دور الذكاء الاصطناعي في تشغيل القاذفة الشبحية B‑2 وتطويرها - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دور الذكاء الاصطناعي في تشغيل القاذفة الشبحية B‑2 وتطويرها - بوابة الكويت, اليوم الأحد 22 يونيو 2025 11:52 صباحاً

بوابة الكويت - تُعد طائرة B 2 Spirit  الأميركية من أكثر الطائرات القتالية تطوراً في العالم، بفضل تصميمها الشبحي المخصص لتفادي الرصد الراداري، وقدرتها على تنفيذ ضربات نووية وتقليدية بعيدة المدى، وفقاً لما تؤكده شركة "نورثروب غرومان" Northrop Grumman المصنعة للطائرة في تقاريرها الرسمية حول قدراتها التشغيلية والتكتيكية.
وعلى رغم أن شكلها وتصميمها ظلّا ثابتين نسبياً، فإن التطويرات الكبرى التي شهدتها القاذفة في السنوات الأخيرة تمثلت في تحول برمجي عميق وبنية رقمية جديدة، مما زاد من قدرتها على التكيف مع متطلبات ساحة المعركة الحديثة، وذلك بحسب تقرير نشره سلاح الجو الأميركي في يناير 2023 عن خطط التحديث الرقمي للطائرة.

بيئة برمجية متقدمة:  Spirit Realm 
في عام 2023، فعّلت القوات الجوية الأميركية بالتعاون مع شركة "نورثروب غرومان" منصة تطوير برمجيات جديدة لطائرات B 2 تُعرف باسم "Spirit Realm"، وهي أول بيئة تطوير متكاملة للطائرة، بحسب ما جاء في بيان رسمي من "نورثروب غرومان" بعنوان Modernizing the B 2’s Digital Foundation. 

ترتكز هذه المنصة إلى منهجية DevSecOps  الحديثة، وتُستخدم لتسريع عمليات التصميم، والاختبار، والتحديث البرمجي للطائرة. وقد أشار تقرير منشور في مجلة Air & Space Forces  الأميركية إلى أن هذه المقاربة خفّضت زمن تطوير البرمجيات من أكثر من عامين إلى نحو ثلاثة أشهر، وذلك بفضل خطوط تطوير مرنة واختبارات أداء مؤتمتة بالكامل.

 

 

 

 

وعلى الرغم من أن التقارير الرسمية، مثل تلك الصادرة عن القيادة الجوية للضربات العالمية (AFGSC)، لم تشر صراحة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي الكامل داخل المنصة، فإن بنية Spirit Realm تعتمد على أدوات أتمتة تحليلية يمكن وصفها بأنها شبه ذكية، ولكنها لا تندرج بعد تحت تصنيف الذكاء الاصطناعي الكامل، بحسب تحليل تقني نُشر في Defense News عام 2023.

تحديثات تسليحية قيد التطوير
تسعى خطط تحديث B 2 المستقبلية إلى تعزيز قدراتها التسليحية بأسلحة خارقة مثل القنبلة GBU 72/B، التي خضعت لاختبارات ناجحة على طائرة  F 15E، وفقاً لموقع Air Force Materiel Command.
ورغم عدم الإعلان رسمياً عن إدماج هذا السلاح في B 2 حتى الآن، فإن احتمالية التكامل واردة ضمن تصورات التحديث الممتدة حتى عام 2029، كما ورد في وثائق تطوير الذخائر المتقدمة الصادرة عن القوات الجوية الأميركية.

إدراك محيطي وتحليل بيانات حسيّة
تعززت قدرات B 2 على جمع وتحليل البيانات الحسية من خلال تحديثات شملت أنظمة التشغيل والحواسيب، ما يسمح بدمج مدخلات الرادار، والمستشعرات الكهروبصرية، ومصادر الملاحة في صورة عملياتية موحّدة.
وقد جاء هذا التطوير في سياق برنامج DMS M، بحسب ما نشرته القيادة الجوية للضربات العالمية (AFGSC) في تقرير تحديثات عام 2023.

وعلى الرغم من أن هذه القدرات لا تُعرف رسمياً كمكونات ذكاء اصطناعي، فإنها تعتمد على خوارزميات تحليل إدراكي لحظي، تسهّل اتخاذ القرار التكتيكي وتقلل من العبء على الطاقم، وفقاً لتحليل صادر عن MITRE Corporation  المتخصصة في الأنظمة الدفاعية.

إدارة التوقيع الراداري والتخفي
شهدت منظومة الإدارة الدفاعية DMS  في B 2 تحسينات كبيرة في السنوات الأخيرة، ضمن مشروع تحديث يهدف إلى تحسين قدرتها على كشف انبعاثات الرادارات المعادية، وتحديد مواقعها بدقة، وتنبيه الطاقم لاتخاذ تدابير ميدانية فورية.
وبحسب بيان نشره سلاح الجو الأميركي عام 2023، فقد تم تزويد الطائرة بحواسيب معالجة جديدة وشاشات رقمية متطورة لدعم هذه الوظائف، مما يعزز قدرتها على الحفاظ على التخفي حتى في البيئات ذات التهديدات العالية.

الصيانة التنبؤية المدعومة بالخوارزميات
تُطبّق القوات الجوية الأميركية حالياً برامج صيانة تنبؤية تعتمد على خوارزميات تعلم الآلة، من أبرزها برنامج PANDA، الذي وصفته القوات الجوية في موقعها الرسمي بأنه "المعيار القياسي الجديد لصيانة الطائرات القتالية متعددة الطرازات".
ورغم عدم وجود تصريح رسمي بتطبيق PANDA على B 2 تحديداً، فإن اعتماد البرنامج ضمن منصات تابعة لقيادة الضربات العالمية يدعم إمكانية استخدامه على B 2 أيضاً، بحسب تقرير فني منشور في Breaking Defense.

 

 

 

دمج B 2 في بنية  JADC2
أُجريت تجارب ناجحة في عام 2023 لتحديث قدرات الاتصال الرقمي في طائرة B 2، حيث تم إرسال وتحميل بيانات المهمات إلى الطائرة أثناء الطيران من محطة أرضية، في إطار ما يُعرف باسم Multi-Mission Domain .

ووفقاً لما أكدته قيادة سلاح الجو في تقريرها السنوي، تُعد هذه التجارب مؤشراً عملياً على قابلية B 2 للاندماج مستقبلاً في بنية JADC2 (القيادة والسيطرة متعددة المجالات)، ما يعزز قدرتها على تبادل البيانات والعمل ضمن شبكة القيادة الحديثة في الزمن الحقيقي.

التحول إلى منصة ذكية متعددة المهام
وبناء على تقارير متخصصة، لم تعد B 2 مجرّد قاذفة شبحية تقليدية، بل تتحول تدريجياً إلى منصة ذكية متعددة المهام، قادرة على العمل في بيئة رقمية تعتمد على المعالجة السريعة، والتحكم التكيفي، والتكامل الشبكي.

وبينما لا تزال بعض التقنيات قيد التطوير، فإن الاتجاهات، كما تؤكدها تقارير U.S. Air Force وNorthrop Grumman، تشير إلى أن B 2 ستظل تمثل ركيزة استراتيجية أساسية في قدرات الردع الأميركية، إلى حين دخول القاذفة الجديدة B 21 Raider الخدمة الفعلية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق