نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رامي كوسا لـ"النهار": "كلمة وحدة" قد تُنقذ... أو تُدمّر! - بوابة الكويت, اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 09:00 صباحاً
بوابة الكويت - عندما تلتقي الكاتب والسيناريست رامي كوسا، تشعر بأنك أمام مرآة تعكس وجع الواقع بصدق، وجرأة فكرية لا تعرف المواربة. هو كاتب يحمّل النص مسؤولية، ويحرّضك على التفكير لا الاستهلاك. لا يهاب الألم، لكنّه أيضاً لا يستسلم له. حوارك معه يُشبه نقاشاً داخلياً، تتداخل فيه الأسئلة الكبرى حول الإنسان والمجتمع، وتفتح أبواباً نحو أمل ممكن... ولو بكلمة.
من "أولاد آدم" إلى "النار بالنار"، مروراً بـ"العميل" الذي كتب السيناريو والحوار للنسخة العربية وصولاً إلى العمل الرمضاني الأخير "البطل"، تتّضح معالم كاتب لا يتوقف عن مساءلة الواقع. وفي كل عمل، يطرح قضية، ويترك فتيل الأسئلة مشتعلاً. أمّا اليوم، فكوسا يخطو باتجاه جديد، لا يخلو من الوجع لكنه يفتح كوة ضوء: مشروع يحمل عنواناً بسيطاً، لكنه ثقيل المعنى: "كلمة وحدة".
الكاتب رامي كوسا على هامش مشاركته في ندوة مينتور العربية (الصورة من حسابه في فايسبوك)
"البطل": مرآة للوجع السوري
خلال حديثه عن مسلسل "البطل"، أشار كوسا إلى أنّ العمل شكّل انعكاساً سامياً لقضايا كبرى تمسّ الإنسان العربي عموماً، والسوري تحديداً. وقال: "لاحظتُ أن غالبية الأعمال الدرامية تحمل في طيّاتها وجعاً، لكن ليس من المنطقي أن يكون هذا الوجع فقط لأجل الدراما. هناك ما يجب أن يُقال، وهناك وجع حقيقي يُعبّر عنّا ويجب أن يُنقل بصدق، لا أن يُستثمر زينة درامية".
لكن كوسا لا يكتفي بتأطير المعاناة، بل يدعو إلى التوسّع في الرؤية: "صحيح أن واقعنا مليء بالألم والمعاناة، لكن هذه ليست الصورة الكاملة. في الحرب السورية مثلاً، هناك من عاش في بيوت الصفيح، ومع ذلك استطاع أن ينجز ويصنع فرقاً. ربما آن الأوان لنروي قصص هؤلاء".

بوستر المسلسل الرمضاني البطل (الصورة من حساب كوسا في فايسبوك)
بين الغياب والحضور
بعيداً من سباق الإنتاج واللهاث وراء الشاشة، يؤمن كوسا بأن الغياب خيار شريف حين تغيب الظروف السليمة: "أنا لا أؤمن بالحضور لمجرد الحضور. إذا لم تتوافر الظروف الإنتاجية والصحية المناسبة، فأنا أفضّل الغياب لسنة أو اثنتين على أن أقدّم عملاً بلا مستوى يليق بما أؤمن به".
وفي هذا السياق، يكشف كوسا عن مشروعه المقبل "كلمة وحدة"، الذي لا يزال في مراحله التأسيسية: "هو مسلسل، ليس فيلماً. وضعتُ حجر الأساس له، لكنه لا يزال عندي، لم أوجّهه بعد لأي جهة. الفكرة تنطلق من جملة بسيطة: كلمة واحدة قد تُقال لطفل أو مراهق، فتُدمّر حياته حين يكبر. نملك حكايات كثيرة، وإذا توافرت لها الشروط السليمة، فسنمضي بها".

الكاتب السوري رامي كوسا (الصورة من حسابه في فايسبوك)
البقاء قريباً من الشارع
رغم تعبه أثناء كتابة "البطل"، إلا أن كوسا مصرّ على البقاء قريباً من الناس: "مهما بلغت قسوة المواد، سأظلّ، ما استطعت، قريباً من الشارع. ربما نحتاج أحياناً إلى عمل أكثر لطفاً يحمل شيئاً من الأمل، يمنح الناس دفعاً نحو الأمان".
سوريا... من زاوية الأمل
حين سألناه كيف يرى سوريا اليوم، أجاب بإيمان داخلي: "لدينا أمل. أقول دائماً إن هذا هو الجانب المضيء. نحن، ماذا نقدم الى هذا البلد؟ ما الذي نفعله من خير أو من سوء؟ هذا ما سنُسأل عنه في النهاية. أما أنا، فعندي أمل... ما زال عندي أمل".
0 تعليق