نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التفاوض السوري-الإسرائيلي عبر نيران السويداء... نتنياهو بين "حماية" الدروز واستمرار الحوار مع دمشق - بوابة الكويت, اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 04:35 مساءً
بوابة الكويت - حضر وزيرا الخارجية السوري أسعد الشيباني والإسرائيلي يسرائيل كاتس اجتماع الاتحاد من أجل المتوسط في بروكسل الثلاثاء، بينما كانت الاشتباكات تحتدم في مدينة السويداء بين قوات وزارتي الدفاع والداخلية وفصائل محلية.
ومع هذا التطوّر، برز أكثر من تساؤل عن الحدود الفاصلة بين المفاوضات مع إسرائيل والميدان، وعمّا إن كان تحرّك الجيش السوري مرتبطاً بعدم ممانعة إسرائيلية في بسط سيطرة النظام الجديد في دمشق على السويداء.
يكاد يكون من المسلّم به، أن إسرائيل راغبة في إبرام اتفاق مع سوريا لا يقتصر على النواحي الأمنية فحسب، وفق ما تريد دمشق، وإنما تسعى إلى إكساب أي اتفاق البعد السياسي. وهذا ما يفسّر ترحيب كاتس بحضور الشيباني في بروكسل.
والجمعة الماضي، رسم الشيباني حدود التفاوض السوري-الإسرائيلي الذي تتوسّط فيه الولايات المتحدة، قائلاً إن التركيز ينصبّ الآن على البحث في كيفية العودة إلى خط "فك الاشتباك" لعام 1974، الذي توسّط فيه وزير الخارجية الأميركي الراحل هنري كيسنجر إبان عهد حافظ الأسد.
وعلى رغم جلسات التفاوض بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين، واصلت إسرائيل عمليات التوغل في الجنوب السوري، مع إصرار مسؤوليها على أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من بعض النقاط التي احتلها بعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
أما دمشق، فتريد عبر التفاوض مع إسرائيل كسب ود الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وصولاً إلى رفع كامل العقوبات عنها، مع التأكيد أنها تتقاسم وإسرائيل عدواً مشتركاً هو إيران.
عند هذا المنعطف، انفجر الوضع في السويداء. فهل حصلت دمشق على ضوء أخضر إسرائيلي وأميركي، لبسط سيطرة النظام الجديد على المحافظة ذات الغالبية الدرزية، من دون تقديم أية تنازلات تتعلق بخصوصية معيّنة للمنطقة؟
الأرجح أن النظام الجديد في سوريا، يعتقد أنه بشروعه في مفاوضات مع إسرائيل، فإنه قدّم تنازلاً أساسياً، يجب أن يكافأ عليه بعدم ممانعة تل أبيب وواشنطن في تعزيز قبضته المركزية على كل الأراضي السورية، ولا سيما شمال شرق سوريا حيث الغالبية الكردية، وفي السويداء، وفي منطقة الساحل حيث الغالبية العلوية.
من الواضح أن أحداث السويداء أربكت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المنهمك في حرب غزة، وفي الغارات على لبنان، وفي كيفية تفادي سقوط ائتلافه الحكومي عقب انسحاب حزب "يهودوت هاتوراه" من الحكومة بسبب قانون تجنيد الشبان الحريديم.
كذلك وضعت الأحداث نتنياهو عند محك الوفاء بوعود قطعها للطائفة الدرزية في إسرائيل بتوفير "الحماية" لدروز سوريا، وعدم تركهم يلاقون مصير سكان الساحل السوري.
كيف يمكن نتنياهو أن يوازن بين المفاوضات، التي توفر له مكسباً استراتيجياً في الشرق الأوسط، وبين عدم الظهور بمظهر غير المكترث بما يجري في السويداء؟
من المؤكد أن دخول قوات وزارة الدفاع والداخلية إلى محافظة السويداء تحت غطاء فض الاشتباكات بين البدو وفصائل درزية، قد أخذ في الحسبان، أن إسرائيل سيكون تدخلها محدوداً أو من قبيل رفع العتب.
ويرى الرئيس السوري أحمد الشرع أن هذه فرصته التي يتعيّن عليه أن يغتنمها للدخول إلى السويداء وقطع دابر أيّ طموح لأيّ أقلية سورية، دينية أو عرقية، بإمكان الحصول على امتياز على حساب السلطة المركزية.
ومع ذلك، فإن لهيب السويداء يثبت أيضاً أن سوريا لا يزال أمامها شوط طويل قبل أن تحظى بالاستقرار والسلام. وعندما تدخل إسرائيل على الخط سيزداد الموقف تعقيداً ولن تتوانى عن فعل كل شيء لحفظ أمنها ومصالحها فقط، دون بقيّة دول المنطقة وشعوبها.
0 تعليق