارب لا تُنسى في بيئة تُشعرهم بالأمان والراحة التامة.