نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الطائفة الدرزية في سوريا: تضييق وتهميش وترويع ممنهج - بوابة الكويت, اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 06:18 مساءً
بوابة الكويت - العميد د. محمد الدمشقي
إن مسؤولية الأمن والدفاع عن المواطنين تقع بشكل أساسي على عاتق الدولة، وحمل السلاح يجب أن يكون من مسؤولياتها وحدها، وفق ما تنص عليه القوانين والدساتير في أي دولة حديثة. غير أن الواقع في سوريا، وتحديداً في محافظة السويداء، يظهر عكس ذلك تماماً.
لقد تعرض أهلنا في السويداء، من أبناء الطائفة الموحدة، لهجمات متكررة من مجموعات انفصالية وميليشيات عقائدية مسلحة، في ظل صمت وتخاذل رسمي مريب. وعلى الرغم من الجهود التي بذلها زعماء ووجهاء الطائفة خلال الأشهر الماضية للتفاوض مع الحكومة السورية على أسس المواطنة الكاملة، واحترام الحقوق والواجبات المتبادلة، فإن النظام السوري لم يُبدِ أي احترام لتلك المساعي، بل قابلها بالتجاهل والتنصل من الالتزامات.
تُظهر التصريحات الحكومية، ولا سيما تصريحات أحمد الشرع عبر مسؤوليه، حملة ممنهجة لتصوير الدروز كمجموعة خارجة على القانون، في إطار تعبئة إعلامية تطال معظم الشاشات الرسمية، دون إتاحة المجال لعرض ما يعانيه أبناء هذه الطائفة من حصار وقطع طرق واعتداءات متكررة على يد ميليشيات سبق أن وثّق الإعلام العالمي جرائمها بحق القرى الدرزية، من قتل للنساء والأطفال، وخطف للأبرياء.
إن سلاح الدروز ليس سلاح هجوم، بل دفاع عن الأرض والعِرض والكرامة، بعد أن تخلّت الدولة عن مسؤولياتها، وتركتهم فريسة لقوى الأمر الواقع، المسلحة والمحمية من قبل جهات نافذة. بدلًا من سحب سلاح هذه الميليشيات، أو الحد من تهديداتها اليومية، اختارت الدولة أن تنزع سلاح الدروز، لتتركهم عُزّل في وجه العنف.
ولا أدلّ على النية المبيتة سوى ما رأيناه أخيراً من ممارسات لقوات الأمن السوري عند دخولها بعض قرى السويداء، حيث بادرت إلى نزع صور القائد الوطني سلطان باشا الأطرش والدوس عليها بالأقدام فهل هذا جيش يحترم نفسه ويحترم مواطنيه وقادتهم ويركن إليه؟؟! وسلطان باشا الأطرش هو صانع استقلال سوريا، في إهانة مباشرة لتاريخ ناصع وقائد ثورتها الكبرى قاوم الاستعمار وقاد بلاده إلى النصر وسلّم الأمانة إلى رجالات يثق بهم وعاد إلى قريته يمارس الزراعة فيها كمواطن عادي لم يطلب مجداً ومناصب كان في طليعة مستحقيها...
الشرع اليوم يكرّر خطأ الشيشكلي، ويتمادى في الاستقواء على فئة قدّمت للوطن ما لم يقدّمه غيرها. بدل أن يستوعب المرحلة، ويطمئن هذه الفئة بتعيين محافظ من أبنائها، يعيد بناء الثقة ويضمن تمثيلاً عادلاً، نراه يستمر في تهميشها، بل ويسعى لإخضاعها بالقوة.
ألا يكفي ما عاناه الدروز من هجمات التنظيمات التكفيرية؟ ألا يكفي ما تعانيه كل الأقليات في سوريا؟ ولا يزال تفجير الكنيسة في دمشق ماثلاً للعيان... هل من الحكمة أن تستمر هذه السياسات التي لا تنتج سوى المزيد من الانقسام؟
إننا نحمّل أحمد الشرع، ومن معه من قادة النظام، المسؤولية الكاملة عمّا آلت إليه الأمور، ونعتبرهم شركاء في مؤامرة خطيرة تهدف إلى تقسيم سوريا، وليس الحفاظ على وحدتها كما يزعمون في تصريحاتهم الإعلامية.
لم يعد بالإمكان الوثوق بحكومة تقول شيئاً في الخارج وتفعل عكسه في الداخل. إننا نرفض أن يكون الموحدون في سوريا ضحايا مرة أخرى، ونؤكد أن كرامتهم ووجودهم ليسا محل مساومة أو تهديد.
-المقاربة الواردة لا تعكس بالضرورة رأي مجموعة "النهار" الإعلامية.
0 تعليق