إلَهٌ يخِفُّ لِلقاء الإنسان - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إلَهٌ يخِفُّ لِلقاء الإنسان - بوابة الكويت, اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 09:34 صباحاً

بوابة الكويت - الاب ايلي قنبر

 

 

1.آب يخِفُّ لِلقاء الإنسان
في هذه العجالة أودّ التوقُّف عند العلائق بين الناس وتأثيرها على مَجَرَيات الأحداث في عالم اليوم.
جاء في الرسالة إلى الرومانيِّين: "ٱلمَجدُ وَٱلكَرامَةُ وَٱلسَّلامُ لِكُلِّ مَن يَصنَعُ ٱلخَيرَ، لِليَهودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِليونانِيّ. إِذ لَيسَ عِندَ ٱللهِ مُحاباةُ وُجوه"(روما 2: 10). التحيّة "لكلّ مَن يصنع الخير" الذي يفتقر إليه عالمنا ويحِنّ إليه بقوّة. هذا الخير المَنشود عمل يسوع لتَعميمه يوم حلَّ بيننا. كيف؟
بعد إلقاء يوحنّا المعمدان في السجن ظُلمًا، يفيدنا متّى الرسول أنّ يسوع عاد إلى الجليل وسكن في الناصرة ومن ثَمَّ في كفرناحوم، أي في "بِلادُ الْجَلِيلِ[  هي المنطقة نفسها التي تنطلق منها الحملات الهمَجيّة على بلدان الشرق اليوم لإعادة الشعب إلى الجلوس في الظلمة (متّى 4: 16).] الَّتِي يَسْكُنُهَا الأَجَانِبُ" (متّى 4: 15). فيُبصر "الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي الظُّلْمَةِ[  "لأَنَّه قَدِ ابتُلِيَ هو نَفسُه بِالآلام، فهو قادِرٌ على إِغاثَةِ المُبتَلَين" (عبرانيين 2: 18).]، نُوراً عَظِيماً، وَالْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ الْمَوْتِ وَظِلالِهِ، يُشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ"!(متّى 4: 16). لقد قرَّر يسوع - بعد خلوته[  متّى 1: 4-11؛ مرقُس 1: 12-15.] في البرِّيَّة وكَسرِه لشَوكة الشرِّير [  عبرانيين4: 15.]- أن يبدأ رسالته التحريريّة[  لوقا 4: 6-21.] من هناك، عبر"البُشرى السارّة" التي كانها للإنسان، "كلّ إنسان وكلّ الإنسان": "تُوبُوا، فَقَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ" (متّى 4: 17). التعبير "ملكوت السماوات" يعني الإلَه الذي تانَّس ليَضرِب خيمته[  يوحنّا 1: 14.] بين ظهرانيّ الناس الذين "يُحبّ إلى الغايَة"(يوحنّا 13: 1)، وكان "يَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَعِلَّةٍ فِي الشَّعْبِ" (متّى 4: 23). ما عاشه يسوع وما قام به لصالح شعبه وسائر الناس من حَولِه (متّى 4: 23-25) دونَما تميِيز، يُشكِّل لُبنةً يُمكن لكلّ مؤمن(ة) بالله والإنسان -"كلّ إنسان، وكلّ الإنسان"- أن يضعها حيث يحِلّ لإعلاء بُنيان "الحياة بوَفرة للجميع"(يوحنّا 10: 10). تشتمل اللُّبنة[  "الاهتمام بقلب الإنسان لتوجيهه التوجيه الصحيح نحو ملكوت الله".] على خلايا متعدِّدة: فكر الله[  المطران كيرلُس بسترُس، الأحد الثاني بعد العنصرة (متّى 18:4-23)، دعوة التلاميذ الأوّلين: التحوّل في الحياة المسيحيّة.] (الذي) ظهر لنا في شخص يسوع المسيح، لكي"يتَحوّلَ[  الذي إن هو إلَّا "عملٌ يمتدُّ على مدى الحياة كلِّها"، ويتمّ في القدّاس حيث "مائدة الكلمة ومائدة القربان" اللّتَين نغتذي منهما، فـ"تتحوَّل نفسُنا لتمتلئَ من روح الله". فنتحوَّل مع يسوع بـ"آلامَه وموتَه التي هي أعمال عنفٍ وبغض، إلى عطاء ذاته من أجل هؤلاء الناس الذين ارتكبوها، (حيث) حوَّلها إلى فعل محبةٍ ومغفرة".
] فكرُنا البشريُّ (المُشبَّع عُنفًا) إلى فكر الله" - الحبّ (1 يوحنّا 4: 8)؛ وتتحوَّل حياتُنا المُتمركِزة حول الأنا (الأنَويّة والنرجسيّة) إلى حياة خروج من الذات أو "إخلاء ذات"(فيلپّي 2: 7) لمُلاقاة الآخَر(ى)، حياة زاخرة بالحبّ المِعطاء؛ ومن بَعد أن نجتمع ككنيسة لتقوم برسالتها الكامنة في أن "نجمعَ (مع يسوع) في الوَحدة أبناءَ الله المشتَّتين" (يوحنّا 52:11)؛ وفي الأخير نتحوَّل إلى قياميِّين عبر الموت.
في كلّ وقتٍ عاش يسوع مُتَواصِلًا مع الآب، عامِلًا مشيئته، وبِذا أظهر حبّ الاب ورحمته للبشر.
2. "وجهكَ، يا ربّ، التَمِس"
الإلَه الذي "ظهر" لنا، عرفناه شخصًا "واقفًا على الباب يَقرَع"(رؤيا 3: 20)، ويُسَرّ إن فتحنا واستقبلناه بالترحاب. "فيَدخل ويتعشّى معنا"[  "ها أنا ذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي".
]، كما يتمشّى معنا "في الفردوس" المنزليّ والمُجتَمعيّ. هو رفيقنا، وفي مرافَقته لنا نُدرِك أُبُوَّته، فنَصرخ "أبَّا، أيُّها الآب"؛   وينمو مسارنا المُشترَك والشخصيّ حتّى الثَمالة "وإلى الغاية".
"إتبعاني"، كلمته الجذّابة التي بها يدعوني لـ"نسير معًا"، تجعلني أرى في الانسان الآخر قِبلتي وبوصَلتي في الحياة. أَخرُج إليه فنلتقي، ونجعل كلّ شيء مشترَكًا بيننا، ومعًا نحتفل بالحياة. 
حين يدعوني شخصيًّا على غرار الرسُل الأوَّلين لأكون "صيّادًا للناس"،  يدعوني إلى البدء من نفسي، فأصطاد الإنسان داخلي، مُغَذِّيًّا إيّاه من "الصَيد العجيب"والوفير الذي نلتُه: يسوع-"الإنجيل" الحَيّ ! صَيدُ نفسي يجعلني أعرف يسوع بـ"الروح والحقّ" (يو 4) فلا أبقى من بعدُ عبدًا بل أتحوَّل [ميتانُويا-فصح ] إلى حبيب (يو 15: 15) للمُساهَمة معه بإعادة البشريّة إلى جمالها الأوّل بعد تحريرها من "قِوى الشرّ الروحيّة" [ أف 6: 12؛ غل 5: 22-23 ]. بيسوع تُفتَح لي "الأبواب الملوكيّة" لِأَدخُل إلى قدس الأقداس، أقداس الله وأقداس كلّ شخص منّا. وكما الشركة مع الله في الروح القدس جعلت من حياة يسوع حركة دائمة لا تعرف السكون، هكذا أكون في حركةٍ دائمة نحو الآخَر والطبيعة و"كلِّ ما يُرى وما لا يُرى". ما يدفعني وراءه في تجوال قائم على الثقة، يُخرجني من اللّاوعي الروحيّ إلى النظَر في وَجهه والتحوُّل إلى مسيح جديد في العالم وللعالم.
و"كَانَ يَسُوعُ يَتَنَقَّلُ فِي مِنْطَقَةِ الْجَلِيلِ كُلِّهَا، يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِ الْيَهُودِ، وَيُنَادِي بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَعِلَّةٍ فِي الشَّعْبِ"(متّى 4: 23): إنّ انطلاقة يسوع من"بِلادُ الْجَلِيلِ[  هي المنطقة نفسها التي تنطلق منها الحملات الهمَجيّة على بلدان الشرق اليوم لإعادة الشعب إلى الجلوس في الظلمة (متّى 4: 16).] الَّتِي يَسْكُنُهَا الأَجَانِبُ" (متّى 4: 15) كانت مقصودة ليَفتح أذهان اليَهود وعيُونهم على ما هو "ما بعد َبعد" مركزيّة أورشليم - القدس الأَنَويّة، لا بل النرجسيّة. أراد الخارج من الناصرة[  صحيح، مدينة الناصرة لم تكن معروفة أو مذكورة في يهوذا، وهذا ما أكده العديد من الباحثين والمؤرخين. لم ترد الناصرة في العهد القديم ولا في كتابات المؤرخ اليهودي يوسيفوس، ولا في أي وثائق تاريخية أو طبوغرافية أخرى، بما في ذلك الوثائق الرومانية. يبدو أن المدينة قد أُنشئت فيما بعد، ربما في القرن الرابع الميلادي، لتلبية الحاجة لتفسير ما ورد في إنجيل متى حول يسوع الناصري. 
] غير المعروفة أن يَخرج بناسِه إلى رحاب كَون الآب اللَّامحدود لا البقاء في قوقعتهم القاتلة، سواء ذاتيًّا أو للغَير. حملَ إليهم البشارة: اللِّقاء بالاخَر أُفقيًّا (الإنسان شبَهي وشريكي في الوجود) لِلِّقاء بالآخَر عاموديّا ً(الإله الذي برأني "على صورته، كمِثالِه"). فهَلَّا خفَفتُ لِلقاء اختي وأخي في الإنسانيّة والعَيش معه(ها) بسلامٍ وحُبٍّ ابَد الدهر ؟؟؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق