المرشد "اللغز": خامنئي في مواجهة المجهول - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المرشد "اللغز": خامنئي في مواجهة المجهول - بوابة الكويت, اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 05:18 صباحاً

بوابة الكويت - "حين يثور المرء، يكون يسارياً. بمجرد وصوله إلى السلطة، يصبح محافظاً". لم يشذّ المرشد الإيراني علي خامنئي عن هذه القاعدة. مع ذلك، وحتى مدة طويلة، ظل "لغزاً" حتى بالنسبة إلى الإيرانيين، قبل أن يكون كذلك بالنسبة إلى الغربيين، كما كتب الأكاديمي الإيراني الأميركي ولي نصر في "واشنطن بوست" في 2007.

 

 

يتلازم منصب المرشد مع نظام الجمهورية الإسلامية، لكن هذا التلازم ليس معنوياً فقط. فغالبية القرارات المتصلة بالأمن القومي والسياسة الخارجية، أي بمكانة إيران الإقليمية والدولية، بيد المرشد إلى حد كبير. بالتالي، تملي الخسارة العسكرية في الحرب الأخيرة أسئلة عدة عن مستقبل خامنئي، كما مستقبل النظام الذي ساهم في بنائه وتطويره.

 

 

استطاع خامنئي قيادة السياسة الخارجية بحيث يستفيد من مزاياها الكامنة، ويحمّل الإصلاحيين إخفاقاتها المحتملة. الاتفاق النووي المحتضر أبرز دليل. فقد حصل بتفويض من المرشد، وعندما فشل بسبب فوز ترامب غير متوقع، تم تحميل الإصلاحيين تبعة خروج أميركا منه.

 

 

ربما تكون الإرادة الشعبية مسؤولة جزئياً عن خسائرهم الانتخابية، بسبب تضرر المواطن الإيراني من العقوبات، لكن الانخفاض المتتالي في نسب الاقتراع أشار إلى أن الناخبين كانوا ممتعضين من كل النظام، لا من بعض أركانه فحسب.

 

 

في مواجهة الخطر

 

قريباً، تحتل المشكلات الاقتصادية المتراكمة مرتبة ثانوية أمام تكشف أضرار الحرب الإسرائيلية على البرنامج النووي، كما على القيادات العسكرية و"الحرسية". حتى وقت قريب، حظي المرشد بدعم الحرس الثوري. قد يكون ذلك في طور التآكل.

 

 

 

quoterotated.svg

قضى خامنئي معظم أوقاته في الثورة لا في الحوزة، كما أعرب عن حذر وبراغماتية كبيرين في إدارة إيران

quote.svg

 

 

 

هذا هو رأي مراقب الشؤون الإيرانية مهدي مطهّرنيا الذي قال، حتى قبل الحرب، إن عزلة مكتب المرشد ولّدت احتكاكاً مع مؤسسات أخرى، بينها الحرس الثوري ومجمع الاستخبارات، الساعيين إلى استقلالية ودور أكبر في تشكيل السياسة.

 

 

لكن الانقلاب على خامنئي لن يكون سهلاً. خدم المرشد الحالي في منصبه نحو 36 عاماً. بالتالي، لم يُجِد النجاة وسط ظروف صعبة فحسب، بل أجاد أيضاً التمرس بإدارة (وربما الاستفادة من) الخلافات الداخلية بين مراكز القرار. وفي البداية، لم يكن اسم خامنئي مطروحاً بقوة لخلافة الخميني إذ اعتبره البعض ضعيفاً.

 

 

قضى خامنئي معظم أوقاته في الثورة لا في الحوزة، كما أعرب عن حذر وبراغماتية كبيرين في إدارة إيران، بحسب نصر. وأضاف أن خامنئي تمتع بطباع هادئة وحياة بسيطة خلافاً  للكثير من النخب، كما حصد تأييداً شعبياً حين تعرض لمحاولة اغتيال على يد مجاهدي "خلق" في 1981. لكن الظروف تتغير.

 

 

إيران الماضي والمستقبل

عانى المجتمع الإيراني بسبب ازدياد الفقر والقمع والمشكلات الاجتماعية، ولم تَعد العداوات مع الخارج كافية لتثبيط الاضطرابات. حين خدم خامنئي في رئاسة الجمهورية، شهدت البلاد حرباً مدمرة مع العراق. امتص المرشد السابق روح الله الخميني معظم الأضرار بتجرعه "كأس السم". وفي أي حال، لم يعش الخميني طويلاً بعد نهاية الحرب. اليوم، يجد خامنئي نفسه شبه وحيد إذ إن كثيرين من الرعيل القديم للجنرالات القريبين منه قُتلوا أخيراً. يبرز تحديداً إسما القائد السابق للأركان محمد باقري وقائد الحرس الثوري حسين سلامي. يعزز الاختلاف الجيلي بين قادة الحرس الجدد وفريق خامنئي احتمالات الخلاف بعد الحرب.

 

 

لم يستبعد آراش عزيزي، من مركز "فريدريك باردي للتوقعات الطويلة المدى" في جامعة بوسطن، أن يطيح قادة عسكريون المرشد، وأن يكون القادة المقبلون للبلاد أوليغارشيين وجنرالات، لا آيديولوجيين ورجال دين.

 

 

على رغم أن التوقعات الطويلة نادراً ما تنجح في عالم بالغ التعقيد، من شبه المؤكد أن موقع خامنئي بعد الحرب لن يكون كما قبله.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق