نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اجتماع إسطنبول... متى تُكسر الحلقة المفرغة؟ - بوابة الكويت, اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025 04:31 مساءً
بوابة الكويت - "أنظروا إلى وجوههم المتجهّمة". كان هذا إلى حدّ بعيد التوصيف الذي أطلقه مؤيّدو أوكرانيا على منصّة "أكس" بعد عرضهم لصور الوفد الروسيّ الذي أتى إلى اسطنبول للتفاوض حول وقف لإطلاق النار. كان طبيعيّاً أن يكون الوفد غير مرتاح بعد يوم من الهجوم الأوكراني الضخم على قاذفات القنابل الاستراتيجيّة في العمق الروسيّ.
بينما قال الرئيس التركيّ رجب طيب إردوغان إنّ الاجتماع كان عظيماً وأعرب عن أمله بأن يضمّ لاحقاً الرئيسين الروسيّ فلاديمير بوتين والأوكرانيّ فولوديمير زيلينسكي، لم يصدر أي اختراق واضح عن المفاوضات. اتّفق الطرفان على تبادل السجناء الشباب وذوي الأوضاع الصحّيّة الصعبة وعلى تبادل جثث 6 آلاف جندي سقطوا في المعارك لدى كلا الطرفين.
لكنّ الشروط ظلت نفسها
أصرّ الطرف الروسي على شروطه الأساسية والتي تتضمّن اعتراف أوكرانيا بأنّ المناطق الأربع لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم هي أراضٍ روسيّة. كما طالبت كييف بوضع سقف لقوّتها العسكريّة وبتخلّيها عن طلب الانضمام إلى النّاتو. وبحسب "رويترز"، اشترطت روسيا لقبول الهدنة، انسحاب أوكرانيا من المناطق الأربع كخيار أوّل، أو وقف الحصول على الدعم الاستخباريّ والعسكريّ ورفع حالة الطوارئ وإجراء انتخابات نيابيّة ورئاسيّة في غضون 100 يوم كخيار ثانٍ. قد يبدو في التخيير الظاهريّ على الأقلّ شيء من التنازل، لكنّه على الأرجح تنازل قصير المدى. لو لجأت أوكرانيا إلى الخيار الأوّل فمن شبه المؤكد أن تعاود روسيا لاحقاً المطالبة بالشروط المذكورة في الخيار الثاني. إذاً، لم يؤثّر الهجوم الأوكراني على تشدّد روسيا. لكنّه لم يؤثّر أيضاً على حضورها المفاوضات.
دام اجتماع اسطنبول الأول في 16 أيار/مايو ساعتين بينما دام الثاني نحو ساعة. مع ذلك، يبدو أنّ لغة التهديد كانت غائبة. رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي حذّر الأوكرانيّين في الاجتماع الأول من أنّ روسيا ستظل تقاتل طوال أعوام وحتى عقود إن لزم الأمر. لم يصدر هكذا تهديد عن الاجتماع الأخير بحسب التقارير.
صيغة رئاسيّة
قال المكتب الرئاسيّ الأوكرانيّ الاثنين إنّ "صيغة معيّنة" على المستوى الرئاسيّ قيد المناقشة من بينها اجتماع رباعيّ بين رؤساء أوكرانيا وروسيا وتركيا والولايات المتحدة. وطالب الوفد الأوكرانيّ بوقف لإطلاق النار من دون شروط وبإعادة روسيا ما لا يقل عن نصف لائحة الأطفال الذين رحّلتهم من أوكرانيا إلى داخل أراضيها، وهي لائحة وضعتها كييف. رفض ميدينسكي قضية الخطف متهماً أوكرانيا بأنها تحاول الاستعراض لكسب شفقة الأوروبيين. لكنّ مذكّرة التوقيف التي أصدرتها محكمة الجنايات الدوليّة بحق بوتين تضمّنت اتهامات بـ "نقل (أطفال أوكرانيين) بصورة غير قانونية" إلى روسيا.
ميدينسكي يتحدث إلى الإعلام (أ ب)
وطالبت روسيا بوقف الأعمال القتاليّة ثلاثة أيام في بعض المناطق لسحب رفات الجنود القتلى. تعليقاً على المقترح، كتب زيلينسكي على "أكس": "أعتقد (أنّهم) أغبياء، لأنّ كل الهدف من وقف إطلاق النار هو وقف سقوط القتلى".
وانتقد زيلينسكي أيضاً عدم إرسال روسيا مذكّرتها بشأن السلام قبل المجيء إلى إسطنبول، وهو ما فعلته أوكرانيا. مع ذلك، قال إنّ وفده سيحاول على الأقل تحقيق بعض التقدم في تركيا. وذكر رئيس الوفد الأوكراني، وزير الدفاع رستم عمروف، أنّ بلاده ستردّ على المقترحات الروسيّة بعد مراجعتها. لكنّ التنازل الأوكرانيّ مستبعد هو الآخر.
سبب الحضور
قال إردوغان إنّ مجرّد انعقاد الجولة الثانية من التفاوض بعد الهجوم الأوكرانيّ هو انتصار. لكن عمليّاً، يريد البلدان مواصلة إظهار "حسن نوايا" تجاه الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب الذي صعّد لهجته مؤخراً ضدّ بوتين وزيلينسكي معاً. لهذا السبب، حضرت روسيا مفاوضات إسطنبول حتى بعد الضربة المؤلمة التي تعرّضت لها، وكذلك فعلت أوكرانيا بالرغم من تصعيد روسيا حرب المسيّرات والصواريخ عليها.
وعلى الهامش، لن يتضرّر الطرفان إذا استطاعا استرداد عدد من جنودهما. السؤال هو إلى متى سيواصلان استهلاك الوقت في تلك المحادثات من دون نتائج سياسيّة ملموسة. الظاهر لغاية الآن أنّه ليس سؤالاً مؤرّقاً للقيادتين.
0 تعليق