براغ: مدينة الجسور والقرون الوسطى وسحر لا يزول - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
براغ: مدينة الجسور والقرون الوسطى وسحر لا يزول - بوابة الكويت, اليوم الأربعاء 16 يوليو 2025 10:43 صباحاً

بوابة الكويت - على ضفاف نهر فلتافا، تتربّع براغ كجوهرة تاريخية أوروبية تحتفظ بجاذبية العصور الوسطى، وتنسج مشاهد ساحرة من الحكايات القديمة والأبراج المزخرفة والساحات الصاخبة بالحياة. في كل ركن من هذه المدينة التشيكية العريقة، يبدو الزمن وكأنه توقف، ليترك الزائر يتأمل كنوزًا معمارية وفنية من قرون خلت. براغ ليست فقط عاصمة جمهورية التشيك، بل هي مسرح مفتوح لتاريخ طويل يمتد إلى ما قبل ألف عام، ما يجعلها واحدة من أجمل مدن أوروبا الوسطى وأكثرها جذبًا للمسافرين.

تمزج براغ بين الرومانسية والأصالة، حيث تتداخل الكنائس القوطية مع الأبراج الباروكية، وتمتد الشوارع المرصوفة بالحجر لتقودك إلى قصور ومتاحف وقلاع شاهقة تطل من التلال. إنها مدينة تعيش في الماضي دون أن تنفصل عن الحاضر، وتقدّم لزوارها تجربة لا تُنسى من الإلهام والسحر المعماري والجمال البصري.

ساحة المدينة القديمة وساعة براغ الفلكية

في قلب المدينة، تقف ساحة المدينة القديمة كأشهر نقطة انطلاق لاستكشاف عبق براغ التاريخي. هنا تتجمّع الأبنية الملوّنة، والمقاهي الخارجية، وعازفو الشوارع، والمشاة من كل العالم، في لوحة مفعمة بالحيوية. يتوسط الساحة تمثال "جان هوس"، وحولها تتوزع كنيسة العذراء مريم ذات البرجين غير المتماثلين، والبيوت التاريخية ذات الزخارف المعمارية الفريدة.

من أبرز ما يميّز الساحة وجود الساعة الفلكية التي تعود إلى القرن الخامس عشر، والتي تُدهش الزوار كل ساعة عند تشغيل آليتها الميكانيكية، حين تخرج دمى صغيرة تمثل الرسل الاثني عشر في عرض مصغر ينبض بالحياة منذ قرون. المشهد لا يزال يجذب الحشود يوميًا، ليصبح رمزًا من رموز براغ وقطعة فنية من الزمن القديم.

جسر تشارلز: طريق الحكايات بين ضفتي المدينة

لا تكتمل زيارة براغ دون عبور جسر تشارلز، الجسر الحجري الشهير الذي بُني في القرن الرابع عشر، ويُعد واحدًا من أجمل الجسور التاريخية في أوروبا. يمتد الجسر بطول أكثر من 500 متر، ويربط بين البلدة القديمة وحي القلعة، وتزيّنه ثلاثون تمثالًا باروكيًا لرموز دينية وتاريخية، ما يمنحه طابعًا فنيًا خاصًا.

المشي على الجسر عند شروق الشمس أو عند الغروب يمنحك لحظة من السكون والجمال، خاصة مع أصوات الموسيقى الحية لفنانين محليين، وبائعي الحِرف اليدوية الذين يعرضون أعمالهم وسط الأجواء الحالمة. إنه ليس مجرد ممر حجري، بل مشهد درامي من قلب المدينة يروي حكايات العشاق، والملوك، والقديسين.

قلعة براغ: أكبر قلعة تاريخية مأهولة في العالم

تُعد قلعة براغ معلمًا رئيسيًا للمدينة، فهي ليست فقط أقدم قلعة ملكية في البلاد، بل أيضًا أكبر مجمع قلعة في العالم، وتشرف من أعلى التلة على المدينة كلها. داخل أسوارها يوجد العديد من المعالم البارزة، مثل كاتدرائية القديس فيتوس ذات الأبراج القوطية الشاهقة، والقصر الملكي القديم، وشارع الذهب الصغير الذي كان يسكنه حُرّاف ومؤلفون مثل فرانز كافكا.

زيارة القلعة تُعد رحلة داخل التاريخ الملكي والديني والفني للبلاد، وتمنح الزائر مناظر بانورامية مذهلة لمدينة براغ من الأعلى، خصوصًا في الأيام الصافية حين تتلألأ الأبراج والمآذن تحت ضوء الشمس أو تنعكس في مياه النهر.

زيارة براغ هي تجربة تنسج بين الخيال والحقيقة، بين قصص العصور الوسطى ونبض المدن الحديثة. إنها مدينة تُدهشك دون أن تبذل جهدًا، تسرقك من الوقت بصمتها وأناقتها وتاريخها العريق. سواء كنت من محبي العمارة، أو الفن، أو التاريخ، أو تبحث فقط عن نزهة في شوارع تحمل رائحة ألف عام، فبراغ ستمنحك أكثر مما تتوقع، وستظل في ذاكرتك مدينة لا تُنسى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق