"قنبلة سياسيّة"… ماذا قصد ترامب بحديثه عن التّمويل "الغبي" لسد النّهضة؟ - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"قنبلة سياسيّة"… ماذا قصد ترامب بحديثه عن التّمويل "الغبي" لسد النّهضة؟ - بوابة الكويت, اليوم الخميس 26 يونيو 2025 08:48 مساءً

بوابة الكويت - طرحت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن ما وصفه بـ"التمويل الغبي" لسد النهضة من قِبل واشنطن، علامات استفهام أكثر مما قدمت معلومات موثوقة عن دور الولايات المتحدة في بناء إثيوبيا للسد، الذي تخشى مصر من تأثيره الكبير على حصتها من مياه نهر النيل.

وقال ترامب في تدوينة عبر منصته "تروث سوشيال" يوم السبت:
"لن أحصل على جائزة نوبل للسلام لمجرد أنني حافظت على السلام بين مصر وإثيوبيا (سد ضخم بنته إثيوبيا — وقد مولته الولايات المتحدة الأميركية بغباء — يقلل كثيراً من كمية المياه المتدفقة إلى نهر النيل).

 

 

ويرى سياسيون ومحللون مصريون أن السد الذي بدأ بناؤه مع دخول القاهرة في غمرة توترات سياسية وأمنية، عقب ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011  قد يستخدم كأداة للضغط سياسياً واقتصادياً على مصر. 

وتشكل مياه النيل قرابة 97 بالمئة من الموارد المائية الأساسية لنحو 110 ملايين مصري يعيشون تحت خط الندرة المائية، وهو مستوى أدنى من خط الفقر المائي الدولي الذي يبدأ عند 1000 متر مكعب من المياه سنوياً للفرد. وتبلغ حصة الفرد هنا أقل من 500 متر مكعب، ويتوقع أن تتراجع مع تزايد السكان. 

وطالما ترددت اتهامات وصيغت "نظريات مؤامرة" عن أن أميركا وإسرائيل يقفان خلف بنائه، للتحكم في  شريان الحياة الرئيسي لمصر، لذا اعتبر البعض تصريح ترامب بمثابة "قنبلة سياسية"، و"اعتراف" بوجود مؤامرة تحاك ضد مصر.

 

 

لا وثائق

منذ نشر ترامب تدوينته، حاولت "النهار" الحصول على وثائق أو معلومات موثوقة بشأن تمويل واشنطن للسد الإثيوبي، وتواصلت مع مصادر أميركية، كما أجرت بحثاً عبر بعض المواقع الرسمية لكن لم تعثر على ما يؤكد ما طرحه الرئيس الأميركي.

وتقول الباحثة الأكاديمية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط باربارا هايسي لـ"النهار": "حتى الآن، ليس هناك أي مستندات رسمية أو تقارير موثوقة تثبت صحة ادعاء ترامب بأن واشنطن موّلت سد النهضة". 

وتلفت إلى أن "معظم المصادر تشير إلى أن مشروع السد تم تمويله تمويلاً شبه كامل من مصادر  إثيوبية، أحدها بيع السندات التي طرحتها أديس أبابا على مواطنيها المقيمين بالخارج، خلال المراحل الأولى من بناء السد".

 

 

مغالطة وتضليل

من جانبها، ترى المحللة السياسية الأميركية إيرنا تسوكرمان، في حديثها لـ"النهار"، أن "تصريحات ترامب ليست مضللة فحسب، بل خاطئة تماماً. هذه المغالطة لا يمكن اعتبارها مجرد زلة لسان أو مبالغة بلاغية، بل تشويه متعمد للواقع، يعكس إما جهلاً عميقاً بتاريخ السياسات المعنية، أو محاولة واعية للتلاعب بالحقائق، بما يخدم روايته عن ‘الإرث الفاشل‘ للإدارات السابقة".

وتضيف تسوكرمان: "تصوير ترامب لهذا التورط باعتباره غباءً، يندرج ضمن نقده الأوسع لسياسات المساعدات الخارجية التي لا تصب، من وجهة نظره، في مصلحة الولايات المتحدة أو حلفائها المقربين. وربما اعتبر أن انخراط واشنطن الديبلوماسي مع إثيوبيا في ملف السد كان خطأ أدى إلى توتر العلاقات مع مصر، وعزّز في المقابل من مكانة إثيوبيا كقوة إقليمية تتحدى الإجماع العربي والضغط الغربي".

 

ترامب وأفريقيا

من جانبه، ينظر الكاتب والصحافي الإريتري المتخصص في الشؤون الأفريقية محمود أبو بكر لتصريحات ترامب من زاويتين: الأولى أن الهدف الأساسي منها هو توجيه اللوم للإدارات الأميركية السابقة، لا سيما الديموقراطية. والثانية، تتعلق بنظر ترامب للمنطقة الأفريقية.

ويقول أبو بكر، لـ"النهار"، إن "الرئيس ترامب لا يعتبر أفريقيا - باستثناء شمالها - منطقة ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لأميركا، وقد صرح بهذا مرات عدة. ومن ثم فهو يعتبر أن تمويل السد الإثيوبي أو دعم بنائه لا يصب في مصلحة واشنطن".

ويشير إلى أن "الدعم الأميركي لبناء السد خلال فترة حكم الديموقراطيين كان في الغالب سياسياً وتقنياً، وليس مالياً. كما أن انتقادات ترامب جاءت متأخرة، إذ إن السد قد اكتمل وأصبح واقعاً لا يمكن تجاهله".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق