بوابة الكويت - مع تصاعد التوترات في محافظة السويداء جنوب سوريا، أعربت واشنطن عن قلقها إزاء الاشتباكات التي اندلعت مؤخراً بين مقاتلين دروز ومسلحين من عشائر البدو، في واحدة من أكثر المناطق حساسية على الحدود الجنوبية السورية. 
وبينما أكدت الحكومة السورية فرض وقف لإطلاق النار وانتشار قواتها في مدينة السويداء، شددت الولايات المتحدة على سعيها لاحتواء التصعيد وضمان التهدئة، في وقت وجّهت فيه إسرائيل ضربات عسكرية لمواقع تابعة للقوات السورية في المنطقة، ما يُنذر بتعقيدات إقليمية إضافية.

المبعوث الأميركي: الاشتباكات مقلقة ونبحث عن حلول سلمية

قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس براك، في منشور عبر منصة “إكس”، إن “الاشتباكات الأخيرة في السويداء مقلقة لجميع الأطراف”، مؤكداً أن واشنطن منخرطة بشكل فعّال مع جميع المكونات السورية للعمل على تهدئة شاملة.

وأضاف براك: “نسعى للتوصل إلى نتيجة سلمية تشمل جميع الأطراف: الدروز، والقبائل البدوية، والحكومة السورية، وأيضاً القوات الإسرائيلية”، في إشارة إلى تعقيد المشهد الأمني في الجنوب السوري وتشابك المصالح الإقليمية فيه.

انتشار حكومي ووقف إطلاق نار مؤقت

في أعقاب الاشتباكات التي اندلعت الأحد بين مقاتلين دروز ومسلحين بدو، وأدت إلى سقوط قتلى من الطرفين، أعلنت وزارة الدفاع السورية، الثلاثاء، عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، بوساطة وجهاء محليين من السويداء، أعقبه دخول القوات الحكومية إلى المدينة لفرض الأمن.

ويأتي هذا التحرك بعد أن كانت مدينة السويداء، التي يقطنها نحو 150 ألف نسمة، تُدار أمنياً من قبل فصائل درزية محلية، ظلت لفترة طويلة على هامش النزاع السوري ولم تنخرط بشكل مباشر في الحرب منذ بدايتها عام 2011.

دعوات لتسليم السلاح وتجنب المواجهة

أصدرت الهيئات الروحية الدرزية، في بيانات متفرقة، دعوات للمقاتلين المحليين إلى تسليم سلاحهم وتجنب الصدام مع القوات الحكومية، في محاولة للحفاظ على الاستقرار الهش في المنطقة.

وتعكس هذه البيانات رغبة داخلية لدى المجتمع الدرزي بعدم الانجرار إلى مواجهات دموية، خصوصاً في ظل تعقيدات الملف الطائفي، واحتمال دخول أطراف إقليمية على خط الصراع.

إسرائيل تدخل على الخط وتوجه تحذيراً

بموازاة التحركات المحلية والدولية لاحتواء التصعيد، أعلنت إسرائيل قصف مواقع تابعة للجيش السوري في السويداء منذ يوم الاثنين. 
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عبر حسابه على “إكس”، إن الضربات الإسرائيلية كانت رسالة واضحة وتحذيراً شديد اللهجة، مؤكداً أن بلاده لن تسمح بالاعتداء على الدروز في سوريا.

وتُعد هذه التصريحات مؤشراً خطيراً على احتمال توسع نطاق التدخل الإسرائيلي، لا سيما مع وجود تخوف إسرائيلي من تمدد نفوذ جماعات مدعومة من إيران قرب حدود الجولان المحتل، تحت غطاء الاشتباكات الداخلية.

تصعيد قابل للاشتعال أم تهدئة حذرة؟

رغم إعلان وقف إطلاق النار، يبقى الوضع في السويداء هشاً وقابلاً للاشتعال في أية لحظة، وسط تدخلات خارجية، وانقسام داخلي، وتحركات غير مسبوقة في منطقة ظلت إلى حد كبير بعيدة عن الصراع خلال السنوات الماضية. 
وبين جهود واشنطن للتهدئة، وتهديدات إسرائيل المتصاعدة، يبقى مصير الجنوب السوري معلقاً على ميزان دقيق بين الانفجار والانفراج.